كثيرا ما نسمع هذا عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة , كما قد سمعنا طوال ما يزيد على عشرون سنه من المواييل والأقاويل التي سئمنا من ذكرها وكذبها , لكن هذه المقولة أكثر ما يتم ذكرها في مؤتمر حوار صنعاء , معانيها كثيرة ولكن أهم بنودها هو قيام مؤسسات مدنية وبالعبارة الصريحة هو العودة إلى القانون المدني الذي لا يفرق بين مواطن ومواطن آخر , كلهم امام القانون سوى ,الضابط والجندي , والشيخ والرعية , المسألة واضحة , وفي الحقيقة كلنا ندركها هناك شعبين في وطن واحد كما يعتبره البعض والبعض يعتبره وطنين . على كل حال شعب يدرك التعامل مع القانون وقد كان عائش عليه ولا يزال يحن اليه لكن لا يمكن ذلك إلا باستعادة دولته , وهناك شعب متخلف وسبب تخلفه هم القائمين عليه على مدى عقود من الزمن * إذن أين بنا هذه الدولة المدنية في ظل التخلف الجاثم على صدور هذا الشعب والذي يتمثل في قيام حواجز كبيرة أبطالها شيوخ اليمن لا فائدة في ذلك الوهم أو السراب , نحن كجنوبين لا يمكن أن ننتظر لهؤلاء مدى الحياة حتى يأتوا بدولتهم المدنية من عدمها وهي أصلا لا يمكن أن تحدث , هناك امور لا مفر منها ويجب الرجوع اليها , هناك ملايين من الجنوبين يطالبون بعودة بلدهم , لا يمكن تجاهلهم , ويجب أن ندرك أن النهاية هي استقلال الجنوب مهما حاولوا المماطلة أو التسويف في قضيه كهذه القضية الحاسة ( المصيرية ) لهذا الشعب الحي المثمر ,
لا بد من العودة والتفكير إلى الواقع وهو الحوار الندي بين الشمال والجنوب بواسطة مجموعتين متساويتين من الشمال ومن الجنوب , ويبدأ حوار صادق وترتيب الوضع على أسس احترام الجيرة والجوار , الحوار هو وسيله بالاتفاق , ويقبل كمبدأ وليس تنازل عن قضية شعب هامه كقضية الجنوب , شعب الجنوب يتابع بدقه الاخبار كانت في مؤتمر الحوار أو عبر تصريحات المسؤولين , ونسمع عن حلول وضعها بعض المتنفذين كانوا مشاركين في الحوار أو عبر الاستشارات في ما بينهم هذه الحلول لا ترتقي بمطالب شعب الجنوب , بل تزيد الامور تعقيدا , شعب الجنوب لن يخرج من أجل حقوق كما تتصورون أيها الواهمون , هناك وطن مسلوب , وهناك شعب يضطهد , من قبل قوى ظالمة لا ترحم , وهناك دماء شهداء سالت مستحيل التنازل عنها , فإين أنتم سأرون بعد هذا متى ستفيقون ,
نحن هنا نقول حان الوقت لتدخل المجتمع الدولي مع شعب الجنوب في استعادة دولته وبقوه قبل أن تتفاقم الامور وبعدها يصعب السيطرة عليها , كما أن العالم على علم أن العملية السياسية في اليمن في خطر لذلك وجب تحديد العلاقة بين الشمال والجنوب من الآن , وفي الأخير لا بد من التنويه إلى أن الوحدة قد انتهت ونهايتها بالمبررات منها حرب 94 , وتشريد شعب الجنوب , والاستيلاء على الثروات بكافة انواعها , إضافة إلى القتل العمد للكوادر الجنوبية , كل ذلك تم الاعتراف به من قبل الشماليون من خلال تصريحاتهم وآخر شيء اعتذارهم للجنوب بأن الحرب ظالمة وهذا هو نهاية الوحدة وقبرها المحتوم .لكن في الجنوب نوعدكم بالدولة المدنية الحقيقة أن شاء الله دولة النظام والقانون دولة المؤسسات المدنية , دولة العدالة والمساواة , دولة الامن والأمان والاستقرار , الخالية من التقطع والارهاب ..