قالت جماعة سورية كردية يوم الجمعة إنها تهدف لتشكيل مجلس مستقل لإدارة المناطق الكردية إلى أن ينتهي الصراع في سوريا في خطوة من المرجح أن تثير انزعاج المعارضة السورية وتركيا اللتين تشعران بالقلق من احتمال قيام دولة كردية. وسيطرت ميليشيات كردية على مناطق بشمال سوريا خلال العام الأخير منذ أن حولت قوات الرئيس بشار الأسد اهتمامها إلى مناطق أخرى وهي تسعى الآن لتعزيز هذه المكاسب رغم الانقسامات العميقة في صفوفها. ووضع الصراع السوري المستمر منذ عامين الأكراد في مواجهة قوات الأسد أحيانا وفي مواجهة مقاتلي المعارضة الساعين للإطاحة به في أحيان أخرى. وينتشر الأكراد بين إيران وتركيا والعراق وسوريا ويوصف الشعب الكردي بأنه أكبر مجموعة عرقية بلا دولة. وبدأ المقاتلون الأكراد والحكومة التركية محادثات ترمي لإنهاء الصراع الدائر في جنوب شرق تركيا والذي أودى بحياة 40 ألف شخص. وحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقترح سلطة محلية في شمال شرق سوريا هو أقوى جماعة كردية في المنطقة نظرا لميليشياته الفعالة المسلحة تسليحا جيدا. ويعتقد أن الحزب مرتبط بحزب العمال الكردستاني الذي يسعى لحكم ذاتي للأكراد في تركيا. وقال صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي إنه تجري مناقشة المقترحات بين الجماعات الكردية. وأضاف أنه فور التوصل لاتفاق ستجرى انتخابات في غضون ثلاثة أو اربعة أشهر لاختيار مسؤولي الإدارة. وتوقع قرارا نهائيا خلال أسبوع أو اثنين. وقال نواف خليل المتحدث باسم الاتحاد الديمقراطي لرويترز من مقر إقامته في ألمانيا "هذه الإدارة ستكون أشبه بحكومة مؤقتة." وأضاف "نحتاج لحماية حدودنا وشعبنا. نحتاج لعمل شيء لتحسين وضعنا الاقتصادي. "على الصعيد العسكري علينا أيضا أن نواجه نظام الأسد والمتمردين والأتراك. ونرجو أن نحاول تحسين علاقاتنا مع كل جيراننا هؤلاء." ويتهم مقاتلو المعارضة السورية حزب الاتحاد الديمقراطي بالعمل مع الأسد واشتبكوا مع الأكراد عدة مرات. ولا يرغب مقاتلو المعارضة في سوريا في وجود كيان كردي منفصل وهو نفس ما تعارضه تركيا التي ترى أن ظهور منطقة كردية شبه مستقلة في سوريا من شأنه أن يكسب مقاتلي حزب العمال الكردستاني جرأة. ويتمركز الأكراد في جنوب شرق تركيا على الحدود مع سوريا والعراق وإيران. وتؤكد الميليشيات الكردية التي سمحت لكل من قوات الأسد ومعارضيه بالتحرك عبر أراضيها على أنها مناهضة للأسد لكنها لا تريد أن تعاني منطقتهم ذلك الدمار الذي سوى الكثير من مناطق المعارضة بالأرض في سوريا. وتجرى محادثات منذ الشهر الماضي في أربيل بين حزب الاتحاد الديمقراطي ومنافسه الرئيسي الحزب الديمقراطي الكردي في سوريا تحت إشراف مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان العراق وذلك في أربيل عاصمة الإقليم. لكن الجانبين لم يتوصلا لاتفاق بعد. وقلل معارضو الاتحاد الديمقراطي من احتمال التوصل لاتفاق لكن زعماء سياسيين آخرين طالبوا بالتوصل لاتفاق مشيرين إلى مخاوفهم من احتدام الاشتباكات بين الأكراد ومقاتلي المعارضة في شمال شرق سوريا. وقال الدار خليل عضو المجلس الأعلى الكردي الذي شكله البرزاني لتوحيد الأحزاب الكردية السورية "أثبت القتال الأخير أن العبء يقع على أكتافنا." وأضاف "ندرس حاليا تشكيل إدارة انتقالية وبعدها نريد إجراء انتخابات خلال ثلاثة أشهر. لابد أن نشارك جميعا." وخاض مقاتلو حزب الاتحاد الديمقراطي معارك شرسة هذا الأسبوع مع مقاتلين إسلاميين مرتبطين بالقاعدة في شمال شرق سوريا وسيطروا على بلدة رأس العين على الحدود مع تركيا. وتقاتل ميليشيات الاتحاد الديمقراطي أيضا مقاتلي المعارضة السورية للسيطرة على حقول نفط مما يبرز صراعا لا يقتصر على فرض النفوذ بالمنطقة لكنه يمتد ايضا ليشمل الموارد الطبيعية. وقال مصدر بارز بالاتحاد الديمقراطي طلب عدم نشر اسمه إن التوصل لاتفاق حول إدارة المنطقة ضروري. وأضاف "لم تعد الحكومة السورية قادرة على تقديم الخدمات والأمن... ربما تعين على هذه الجماعات الكردية أن تضع ترتيبات وتطور مؤسسات لتوفير الخدمات الأساسية والأمن وأيضا لمنع الجماعات المتطرفة من ترويع السكان." وقال خليل المتحدث باسم الاتحاد الديمقراطي إن الاتحاد يأمل أيضا في وضع مسودة دستور انتقالي في المنطقة وطرحه في استفتاء. غير أنه نفى أن يؤدي ذلك إلى انفصال. وأضاف "سيكون إطار عمل لإدارة محلية. ليس من المستغرب أن يكون لدى المناطق المختلفة في بلد ما قوانين وأساليب حكم مختلفة