أبهرت الثورة المصرية نجوم الفن في مهرجان السينما العربية المقام في بروكسل تحت عنوان (أفلام) وذلك خلال عرض أفلام مصرية تحكي دوافع المصريين للقيام بالثورة وتحطيمهم حواجز اليأس والإطاحة بنظام مبارك. وقالت جوليات دوريت المنسق العام للمهرجان , في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط إنها المرة الأولى التي يتم فيها التركيز على مصر في أحد المراكز الفنية بالعاصمة بروكسل..لافتة الى أنه في أعقاب ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك أصبح لدى الجميع (خاصة العاملين في المجال الفنى) رغبة قوية في سبر أغوار المجتمع المصري للتعرف على العوامل التي أدت إلى هذا الانفجار الذي دفع المصريين إلى الخروج للشارع للإطاحة بالنظام.
وأكدت أن الفن كان ولا يزال أحد الأدوات التي يمكن من خلالها تسليط الضوء على المجتمع المصري الذي ظل سنوات طويلة متواريا في الظل لا نعرف عنه سوى النذر القليل. وأضافت أن مصر ستكون في دائرة الضوء خلال العامين القادمين وحتى 2014 حيث يعتزم مركز بوزار عرض مختلف الفنون المصرية وتعريف الجمهور البلجيكي بها لا سيما وأن مصر هي أم الفنون في العالم العربي. وقد عرض بمركز الفنون الجميلة بوزار بالعاصمة البلجيكية بروكسل فيلم الخروج للمخرج المصري هشام العيسوى في إطار مهرجان السينما العربية الذي اقيم تحت عنوان افلام على مدى ثلاثة ايام من 13 حتى 15 الجاري.
يروي الخروج قصة أمل وهي فتاة قبطية شابة تدعى أنها حامل لمنع صديقها طارق من الهجرة إلى إيطاليا كغيره من الشباب المصري الذين يضطرون إلى الهجرة غير الشرعية , بعد أن ضاقت بهم سبل الحياة في أوطانهم وتتوالى الأحداث لتنتهي نهاية مأساوية للعاشقين تؤكد على قسوة الدولة تجاه أبنائه. كما عرض فيلم الشوق للمخرج خالد الحجار بطولة سوسن بدر وروبي ..وتدور أحداثه في أحد شوارع الاسكندرية.. وكذلك فيلم اختفاء سعاد حسني الوثائقي الذي يروي المشوار الفني للممثلة المصرية التي كانت أحد أعمدة الفن السينمائي بالنسبة للسينما العربية كما كانت مثل أم كلثوم بالنسبة للأغنية ..ويستعرض الفيلم مقتطفات من أفلام السندريلا على مدى ثلاثة عقود اثرت خلالها الفن السابع.
وتم ايضا عرض ثلاثة أفلام كلها تدور عن مصر , منها فيلمان يعرضان للمرة الأولى وهما حاوي الذي يروي الحياة اليومية لمجموعة من الشخصيات تعيش في مدينة الاسكندرية وكيف تعيش هذه الشخصيات على إيقاع اليأس والإحباط بسبب الأزمات الخانقة التي لا تترك لها ولو بصيص من الأمل. يجسد شخصيات الفيلم مجموعة من الممثلين الهواة.
وقد حصد الفيلم جائزتي أحسن فيلم وأحسن سيناريو في المهرجان الدولي لبيروت لعام .2011 أما الفيلم الثاني الذي يعرض أيضا للمرة الأولى هو نصف ثورة واشترك في مسابقة الدانمارك للأفلام الوثائقية عام 2011 ..وهو عبارة عن مجموعة من الأفلام الوثائقية للاحتجاجات الشعبية التي شهدتها القاهرة في بداية عام 2011 ويعكس الفيلم اللحظات الفارقة في تاريخ الشعب المصري التي كانت اذانا ببداية عهد جديد.
كما عرض أيضا فيلم 18 يوم وهو فيلم حصل على جائزة الفيلم المستقل لبروكسل وهو مجموعة من الأفلام القصيرة لعشرة مخرجين وعشرين ممثلا , وهو مزيج من القصص الواقعية والخيالية في محاولة لكشف النقاب عن الواقع المجتمع المصري قبل وأثناء الثورة. وبسؤال مجموعة من الشباب الأوروبيين الذين حضروا خصيصا لمشاهدة الأفلام المصرية ..قالوا لوكالة أنباء الشرق الأوسط إن الثورة المصرية أثارت إعجابنا جميعا وأن أعيننا ظلت مشدودة صوب مصر طوال ثمانية عشر يوما , نتابع يوما بيوم ما يدور في هذا البلد العظيم فقبل الثورة كان يساورنا الشعور أن الزمن قد توقف بالنسبة للمصريين على غرار الوضع الذي كان سائدا في الاتحاد السوفييتي قبل انهياره حيث كان الجمود يخيم على كل أوجه الحياة لمصلحة أيديولوجية القمع لكن خروج المصريين وإطاحتهم بنظام حسني مبارك بمساعدة الجيش المصري كانت بداية للتحرر من هذه الرقعة الضيقة الى الافاق الرحبة.
وقال شاب يدعى جون أنه سعيد بالثورة المصرية وأنه في أحاديثه الخاصة مع أصدقائه يذكر المواطن المصري كنموذج للانسان الذي نجح في كسر القيود ولكن بأسلوب حضارى وراق بعيدا عن كل أشكال العنف الدموي الذي كثيرا ما شاب الثورات على مر التاريخ. يذكر أن (أفلام) هو مهرجان جديد للسينما العربية , يستضيفه مركز بوزرا للسينما بالتعاون مع المعهد الأوروبي للثقافة العربية.