يعاني سكان محافظة الحديدة غرب اليمن حالة مأساوية جراء الانقطاع الكلي للتيار الكهربائي عن المدينة منذ ثلاثة أيام واستمرار انعدام المشتقات النفطية، ما أدى إلى وفاة 7 مرضى على الأقل وحدوث أعمال شغب تهدد بتحويل المحافظة الساحلية إلى جحيم وسط مخاوف من وقوع كارثة إنسانية. وانقطعت الكهرباء يوم الخميس عن المحافظة التي يضطر معظم سكانها لشراء قوالب الثلج والجلوس تحت المبردات لتقيهم حرارة الجو المستعر التي تصل هذه الأيام إلى نحو أربعين درجة مئوية. ومع انعدام المشتقات النفطية تفاقمت الأزمة بتوقف المولدات الكهربائية الصغيرة التي تملكها بعض المؤسسات والمستشفيات والمحال التجارية. وأدى ذلك إلى وفاة عدد من المرضى وانبعاث روائح من ثلاجات حفظ الموتى في مستشفى العلفي وتلف مخزونات بنك الدم في المستشفى ذاته، إضافة إلى وفاة 7 مرضى على الأقل في مركز غسيل الكلى بحسب مصدر طبي أبلغ المصدر أونلاين. كما توقفت معظم أفران الخبز عن العمل بسبب أن معظمها تعمل على الديزل، بينما يتزاحم مئات المواطنين أمام الأفران التي ما تزال تعمل. وانقطع التيار الكهربائي بسبب تلف خطوط النقل من محطة التوليد المركزية في منطقة الصليف. وذكرت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن أعمال عنف وشغب اندلعت يوم أمس السبت في عدد من شوارع المدينة تعبيراً عن غضب السكان من انقطاع التيار الكهربائي، في حين أشعل شبان إطارات مستعملة في بعض الشوارع، وقطعوا شوارع رئيسية وطرقاً حيوية في مدينة خلت من حركة المركبات. ولجأ كثير من المواطنين الذين يسكنون في العمارات للنوم خلال اليومين الماضيين على الأرصفة وعلى الساحل علهم يجدوا قليلاً من نسيم البروده الذي يطفئ لهيب الحرارة. وقال مواطن كان مستلقي على أحد الأرصفة وشبه عارٍ مساء أمس "لم أستطع النوم منذ يومين.. لا يمكنني تحمل العيش في هذا الوضع.. أعيش في جحيم".
وقالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" إن شحنات نفطية قدرت ب12 مليون لتر بنزين وصلت مساء أمس السبت إلى ميناء الحديدة، كجزء من الهبة التي منحتها السعودية لليمن. لكن شركة النفط تستغل ذلك في زيادة الأعباء على كاهل المواطنين بدلاً من التخفيف عنهم، حيث رفعت أسعار المشتقات النفطية بأكثر من الضعف.
وقال مدير أحد المصانع في الحديدة ل"المصدر أونلاين" إنه شركة النفط أبلغته بتسعيرة جديدة هي 120 ريالاً للتر للديزل بدلاً عن السعر الرسمي (50 ريالاً)، و150 ريالاً للتر البنزين بدلاً من 75 ريالاً هو سعره الأصلي.
وازدهرت تجارة المشتقات النفطية في السوق السوداء في المدينة كغيرها من مدن يمنية، حيث وصل سعر برميل الديزل (200 لتر) إلى نحو 80 ألف ريال.