يخشى منتخب اوزبكستان الملقب ب "الذئاب البيضاء" من تكرار كابوس منتخب البحرين ، حينما يلتقي يومي "6-10" سبتمبر الحالي نظيره الأردني في الملحق الآسيوي المؤهل لنهائيات كأس العالم بكرة القدم، المواجهة الأولى في عمان والثانية في طشقند. ولن ينسى المنتخب الأوزبكي المشهد التراجيدي إثر خروجه بفارق الأهداف من الملحق القاري على يد منتخب البحرين في التصفيات المؤهلة لمونديال ألمانيا "2006"، عندما خسر في مجموع اللقائين دون أن يحقق حلمه في بلوغ المونديال، ولهذا فهو يسعى لعدم التفريط بالفرصة التاريخية للمرة الثانية وهي ستكون أمام منتخب عربي جديد هو الأردن. وسيراجع منتخب أوزبكستان حساباته كثيرا وطويلا قبل مواجهة الأردن ذهابا يوم الجمعة المقبل على استاد الملك عبدالله الثاني بالقويسمة، حيث يتطلع لإستثمار الفرصة بعدما خرج بدروس مفيدة استقصاها من خروجه أمام البحرين، وهو يتطلع للإمساك بهذه الفرصة التاريخية بالنواجذ بهدف الدفاع عن ما تبقى من حظوظ في تحقيق حلمه المونديالي. ويدرك المدير الفني للمنتخب الأوزبكي مير جلال قاسيموف قوة المنتخب الأردني على أرضه وجماهيره وبخاصة أن الاخير بات يتمتع بسمعة مشرقة في قارة آسيا بعد النتائج اللافتة التي حققها في مشوار التصفيات وحيث انتصاراته التاريخية التي سجلها على اليابان واستراليا بذات النتيجة "2-1"، وهذه الإنتصارات سيكون لها حسابات خاصة لدى المدرب قاسيموف. تطلعات اوزبكستان هي ذاتها التي يمتلكها النشامى الذين يمنون النفس لتحقيق الحلم المونديالي بعد سنوات من الإنتظار والصبر والتعب. ويدرك الجميع هنا في الأردن بأن هذه الفرصة ليس سهلا أن تتكرر مجددا، ولذلك فإن حسابات المنتخبين للمباراة المقبلة ستكون حذرة ومهمة بذات الوقت، وعلى منتخب الأردن أن يستفيد من درس البحرين بأن لا شيء مستحيل وأوزبكستان رغم تطورها بكرة القدم فإنها لا تشكل "بعبعا" ويمكن الفوز عليها. وينقسم المتابعون في الأردن بين متفائل ومتشائم، فهنالك من يجد بأن فرصة الأردن لتحقيق الفوز على أوزبكستان متوفرة كونه يخوض المباريات على أرضه وبين جماهيره التي تشكل الداعم الحقيقي له بدليل الإنتصارات التي حققها في المباريات الماضية من التصفيات. وينظر آخرون للمواجهة بتشاؤم مبعثه تخوفهم من المباراتين في ظل الظروف الصعبة التي عاشها منتخب الأردن بالفترة التي سبقت موعد المواجهة والمتمثلة باعتذار ثلاثة لاعبين عن المشاركة بالتدريبات، فضلا عن عدم خوضه لأي لقاء ودي يسبق مواجهة أوزبكستان، بخلاف مواجهة سوريا بتصفيات كأس آسيا والتي استعد لها النشامى بمواجهتين وديتين أمام ليبيا وفلسطين. وتشكل المباراة تحديا خاصة للمدير الفني الجديد للمنتخب الأردني حسام حسن الذي يبحث هو الآخر عن مجد تدريبي له في أول مرة يتولى فيها مهمة تدريب منتخب، ففي حال نجح في اجتياز أوزبكستان فإن حسن سيخطف الأضواء وسيكتب سطرا مهما ومضيئا في مسيرته التدريبية وبما يعزز من طموحاته في السير على نهج مسيرة المرحوم محمود الجوهري. ولا يخفى بأن هنالك قواسم مشتركة بين المنتخبين ، فالكرة الأوزبكية تعيش في تطور متسارع، حيث أضحت قادرة على المنافسة وفي مختلف البطولات سواء على صعيد الأندية أو المنتخبات، وهي باتت صاحبة سمعة بارقة بفضل ما تمتلكه من مواهب كروية تجسد الأسلوب الأوروبي أداء وفكرا داخل الملعب، وكذلك ينطبق الأمر على منتخب الأردن الذي بات هو الآخر يمتلك ثقة المنافسة وعشق التحدي بعدما أصبح اسمه يتردد في صدى القارة الأكبر كمنتخب لا يستهان بقدراته. وسينظر منتخب النشامى وهو يواجه اوزبكستان بثوب جديد يتمثل بالمدير الفني المصري حسام حسن الذي يقود النشامى لأول مرة، سينظر للمواجهة بدافع الثأر ، حيث ما يزال لاعبوه يتذكرون الخسارة التي تعرضوا لها أمام أوزبكستان في الدور الثاني بنهائيات كأس آسيا التي جمعتهما في العاصمة الدوحة عام "2011" ويومها تفوق منتخب أوزبكستان "2-1" معلنا بفوزه خروج الأردن من المسابقة. عموما، هي أيام قليلة سيتخللها اماطة اللثام عن هوية المنتخب المتأهل ليواجه خامس أمريكا الجنوبية، لكن المهمة بكل الأحوال ستكون صعبة للغاية على المنتخبين والأفضل تحضيرا والأكثر تركيزا سيكون الأقرب من "فرحة" التأهل.