وصف الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الخميس استخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا "بالجريمة ضد الانسانية"، مؤكدا ان اي اعتداء ضد اسرائيل سيؤدي الى رد قوي. وقال بيريز في تصريحات وزعها مكتبه ان "اسرائيل لم تتورط وليست متورطة في القتال السوري ولكن ان حاول احدهم الحاق الاذى بنا فاننا سنرد بكل قوتنا"، مؤكدا ان"اسرائيل لديها جيش قوي متطور ونظام دفاعي افضل من ذي قبل".
وبحسب بيريز فان "الوضع في سوريا ليس حادثا محليا بل جريمة ضد الانسانية". ويسعى المسؤولون ووسائل الاعلام الاسرائيلية الخميس الى تهدئة الراي العام بينما يتهافت الاسرائيليون على محطات توزيع اقنعة الغاز بينما تتزايد التوقعات حول امكانية توجيه ضربة عسكرية غربية الى سوريا.
وكتبت صحيفة جيروساليم بوست اليمينية التي تصدر بالانجليزية "ابقوا هادئين واستمروا" مرددة شعار الحكومة البريطانية في الحرب العالمية الثانية. وسعت معظم وسائل الاعلام الخميس الى التقليل من مخاوف رد سوري ضد اسرائيل في حال توجيه ضربة اميركية.
وقالت الصحيفة "مع الاستخبارات العسكرية التي تواصل مراقبتها لانشطة العدو اكثر من قبل فان تركيبة القوة الاسرائيلية والاستخبارات الصحيحة تعني اخبارا سيئة للغاية لنظام الاسد في حال اختار استهداف اسرائيل ردا على ضربة على سوريا تقوم بها الولاياتالمتحدة".
وتابعت "مسؤولو الدفاع واثقون للغاية من انه لن يقوم باي اعمال عدائية ضد اسرائيل (...) فالقيام بذلك يعني توقيع شهادة وفاة نظامه". وسمحت الحكومة الاسرائيلية الاربعاء باستدعاء عدد محدود من جنود الاحتياط بينما اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عقب اجرائه مشاورات مع المجلس الامني المصغر المؤلف من ثمانية وزراء "لا يوجد اي سبب لتغيير مجرى الحياة الطبيعية".
واشارت صحيفة هارتس الى انه تم استدعاء "بضع مئات من الافراد في وحدات تعتبر حيوية مثل الدفاع الصاروخي وسلاح الجو والاستخبارات والدفاع المدني". وقال وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون الاربعاء في مؤتمر اقتصادي في تل ابيب "علينا القيام بالتحضيرات ولكن ايضا مواصلة حياتنا اليومية".
واورد موقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني صباح الخميس ان "المئات" كانوا ينتظرون امام مركز لتوزيع اقنعة الغاز في وسط تل ابيب قبل ان يفتح ابوابه. وذكرت الاذاعة العامة ان "الاف" الاشخاص تهافتوا على موقع لتوزيع اقنعة الغاز في مدينة حيفا في شمال اسرائيل.
وذكرت صحيفة معاريف ان مركزا لتوزيع الاقنعة في القدس اضطر الى اغلاق ابوابه الاربعاء بعدما نفدت كل الاقنعة الموجودة. وتابعت "يقول المسؤولون الامنيون ان تقييم الوضع يشير الى ان احتمال شن هجمة على اسرائيل منخفض".
وتم توزيع اقنعة الغاز على الاسرائيليين للمرة الاولى خلال حرب الخليج عام 1991 عندما اطلق صدام حسين 39 صاروخ سكود على اسرائيل لم تحمل اي ذخائر كيميائية، بينما قام التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة باطلاق عملية عاصفة الصحراء.
واضيفت حقن من مادة الاتروبين التي تشكل ترياقا ضد غاز الاعصاب للحقن الذاتي الى اقنعة الغاز. من جهته، شبه المعلق في صحيفة يديعوت احرونوت شيمون شيفير الحالة بهجمات عام 1991 التي على الرغم من المخاوف الاسرائيلية، سببت اصابات قليلة ولم تستخدم فيها اسلحة غير تقليدية.
وقال "امس وعلى خلفية صور المواطنين المرتعبين المزدحمين في مراكز توزيع اقنعة الغاز تذكرت شيئا قلته وقتها لا يوجد اسلحة كيميائية ولن يكون هنالك هجوم بالاسلحة الكيميائية". وبحسب شيفير فان "ما بدا لي صحيحا وقتها يبدو صحيحا ايضا اليوم. اجرؤ على ان اقول انه لا يوجد اي توقعات بحصول هجوم كيميائي على اهداف اسرائيلية. نستطيع ان نهدأ".