كتب / علي سالم بن يحيى (رسالة عمرها 17 عاما.. كتبتها بعد ارتزاقي بمولودي البكر بثلاثة أيام 9/9/ 1996م) لقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بمولودي البكر، والذي اسميته "عماد"، ورغم فرحتي العامرة لاستقبالي لابني بهيء الطلة، الا ان تعاستي ازدادت أكثر، ليس من مصاريف الولد وهمّ اللبن، ولكن من اشياء عديدة أخرى..ولا تزعل يا ولدي من والدك..فأنا اعتبرك صديقي، وبمكانك بمشيئة الله ان (تخاوي) أبوك مستقبلا، فالفترة الزمنية بين عمرك وعمري كعمر تطور سلطنة عمان الشقيقة! تعاستي يا ولدي تكمن انك اتيت في وقت غير مناسب، وقت رديء لا مكان فيه للبراءة. والا كيف تفسر السطو المسلح على ملاعب الاطفال، لطمس أي بسمة بريئة في وطن لا يعرف الا البكاء على الاطلال، ولا مكان فيه للأطفال! عليك ان تتعض من الان، وتسمع كلام (أبوك)، ولا تستمع لكلام (جدتك) الحكومة، لأن الحكومة في وطننا تضحك و "تهلس" على العقال، فكيف سيكون حالها معكم انتم معشر القُصر...! عليك يا ولدي ان لا تتطاول، وتبتسم وتحلم بالوطن الذي تمناه "ابوك" فهذا الوطن الذي حلمنا به لم يعد في الخارطة، واصبح شبه انقاض. عليك يا ولدي من الان ان تعرف ان الرشوة والمحسوبية والمناطقية طالت كل شيء، ونجدها في كل المرافق والاماكن دون استثناء وبمباركة من الكبار..عليك ان تضع في حسبانك بانه لا مكان للصغار بينهم! ارجوك يا ولدي الا تغمض عينيك، وتقرض اذنيك من كلامي، لأنه حقيقة مُرة، فانصت واستمع وتعلم من الان حسن الاستماع. يا بُني... ان اردت ان تكون محبوبا وملاكا في نظر السلطة الحاكمة فتملق وامطرها بوابل من المديح والإطراء. إنرأيتمسوؤلا سارقا فباركه على ذلك، وارفع شعار (السرقة واجب) عندها سيكون غضبي عليك الى يوم القيامة! يا ولدي..ان الهامش الديمقراطي الذي تتحدث عنه السلطة السياسية هو هامش جميل، ولكن نعيشه في الاحلام فقط، انه هش جدا لا يحتمل لهيب الضوء، ولا يقاوم صرير الاقلام الشريفة التي تكتب وتنتقد الاوضاع المأساوية التي نعيشها في بلادنا، وبالتالي يتحرك (حمران العيون) ليعلنوا حقيقة هذا الهامش المُر بالاعتقالات التعسفية تارة، وانتهاك مبادئ وحقوق الانسان بالزج بالأبرياء و(الصبيان) في اتون سجون رهيبة تمارس فيها كافة انواع التعذيب الوحشي والنفسي ورميهم بتهم جاهزة ومفصلة. يا ولدي.. هناك بالنفس الشيء الكثير.. ولكت عليك بالحذر ثم الحذر، وان لا تحلم مثل والدك بذلك الوطن المعطاء لبذي يتسع للجميع، لانك لا محالة "سترجع يوما يا ولدي مهزوما مكسور الوجدان..وستعرف بعد رحيل العمر بانك كنت تطارد خيط دخان"!!!. آخر سطر: قال الشاعر ابو سلمى من قصيدة له بعنوان (يا ولدي): أنت الهوى يا ولدي------ يا نفحة الزهر الشذي يا حلم الماضي ويا--------- عرس الأماني في غد بني أنت من دمي------------ وقطعة من كبدي أعدت قلبي ناظرا------------- بالعمر المجدد يا ليتني أدفن آلام------------ الحياة بيدي حتى تعيش لا ترى------------ غير النعيم الأبدي