بعد أن أصبح خيار تقسيم اليمن إلى أقاليم واردا، لم نتوقع أن تبرز إلى السطح ضغائن مخيفة وعنصرية مقيتة وبالصوت والصورة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة من قبل البعض من أبناء محافظة المهرة وجزيرة سقطرى . فالأخيرة تطالب بإقليم مستقل في الوقت الذي تعتبرها المهرة جزءا من كيانها الجغرافي بالإضافة إلى مديرية ثمود التي استقطعتها حضرموت على حسب قول البعض الذي يطالب بعودة الفرع إلى الأصل .
لقد نالت تلك الأصوات من سمعة حضرموت ووضعتها في حرج شديد، لقد طعنت هذه الدعوات التاريخ بخنجر مسموم ، فمن أين أتى هؤلاء؟! وكيف وصلوا إلى مؤتمر الحوار الوطني ليمثلونا ، وأي ثقافة يحملون ، وبأي مشاريع يحلمون .
انه الحلم الميت الذي روجت له وسائل إعلامنا ، انه التنظير المضحك لأشخاص غير ملمين بتاريخ حضرموت عبر العصور وامتداد رقعتها الجغرافية , جعلوا الصغير يضحك عليهم قبل الكبير ، لقد احترنا في هكذا دعوات متنكرة لفضل حضرموت على المهرة وفي الوقت نفسه إلغاء للإنسان والأرض وصلة القرابة.
وليس بخاف على احد إن هؤلاء القوم ينطلقون من مشاريع صغيرة وتفكير ضيق لايرتقي إلى مصلحة المواطن بالنظر إلى المقومات الاقتصادية في المقام الأول ، والمكانة والريادة التي تمثلها حضرموت في الجانب التجاري بوجود الموانئ البحرية والجوية والبرية ، إلى جانب حركة التجارة والاستيراد والتصدير بالإضافة إلى الصناعة وازدهار الاستثمارات في عدد من المجلات أبرزها العقارية.
وليس بخافي إن أبناء المهرة يملكون من الاستثمارات المتنوعة في حضرموت الشيء الكثير . ومن هنا نستطيع القول إن من يطالبون بأقاليم مستقلة ويتنكرون لحضرموت لاينطلقون من نظرة مناطقية قبليه عفا عنها الزمن فحسب ، بل يطمحون بمناصب حكومية ودرجات وظيفية على حساب غيرهم غير واضعين في الحسبان مصالح الأجيال القادمة.
فاذا انطلق هؤلاء على حد قول بعضهم ، بان حضرموت تضيق الخناق على المهرة وتمارس ضدها التهميش والإقصاء وتجعلها في تبعية لها في عدد من ا لقطاعات الحكومية كالنفط والمعادن المسمى (قطاع حضرموت_شبوة _ المهرة )وكذا الثروة السمكية وصندوق الأعمار لمحافظتي حضرموت والمهرة وحتى على مستوى منظمات المجتمع المدني كنقابة الصحفيين التي تضم(حضرموت-شبوة –المهرة) .
وهنا فان العيب في المقام الأول في النظام المركزي الذي يستغل ضعف الحضارمة للحصول على اكبر قدر من الإيرادات وأيضا خبث من يريد قضم اكبر جزء من الكعكة، وهذه جزء من السلبيات التي استطاع النظام بمعية الحضارم تمريرها على أبناء شبوة والمهرة، ويجب تجاوزها وان لاتتحول إلى نكران للتاريخ ومعطياته ، فالنسب والأصل واحد وعلى حضرموت أن تعتذر للمهرة .
ونطالب أبناء شبوة والمهرة رفع أصواتهم في وجه الإقصاء والتهميش وان يطالبوا بجميع حقوقهم كاملة غير منقوصة من الثروات وغيرها ، وان لايسمحوا لأيا كان بإقصائهم آو تهميشهم ، وأخر الكلام ماقاله الفنان ابوبكر التوي في احد أغنياته( حويرة تشتكي من عقبة المعدي وعبد الله غريب) .