مع تسارع وتيرة الاحداث في مصر،ازداد الوضع تأزما،وباتت الناس منقسمة بين فئتين،الفئة الاولى تقول أنه يجب أن نتعاطف معهم لاعتبارات عديدة منها عدم تبرير القتل مهما كنا مختلفين معهمم،أما الفئة الاخرى فذهبت بعيدا حيث رأت أن الوقوف الى جانب الجيش المصري هو الحل لاستئصال شوكة الاخوان المسلمين وهزيمتهم،لانهم يمثلون خطرا كبيرا ليس فقط على مصر وإنما على الوطن العربي برمته،وعندما تم فض اعتصامي رابعة والنهضه فجر الامس وحصل ماحصل،أدان الكل تلك المجزرة واعتبروها صفحة غير مشرفة في كتاب الجيش المصري،بل يجب أن تُمزق تلك الصفحة،إلا أن اكثر ناس اقاموا الدنيا ولم يقعدوها هم"انصار حزب الاصلاح"،حيث اتخذوا الفيس وكل شبكات التواصل الاجتماعي منابر لهم لتضخيم المجزرة والصراخ العالي والدهشة الكبرى لهول ماحصل! لسنا نحن من يتشفى بالقتل وتبريره،إننا فقط نود أن نذكر اخواننا من حزب الاصلاح باعتصامات كثيرة حصلت في الجنوب وتم فضها بنفس الطريقة بل وأبشع،وكانوا حينها يكتبون"عصابات الحراك تستحق ذلك"،وكلنا يعرف ان الاعتصامات كانت سلمية وان الشباب كانوا سلميين،إن شهداء رابعة والنهضة هم انفهسم شهداء ساحة المنصورة وغيرها من ساحات الحراك في الجنوب،كان سلوكهم متطابقا تماما مع اقوالهم ومعتقداتهم،وقد ماتوا من أجل مايؤمنوا به، وهو الموت الجميل،فالموت الجميل هو أن تموت عن سابق تصميم وتصور،وأن تكون قانعاً بمررات موتك حتى قاع عظامك،حينئذ يأتي الموت عذباّ كتتويج نهائي لالتحامك مع ذاتك وقناعاتك.....لقد استطاع شهداء الجنوب أن ينجو من الموت البشع،موت الحياديين والمسالميين،موت الذين يسقطون صرعى الصدفة واللامعقول......واستطاعوا أن يمتلكوا الموت الجميل:موت الموت!
ان االإشكالية الكبرى لدى حزب الاصلاح هي في نفاقهم الواضح،وتبريرهم للقتل في أماكن محددة فيما يصرخون وينددون في اماكن أخرى،هذه الإشكالية جعلت منهم منبرا للموت،ففي الجنوب كانوا يبررون قتل شبابنا وكانت ردة فعل الشباب قوية لهم،وفي مصر تسببوا في استعداء الحبيبة مصر لنا،إنهم تماما منبرالموت،فحيثما ولوا فثمة فتنة عظيمة،بصراحة:إن الاسلوب الارهابي الذي يستعملونه في إرغام الناس على تصديق الاحداث المفبركة من قبلهم، هذا الاسلوب يدفع الناس الى التاكد حد اليقين أن كذبهم ونفاقهم بات شيئا واضحا لامجال للتشكيك فيه.
ببساطة أٌقول لهم"أي حزب الاصلاح ومن على شاكلتهم":إن ضيق المواطن وكرهه لما تنشرونه أيا كان،يلغي الغرض المنشود من كونكم حزب اسلامي وسطي عادل،أن المواطن ببساطة لن يصدق ماتكتبونه وتقولونه،واذا فعل فلن يقرأ بمحبة،سيقرأ، ومشاعر عدوانيه مسبقة تملأ نفسه،كجزء من دفاعه عن كرامته المهدورة،والتي كنتم سببا رئيسيا في جعل المواطن البسيط مصدوماً من تصرفاتكم وافعالكم،حتى اصبح يُشكك في دينه ومعتقداته،إننا اصبحنا بحاجة إلى تجديد واصلاح ما افسدتم من استعمال رخيص للدين للوصول الى هدفكم المعروف"الكرسي"،مع انكم تذكرون مرارا وتكرارا أنكم تكرهون العنف والدم،لكن انصاركم في الجنوب يُقبلون رأس من يخضَّب الجنوبين بدمائم.......وكأنهم تناسوا كل الكلمات ،ماعادا كلمة "ع ن ف"(الغريب ان الحروف هي نفسها التي تكون كلمة "نفع"! )