نجا وزير النقل اليمني واعد باذيب أمس من محاولة إغتيال، بعد ساعات من إلغائه إتفاقية تأجير ميناء عدن الإستراتيجي لشركة موانئ دبي العالمية. وكان مسلحون مجهولون أطلقوا النار بكثافة تجاه موكب الوزير في مديرية خور مكسر بمدينة عدن ظهر السبت لكن الوزير نجا من الإغتيال رغم إختراق الرصاص سيارته. وكان مجلس إدارة مؤسسة خليج عدن الذي يرأسه الوزير،قرر إنهاء اتفاقية تأجير ميناء عدن لشركة موانئ دبي العالمية وهو العقد الذي أثار حالة من الجدل منذ توقيعه في العام 2008. وقالت مصادر أن إلغاء التعاقد قرار أتخذ بإلاجماع لكنها لم تعط تفاصيل أكثر. وإكتفت بالقول أن مجلس الإدارة سيصدر لاحقا بيانا توضيحيا عن أسباب إلغاء الإتفاقية. ويعتبرقرار الالغاء أولياً,ويحتاج لإنفاذه إقراراً من الحكومة. ويدير ميناء عدن للحاويات مشروع مشترك بين موانئ دبي العالمية ثالث أكبر شركة لإدارة الموانئ في العالم ومؤسسة موانئ خليج عدناليمنية. وكانت هيئة مكافحة الفساد طلبت من الحكومة اليمنية فسخ عقد إدارة الشركة الإماراتية لميناء عدن لما قالت إنها إخلالات إرتكبتها الشركة،وسط إتهامات لها بتعطيل العمل في الميناء الذي يقع على خليج عدن لصالح موانئ أخرى تديرها. وشددت الهيئة على ضرورة إلزام مؤسسة موانئ خليج عدناليمنية بسرعة مباشرة الإجراءات القانونية الخاصة بإنهاء إتفاقية تأجير محطتي المعلا وعدن لثبوت تعمد المشغل وكيل الشركة المشتركة "دبيوعدن لتطوير الموانئ" عدم تنفيذ خطة الإستثمار الخاصة بالمرحلة الأولى من عملية التطوير خلال الفترة الزمنية المحددة لها، مع إتخاذ كافة الإجراءات القانونية للمطالبة بالتعويض العادل جراء الأضرار الفادحة التي تعرض لها ميناء عدن للحاويات نتيجة للإدارة والتشغيل السيء من المشغل. وتمتلك اليمن بميناء عدن واحداً من أفضل موانئ المياه العميقة الطبيعية في العالم،حيث يصل العمق في المرسيين 1 و2 إلى 16 متراً في المرفق الذي تدعمه منطقة تمتد مساحتها إلى 48 هكتاراً. منذ توليه منصب وزير النقل طالب باذيب بإلغاء إتفاقية تأجير ميناء عدن لشركة موانئ دبي العالمية سانده في ذلك مطالبة شعبية واسعة بالإضافة الى شباب الثورة الذين عبروا عن ذلك باكثر من مظاهرة مطالبين بإلغاء هذه الإتفاقية المجحفة. وكان الوزير تعرض لأكثر من محاولة إغتيال منذ مشاركته في حكومة الوفاق منذ ديسمبر الماضي ممثلاً للحزب الاشتراكي اليمني أحد أحزاب "اللقاء المشترك",حيث تعرض منزله في عدن لوابل من الرصاص من قبل مسلحين مجهولين ثم إطلاق نار كثيف على سيارته وحادث سير مدبر لسيارته في مديرية يريم على طريق عدنصنعاء قبل أن يتعرض لمحاولة تفجير استهدفت مكتبه بوزارة النقل في صنعاء. "إستهدافه للمرة الخامسة خلال عام يعبر عن مدى فاعلية الوزير باذيب وإفلاس الجهات التي تحاول النيل من مثابرته وعزيمته" كما قال الحزب الإشتراكي اليمني الذي يشعل باذيب عضوية مكتبه السياسي. لم يسم الحزب جهة ما متهمة باستهداف باذيب لكنه ألمح إليها عندما قال في بيان أمس إن محاولة الإغتيال "محاولة لاشعال الحرائق وإرباك الأوضاع في البلاد للتنصل من إلتزامات التسوية السياسية السلمية الجارية". منذ البدء طالب الوزير من شركة موانئ دبي تعديل إتفاقية تأجير الميناء أو إلغاء الإتفاقية التى وصفها بالمجحفة بحق اليمن ذاكراً أنها أبرمت في ظروف راعت المصالح السياسية أكثر من الإقتصادية. و قال بداية العام الجاري إنه أمهل شركة موانئ دبي العالمية ثلاثة اسابيع للرد كتابياً على عدة نقاط تتمثل في تنفيذ كل متعلقات المرحلة الأولى من الإتفاقية،وضخ السيولة النقدية في مشروع توسيع رصيف ميناء الحاويات،وإطلاق خطة تسويقية ترويجية لميناء عدن يلتزم فيها شركة موانئ دبي برفع نسبة الحاويات إلى 200 ألف حاوية تتزايد سنوياً. وأضاف في وقت لاحق أن وزارته أفسحت المجال أمام الجانب الدبلوماسي لحل المشكلة وأن وزير الخارجية رئيس اللجنة الوزارية الخاصة بدراسة اتفاقية موانئ دبي الدكتور أبوبكر القربي أرسل رسالة الى نظيره الإماراتي للضغط على شركة موانئ دبي لتنفيذ التزاماتها وإيجاد حل عادل لكن الرد لم يصل. ونقل عنه موقع "سبتمبرنت" قوله "أن شركة موانئ دبي أخلت بالتزاماتها ولم تنفذ الشروط المنصوص عليها في العقد, عملت على وضع شروط وجزاءات أمام شركات الملاحة العالمية وبشكل عمل على تنفير شركات الملاحة العالمية من ميناء عدن. وأضاف إن الشركة تسوق مبررات واهية للتنصل عن التزاماتها في حين ان الميناء الذي تديره في جيبوتي يحقق تزايداً ملحوظاً في نشاطه على حساب ميناء عدن. وحول المدة الزمنية التي سيستغرقها الحل الدبلوماسي, قال وزير النقل"سكوتنا لن يطول ولن يكون إلى ما لا نهاية ولن نتنازل عن هذا الحق التاريخي لعدن". في فبراير الماضي قال تقرير بثته قناة "الجزيرة" إن ميناء المعلا بدون حاويات للبضائع ولا حركة وأن حالة من الشلل تسيطر عليه بعد أن فقد قوته وزخمه عقب توقيع الرئيس السابق علي عبدالله صالح عام 2008م على صفقة بيع الميناء التاريخي وتأسيس شركة بين موانئ دبي العالمية ومؤسسة خليج عدناليمنية الحكومية لتتولى تطوير وتشغيل الميناء. وطبقاً لوثائق سرية امريكية نشرها موقع ويكيلكس فإن المخلوع علي عبدالله صالح كان هو الذي اختار شخصياً شركة دبي لإدارة المشروع،في مخالفة لإجراءات المناقصة الدولية للحصول على الفرصة. ونقل التقريرعن الحكومة اليمنية إن الصفقة كانت سرية حصل الرئيس السابق بموجبها على "600" مليون دولار وأدخل أحد أقربائه شريكاً فيها. وتابع التقرير قوله إن الصفقة أتت على الميناء الذي يعد واحداً من أهم المؤانئ الطبيعية إذ صدق صادق على أنه ثاني أهم موانئ العالم بعد ميناء نيويورك لتزويد السفن بالوقود. - عن صوت الشورى