أثلج صدورنا التحرك الاخير لمجلس الوزراء الذي أصدر قرارا بفصل الرياضة عن الشباب ولكنه في نفس الوقت أصابنا بخيبة أمل إذ أن البادرة أشارت إلى أن الحكومة لم تنسى الرياضة والشباب كما أعتقد الجميع من خلال التناسي أو النسيان المتعمد وهاهي تصدر قرارا ثوريا بهذا الشأن ، لكن الطامة الكبرى هي أن القرار جاء ليحقق المثل الكويتي الذي يقول (عنبر أخو بلال) حيث أن هناك الأجدى والأهم الذي ينتظر قرارات جوهرية تحل المشكلة وتجعل من الشباب أداة فاعلة حقيقة وتبتعد عن (سالفة الطمباخية) ليكون هناك نشاط فعال ينافس ويقارع على المستوى الخارجي ، فما الجدوى الحقيقة من إنشاء وزارة أخرى وما الهدف منها ؟ اللهم إلا التضخم الإداري الوظيفي الذي سيلقي بظلاله على هذا القطاع المهم دون طائل والذي يوسع ايضا مجال التعقيد الذي تعاني منه الرياضة ، كما أن الرياضة تعاني أصلا بسبب حزمة مشاكل وأهمها ما يتعلق بارتباطها بعمل وزارات الدولة كوزارة المالية مثلا التي لا نقول أنها تضع العصا في عجلة أي نشاط لكنها المسئول الأول عن التأخير المزمن في الصرف وهذا هو الشريان الرئيسي الذي تتغذى منه الرياضة بفرقها ومشاركاتها وأنشطتها وهذا (غيض من فيض) بدأ منذ زمن ولم يتمكن أي مسئول من فك طلاسمه حتى الآن . اما القرار الحقيقي المطلوب من مجلس الوزراء فهو خصخصة الأندية وليس إنشاء وزارة جديدة لأن المشكلة الإدارية ستتفاقم في هذه الحالة خاصة وأن المجلس الموقر لديه لجنة خاصة بالشباب تستطيع أن تحل محل وزارة لا طائل من إنشائها وبقاء الرياضة (مكانك راوح) بينما تستطيع هذه اللجنة أن تدعم المشاريع الخاصة بالشباب ، وإذا كنا قد ذكرنا الخصخصة فإنها أصبحت مطلبا إجباريا على المستوى الأسيوي وخاصة ما يتعلق بالاحتراف فقد أصبحت الرياضة صناعة خاصة وعلامة على تقدم الدول ومدى اهتمامها بقطاع الشباب الذي يشكل اللبنة الأساسية في بناء ازدهارها وتقدمها . وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن مجلس الوزراء الذي ألتفت أخيرا إلى الشباب والرياضة كان الأجدى منه رفع سقف ميزانية الشباب التي تقدر بمليون دينار بعد أن كانت خمسمائة ألف فقط وتم رفعها بعد جهود اللواء المتقاعد فيصل الجزاف ، علما بأنه حتى المليون دينار تعتبر مبلغ ضئيل بحق الشباب الكويتي حيث يحتاج إلى الصرف دون حدود . آخر الكلام : يقال والله أعلم أن هناك شخصية سياسية بارزة جدا كانت وراء قرار مجلس الوزراء الأخير بفصل الرياضة عن الشباب لحاجة في نفس يعقوب وبهذا القرار قد يكون (أصاب الهدف) !! .