الله سبحانه وتعالى من علينا يوم الجمعة كيوم عيد يجتمع فيه المسلمين للم الشمل وتوحيد كلمتهم وصفاء قلوبهم وتطهيراً لذنوبهم ..لكن الجمعة اليوم بات يوماً نخافه ونترقب مصائبه وما سيحدث فيه من كوارث وصدامات بين امة نبينا محمد ابن عبدالله على شؤون تافهة يتم توظيفها بهذا اليوم المبارك لإذكاء الضغائن وزرع الدسائس من اجل قضاء مصالح ذاتية خبيثة لا تمت للإسلام الحنيف بصلة لا من بعيد ولا من قريب ..حتى خطباء المساجد اصبحت خطبهم سياسية لصالح جماعة ضد جماعة اخرى اذ ان الخطبة في الاحياء السكنية انقسمت الى اربع خُطب كل واحدة منها ترمي الاخرى عبر المنابر بالمز والخيانة والردة والكفر والعمالة..هكذا دون هوادة لا ندري ما الدافع وراء كل تلك الاتهامات التخوينية ؟ وشخصياً ارى ان الصلاة في البيت في هذا الحالة اصبح اجرها عظيم وعليها حسنات تفوق ما في المسجد لاسيما في الوقت الراهن لأنها تعصمنا عن سماع لغة التحريض والفرقة والعصبية والمذهبية والطائفية بين ابناء البلد الواحد .
إلا يعي خطباء المساجد ورجال الدين ان خطبهم تمثل خطراً فادحاً لتمزيق الجسد اليمني وتهدد السلم الاجتماعي وتبعث على الفرقة بل وتخلق احتقاناً اجتماعياً قد ينفجر ويكون تأثيراته سلبية ليس على فئة معينة فحسب وإنما على الامة الاسلامية أجمعين .
ولكم استغرب من الدور السلبي والمتراخي لوزارة الاوقاف والإرشاد في ظل هذا الخطر الذي يداهمنا ونحن لا نشعر ..فلماذا لا تضع حداً يوقف تلك العشوائية في الخطابة الدينية وتعمل على ارشاد الخطباء وأئمة المساجد في نشر الوعي الديني الوسطي بعيداً عن دعاوي التعصب المذهبي الأعمى .
وبالتالي فان المساجد خصصة للعبرة والموعظة الحسنة لا لخلق الشحناء وإشعال الفتن بين الناس .
اليوم المسجد او الجامع لم يعد ذلك المكان الآمن الذي نضع فيه ابنائنا لدراسة القرآن الكريم وتعاليم الاسلام ونأمن عليهم من تدليس افكارهم بخبائث الامور البعيدة عن الدين الاسلامي من قبل اشخاص يدعون خطباء وحفاظ وأئمة مساجد .
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم كتابة " ان المساجد لله فلا تدعوا مع الله اله أخر . صدق الله العظيم .