أنا أحد القاطنين هنا في عدن كائنٌ حي أمشي على قدمين منتصبٌ مثل كل البشر أسعى وراء لقمة العيش واستنشق الأكسجين أضوي إلى عش فيه استقّر أحس واشعر افرح واحزن أدرك وأفهم آمل وأحلم , أقرأ وأكتب, تماماً كما يفعل الناس في البادية والحضر كاسائر أبناء حواء وآدم احب الحياة ... أحب ألامان احب التعلم... احب العمل أحب السلام... أحب الهدو وامقت ان اظلم الناس اوانظلم
في عالم الفعل والانفعال مسكن الناس تحت القمر أُسست هيئة عامة للأمم باسم بني الأنس ومن اجلنا أعلنتْ عهد ميثاقها صون كل الحقوق لكل بني نوعنا , بالتساوي في العدل ميثاق شامل على الكل , أفراد كانوا من الناس لا فرق باللون والعرق والجنس إنسان أنثى هي أو ذكر جماعات هم أو شعوب كيانات هن أم دول كلٌ بهيئته معتبر دستور,قانون للحق والعدل بمرسوم دولي وشرعية كاملة أوقر ملزم يسري على كل أعضاءه لا فرق في الحق بين لجميع هنا سوى لا صغيرا هنا او كبر
أنا -- أنت يا صاحبي أنت -- أنا يا صديقي لا فرق ما بيننا في النوع والقدر والاعتبار, ربما نختلف في المكان من المغرب العربي أنت وأنا في الجنوب ولدتّ في هذه الأرض ألفيت ذاتي أعيش بلا اختيار ولا ذنب لي يا جمال ! مولود من أم أنثُى وأب ذكر تمام كما أنت يا بن عمر لي أخوة وخوات , جدود وجدات ,وكل القرابات كما صاغها , شتراوس في كتاب , المدارات كائن اجتماعي أنا مشتبك بكل صنوف العلاقات بين البشر .
كانت لنا ها هنا دولة سيدة, ونحن لها شعب, جمهور توارثنا العيش في أرضنا من قديم الزمن من البحر إلى البحر سواحل ,سهول ووديان , صحاري , تلال ,هضاب ,جبال بهذا المدى الرحب ,مساحة أرض الجنوب العسر تقاسمنا العيش فيها مئات السنيين وعشنا عصور الرخاء والسلام سقاها عهود المطر ومرت علينا سنين عجاف ذقنا مراراتها والفتن وعبر المدى الطويل من تجربة عيشنا نحن شعب الجنوب هنا صارت لنا دولة ووطن وصرنا هوية وصارت عدن عاصمة للجنوب وأشهر مراسي البواخر كانت بميناءها تفتخر
رمز التحضر, رمز التمدن, رمز التعايش ,رمز التضامن مثال اعلي لكل المدائن إلا أن شاءت ظروف القوى والموازين في عام تسعين وشاءت صروف القدر بان أوقوعنا بفخ مع الفاسدين مشايخ وعسكر ووعاظ دين ترّكت عهد الإمام القديم الظليم الثقيل الخطر وفي بضع أيام عّدوا لنا الغدر والسم والموت قتلنا بصنعاء يوم السفر في عقر دار المضيفين لم يمهلونا قليل, باشروا تصفيتنا مثل العصافير فوق الشجر في يوم من شهر أبريل أعلن عفاش حرب الدمار الكبير وأفتوا زناديقه الماكرين بفتح الجنوب ,قالوا كفر احلوا دماءنا واملاكنا أباحوا لهم كل شيء هنا ,كمثل الجراد استباحوا الشجر والحجر فصرنا جنوب استباحته الحرب وصاروا شمال بحكم العدد والسلاح انتصر ومن لحظة الاجتياح الرهيب ولأزل شعب الجنوب يقاوم غزاة من النمط الجاهلي يشبهون التتر
كل هذا جرى تحت أنظاركم ياجمال رغم القرارات من مجلس ألأمن وتنديد كل الدول السنا جديرين بالاعتبار؟ عشرون عام من الاحتلال ذقنا مراراتها والحصار عام وراء عام مرت ونحن في الانتظار نفذ صبرنا يا أخي! وفي كل يوم يزيد غضب كل أهل الجنوب استعار فأين عدالتكم يا اتحاد الأمم ومن يرجع الحق لأصحابه ويحمي حقوق الضحايا؟ أخي يا شقيقي رسول اتحاد الأمم والباتيمون السنا جديرين بالاعتبار ؟! فمن يرفع الظلم عن شعبنا بعد عشرين عام من الغزو , من الاجتياح والاحتلال ؟! إذا كنت أنت الذي ننتظر , منك العدل بعد البلاء والمحن , لازلت تصرف عنا النظر , لتولي جل العناية ,لمن دمروا دولة , واستباحوا وطن ؟! ويا أرحم الرحمين إليك الدعاء, ومنك الرجاء وبك نستعين وحدك اليك الشكى والمفر عليك العوض ومنك العوض يا مجلي الهم من الظالمين انتقم
