الكتابة كالشعر أحيانا كثيرة عندما تكون هاجسيه تبحث فيها عن فكرة أو حادثة لتقدمها للناس يخالطها الشعور الآني ولا يتبعها إيمان وقناعة بما تقول وتكتب . كتابات ومقالات وخطابات الساسة ككلام ونظم الشعراء العرب وقلت العرب لأنني لست متأكد من كون شعراء العالم الأخر الغير عربي ينطبق عليهم صفة الهيام في كل وادٍ والقول المخالف للفعل في كل ناد .
لا أملك جرأة ولغة الحديث عن ساسة الوطن العربي الجرح الممتد كسرب حمام من بغداد إلى الصين ,ولكني أملك جرأة ولغة الحديث عن ساسة الوطن "الجنوب" الذي له نفس طول وامتداد الجرح العربي من باب أن الأقربون أولى بالمعروف والوجع المشترك شراكة تشبه كثيرا شراكة العام 1990م التي أودت بحياة أرض ووطن.
لكن كلام وتصريحات ساسة الجنوب حالة خاصة وهي بيت القصيد ,وخصوصا كبار الساسة المحسوبين على الجنوب شكليا بدليل تاريخ الميلاد المرفق في ملف حديثه الذي يعلن فيه تاريخ وفاته ووفاة الوطن "الجنوب " في صنعاء في غير زمان ومكان النشأة والمواليد, هم الساسة الذين يُطلوّن علينا بين الفينة والأخرى من هنا وهناك مثل أذكار الصباح ليُذكرونا بأنهم كانوا مع القضية الجنوبية منذ انطلاقتها وأنهم نوّهوا وحذروا وكتبوا وقالوا وذكروا ....,الأقوال يا سادة يا كرام سهلة لكن الأفعال هي الخيار الصعب وهي المقياس الحقيقي لحياة الضمير ,ولو أن كل هؤلاء مخترعين أذكار الصباح الجنوبي اليوم أقدموا على تطبيق ما يقولون عملا وفعلا لصاروا أبطالا في أعيننا و ثوارا حقيقيون ولاختصروا علينا الكثير من أوقات ومسافات المناورة والمهادنة والمداهنة ,لكنهم للأسف الشديد يلقون على مسامعنا كلمة ذات يوم في جنح ظلام دامس ذات مساء أو يكتبون مقالا في ركن أو أسفل صفحة من صحف صنعاء التي لا يقرأها أحد من سكان القطب الجنوبي من شبة الجزيرة اليمنية ويدسون في هذا المقال الحقيقة على استحيا ,ليظهروا علينا يوم العرض أبطال ,كيف لا وهم كلماء فرعون في يوم البطش العظيم .
تذكيرا تظل الأقوال أيها الساسة الشعراء ليست كالأفعال وأذكاركم أذكار الصباح قولا يعقبه إنكار مسائي فعلا ,كل صباح وكل مساء.