من منطلق قول الله سبحانه وتعالى ((ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون )) في الحقيقة مأساة عظيمة وجريمة كبرى اُرتكبت في حق ميناء عدن فلا تموهوا ولا تلبسو ولا تكتموا ولا تكذبوا ما توجد من حقائق وفضائح على مايجري فيها ..!!
في البداية لا احد منا لا يعرف أهمية ومزايا ميناء عدن من كل الجوانب والاطر والمميزات، فإن قلت اُحدثكم عن ميناء عدن فلا يسعني المجال للحديث وإن تحدثت فلا يكفيا كل ما أقول فيه وهو أجلُّ وأقدر أن يُعرف بنفسه !. بل ليس عنه فحسب ..!!!!
ولكن عن مميزاته عن سائر الموانئ العالمية أيضاً ..!!! حيث يعتبر من أكبر الموانئ الطبيعية في العالم ففي الخمسينات من القرن الماضي تم تصنيفه كثاني ميناء في العالم بعد نيويورك لتزويد السفن بالوقود والملاحة البحريه ومميزاتها الفذة ...!!
ولكن في فتره الهمجية المتخلفة والعنجهية وأكل المال العام والعبث بأموال الدولة وممتلكاتها وتحويلها إلى جيوبٍ خاصة وغنائم حرب .... ميناء عدن نال نصيب الأسد من موازنة العبث والسرقة ونهب المال العام ..!!!! ناهيك عن العبث بمياة البحر والسواحل والمؤسسات والمصانع وحقول النفط الجنوبيه ... الخ.
فميناء عدن تم العبث به تدريجياً إلى أن بلغ العبث ذروته وبكل سذاجة وسخافه في مطلع 2008 حيث اصبح الميناء الغنيمة. الميناء الذي انتهت معداته وقواه نهائياً ، وعُرّي من كل حاوياته أمام العالم ، ويُتِّم عمّاله وارُملت سفنه وقُتِّل أمه وأبوه وصُلب أمام العالم اجمع تنفيذاً لحكم قصاص الإمارات وإرضاء لخاطر العقالات ..!!!!
، فاصبح لم يتبقى فيه الا الغربان تنعق في الصباح والمساء تنتظر حبيبات القمح المنفلته خطئاً عن سائر الموانئ ....!!! فحيث تناقص عدد الحاويات منذ ان سُلم بدمٍ بارد الى موانئ دبي ، من (800) ألف حاوية الى (165) ألف حاوية قي العام 2011م .. فبعد كل هذا فُتحت نافذة أمل بسيطة في ضل هبوب رياح الربيع العربيه وضل تساقط الطواغيت تحت مضلة ثورات الربيع العربي وبعد عمراً من التبعية والاستذلال والمهانة ،وبعد ضغط وزخم شعبي كبير ومطالبات واسعة طالبت النظام شبه الجديد في اليمن بسرعة الغاء الاتفاقية التي اعتبروها مجحفة بحق إخضاع ميناء عدن لموانئ دبي العالمية التي تعد من أنشط الموانئ العالمية . فُكلفت لجنة في البحث عن اسباب تدهور ميناء عدن وتقصي الحقائق حيث رفضت إدارة شركة موانئ دبي والجانب الحكومي اللجنه المكلفه من الإطلاع على بنود الإتفاقية الخاصة بالتأجير بحجة أنها إتفاقية سريه .. ياترى ما ورائها هل أهدافها سياسية شخصية .؟!! ام ضغوط خارجيه .؟.ام انها اشياء في نفس يعقوب ..!!!!
عاد ميناء عدن الى حاضنهِ الاساسي وامهِ الحنونه فحيث تم الغاء الاتفاقيه واقر وزير النقل حينها د. واعد باذيب إنهاء اتفاقية تأجير ميناء عدن لشركة موانئ دبي العالمية بإلاجماع في اغسطس من العام 2012 الماضي .. والعجيب انه شهد حينها نقص في البورصة لموانئ دبي بعد إلغاء العقد .. !!! ولكن سؤالنا هل زادت البورصه في ميناء عدن ...!!!
بالرغم من ان الحكومه أعدّت خطة متكاملة لإنعاش ميناء عدن واخراجه من الركود عقب الحصول على منحة مالية من مؤتمر أصدقاء اليمن تبلغ ثلاثة مليارات و250 مليون دولار. . فهل انتعش ام انه إلى الخلف دور وكلما صفت غيمت ؟!!!.
وقيل انها تلقت عروضاً واسعة من دول عظمى وكبرى ولا بأس لكن لم نستطع ابداً إلا ان نُستهان ونسلم زمام الامور وما نملكه لغيرنا والعماله اليمنية بأمس الحاجة الى لقمة العيش أم اننا سنضل تحت اهانه الكفلاء في الخليج كمغتربين عبيد لهم ونتسول على افواه الامم .. وقفة تامل .. لو نظرنا الى الدعم السخي الذي تدعمه الامارات لمصر فقط المعلن عنه بلغت نحو 3 مليارات دولار واضافه لذلك المساعدات العينيه وناهيك عن ما وراء الكواليس للاطاحه بالرئيس مرسي لانه اطلق مشروع قناه السويس . وتبقى الاسئله أمامنا اين ميناء عدن بكل امتيازاته ؟! وما تاثيره على الملاحة العالمية؟! وأين موقعك ياميناء من الاعراب . .؟؟؟ برقيات ..
الى فخامه الرئيس عبدربه منصور هادي والى رئيس الوزاء الاستاذ محمد سالم باسندوة والى وزير النقل الدكتور واعد باذيب والى اعضاء مؤتمر الحوار الوطني
حياكم الله وبعد : إن هذه التصرفات العبثية الهمجية في ميناء عدن من أكبر المآسي والكوارث التي حلت بالجنوب ومن أهم القضايا التي يجب أن تحسم كي يطمئن المواطن الجنوبي ويعرف أن الحكومة تغيرت واصبح هناك وجهاً جديداً لليمن المستقبلي فبادروا بجدية ووطنية ومسئولية جادة للنهوض بميناء عدن وإعادة مكانته العالمية التي سُلبت منه خلال العقود الماضيه وكافة المؤسسات والمصانع والحقول والاراضي المنهوبة .. وفي الاخير ..سنضل على امل. فهذا واجبنا فلسنا كمومياءات محنطة ولعل الذكرى تنفع المؤمنين ....