أجمل الرجال أولئك الذين واجهوا خصومهم بشجاعة ولم يتنكروا للتاريخ ولم يبدلوا ثيابهم لأنها رثت وعلق بها بعض غبار الزمن كما أنهم لم يخلعوا ليظهروا بجلد أخر غير الذي عرفوا به والتاريخ يحترم دائما الصادقين أصحاب المبدأ الراسخ رسوخ الجبال العالية, من لا يرضون ولا يراضون بما ناضلوا من اجله ينكرون صناعتهم لأنها لا ترضي خصمهم أو لكي ترضي وتحابي آخرين لمصلحه ما .
وبذلك لم يصدقك هولا ولا هولا لأنك لم تصدق نفسك ولم تنتصر لأرادتك وقضيتك التي خاصمت وصبرت لأجلها وذقت مرارة الظلم والقهر. النضال كما وصفها المعلمون الاوائل الصناديد الذين لم نبكيهم بل سرنا على نهجهم واهتدينا بهديهم وهتف المجيدون بأسمائهم, لم يوصونا بان نندب حظنا ونمن شقائنا وقحط زماننا, بل أجادوا فينا الفداء والشموخ وان لا نلين إلا أذا انتصرنا, وراء عدونا قوتنا واقتنع من خالفنا رأينا بصمود مبدئنا وعدم تأففنا من صدى نضالنا وفكرنا وويلات تضحياتنا.
كما أننا نفتخر أذا ما تجاوزنا حدود ردائنا وأبحنا لحريتنا التلاقح مع من ألفها صبرا وخبرها مسلكا وراءاها سلوكا قيما ونهجا للرفعة والحياة السؤدد.
تغير النظام الحاكم في الشمال : ماذا عن الجنوب والعلاقة التي ربطته مع الجار في ألجمهورية العربية اليمنية توجه تحاول النخب المثقفة في الشمال وجنوبيين مستفيدين من نظام صنعاء إن تجعل من الجنوب قضيه مع النظام الذي حكم الشمال حينها حتى يتسنى لها إن تتخلص من التزاماتها تجاه الجنوبيين بحيث تحمل على عبدالله صالح فشل الوحدة وإعلان الحرب أولا ومن ثم أذا اشتد الأمر نظامه السياسي الحاكم أبان فتره الحرب وما قبلها وتحاول ترسيخ الأمر الواقع وفرض سياسته وتجذره في ذهن الجيل القادم الذي تهيئ له سبل الوصول إلى الحكم ومن ثم يبدأ حوارا آخر مع الجنوبيين بحجه عدم درايته ومسؤوليته بما اقترفه النظام السابق وقد سيطروا وأحدثوا ثورة في أطار جغرافي نشئوا في حضنه موحدا .
سياسيون ينتمون إلى حزب الإصلاح يجتهدون ضد الفتوى التي أصدرها مركز قيادتهم وأكدت وقوف الشمال في صف النظام ومباركه الفتوى عداء القوى التي تعلن فصاحة موقفا تأييد حق الجنوب في استعادة دولته .
موقف الجنوب الذي يأتي مغاير لموقف الشمال فإذا كان الشمال يريد التخلص من الاتفاقيات السابقة مع الجنوب وكل ما يؤكد إعلان الحرب على الجنوب فان الجنوب والجنوبيين من الأهمية ألمحافظة إلى تماسكهم وان اختلفوا في الفروع فلابد من الإقرار بالثوابت ألجنوبية ألمتمثلة بمكونات الدولة التي توحدت مع الشمال لا أظهرا ملامح وهوية الدولة التي يحاولون تغيير جغرافيتها ببث سموم الفدرلة متعددة الأقاليم والمخاليف وغيرها من المشاريع التسويقية التي للأسف تسوق وتروج بمشاركة جنوبيه 'صحفيين وكتاب وسياسيين منهم مغرر بهم وآخرين بدون وعي والهادفة إلى دك هوية الدولة ألجنوبية التي كانت قائمه ومحو ملامحها وبالتالي تفتر وتضمحل تلك المكونات التي قامت عليها ألدوله من ذاكرة وذهن أجيال الجنوب , فيسهل على نخب الشمال الخوض في ما لا يعنيهم ونغفل نحن عن ما يعنينا ويضمن وحدتنا وتماسكنا .