اختتمت، اليوم الأحد، الدورة ال 39 للفيلم المستقل، الذى بدأت فعالياته في "بروكسل" الأربعاء الماضى ويحل عليه لبنان ضيف الشرف لهذا العام . وقد استقبل الجمهور البلجيكى بحفاوة كبيرة الفيلم المصرى"الشتا الفات"المشارك فى الدورة ضمن المسابقة الدولية الرسمية الى جانب عدد من الأفلام العربية والأجنبية. وعرض "الشتا الفات" للمخرج"إبراهيم البطوط" فى أكبر مركز للفنون ببروكسل"بوزار"، ومن المقرر أن يتم عرضه فى البرلمان الأوروبى يوم 28 نوفمبر بناء على دعوة رسمية من رئيس البرلمان"مارتن شولز " . وقد احتفى الجمهور البلجيكى بالفيلم لكونه عبر بصدق عن حالة السخط والاستياء، التى سادت فى المجتمع المصرى خلال السنوات الماضية، ولكونه خاطب إنسانية المشاهد، حيث اعتبره البعض أنه انتصار لإرادة الإنسان على كل آلات الظلم والطغيان، لاسيما أن مخرج الفيلم"إبراهيم البطوط" قد برع فى نقل تجربته الذاتية مع الآلة الجهنمية للتعذيب للنظام السابق عبر شخصية البطل، التى جسدها بجدارة "عمرو واكد" . وهكذا عايش المتفرج على مدى ساعيتن مشاهد الأيام الأخيرة من فترة حكم الرئيس السابق "حسنى مبارك"من خلال الشخصيات المحورية الثلاث لمهندس الكومبيوتر ومذيعة التليفزيون ورجل الشرطة. فيلم "الشتا الفات " شارك في العديد من المهرجانات الدولية، كما حصد عددا من الجوائز، حيث حاز فى أول نوفمبر 2012 على جائزتين فى مهرجان "مونبوليه" بفرنسا : جائزة لجنة التحكيم وجائزة النقد، كما شارك فى مهرجان "فينسيا"فى أول سبتمبر لعام 2012 و عرض فى المهرجان الدولى لشيكاغو فى 25 أكتوبر،إضافة إلى عرضه فى المسابقة الدولية يوم 28 أكتوبر الماضى فى لندن. و من المقرر أيضا عرضه فى حفل افتتاح مهرجان القاهرة يوم 27 نوفمبر الجارى و بداية ديسمبر القادم فى مهرجان دبى، إضافة إلى مهرجان الصين بداية العام القادم . و قالت سفيرة مصر في بروكسل فاطمة الزهراء عتمان :" إن قوة الفيلم مستمدة من إصرار مخرجه وطاقم العمل على بدء تصوير الفيلم فى معترك الأحداث وتمثلت المهارة الفنية فى التقاط قوة اللحظة التاريخية بحيث تزامنت تطورات الفيلم مع وقائع الحدث على أرض الواقع. وأكدت أن الفن السابع هو من أبرز ادوات الثورة وأكثرها قدرة على التعبير عنها، لافتة إلى أن الثورة لا تزال مستمرة "إنها ثورة من أجل التغيير والتحديث والبناء فالثورة ليس فقط فى السياسة والاقتصاد والاجتماع ولكن فى الفن أيضا، وعظمة مصر فى مبدعيها وفى فنانيها ومفكريها وأدبائها، فهذا هوقلب مصر النابض وهذه هى رسالتها الدبلوماسية الحقيقية". وبدوره قال الفنان عمرو واكد، في تصريح ل أ ش أ-، لقد استغرق عمل الفيلم بكل تفاصيله الفنية من مونتاج ومكساج، إلخ عاما وثلاثة أشهر فيما تم الانتهاء من التصوير فى شهر يونيو لعام 2011 ، حيث قامت الكاميرات بنقل الحدث من قلب ميدان التحرير، كما هو وتصوير أبطال الفيلم حينما كانوا بالفعل فى الميدان، لافتا إلى أن الحدث قد تم استغلاله فنيا ولم يتم إعادة بنائه دراميا كما قد يتصور البعض. و أكد النجم المصرى الصاعد على نجاح الثورة وأن أحد ثمارها هو ما نراه الآن من حرية للتعبير وللرأى، إضافة الى حرية الاختيار، حيث أصبح الشعب المصرى ينعم وبعد سنوات طويلة من الإقصاء والتهميش بحرية إبداء الرأى و المشاركة فى اتخاذ القرار. و قال: "لقد تم فتح الباب أمام الحريات ولكن ما يجب أن يستكمل هو البناء على أن يعى الجميع أنه ليس من المعقول بعدما تم تجريف البلاد والعباد اقتصاديا وتعليميا وثقافيا وصحيا على مدى الثلاثين عاما الماضية أن يكون البناء سليما من أول مرة" . ودعا جميع المصريين إلى الانصهار فى بوتقة الوطن وعدم الاصطفاف فى مواجهة هذا التيار أو ذاك، محذرا من الاستقطاب "الدينى" أو "العلمانى". وأعرب الممثل صلاح حنفى، الحاصل على ماجستير الإعلام من الجامعة الأمريكية، وأدى ببراعة شديده دور ضابط الشرطة المصرى فى "الشتا الفات"، عن أسفه إزاء تراجع صناعة السينما المصرية . و أشار ألى أن فيلم "الشتا الفات" يطرح قضية إنسانية ترتبط بسكان الأرض جميعا على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم، بعيدا عن كل الأمكنة والأزمنة، ففكرة الظلم القهر والتحكم والحقوق والآمال والأحلام كلها قيم إنسانية لا يختلف عليها اثنان، ناقشها الفيلم بحرفية شديدة، لذا حل الفيلم ضيفا على كل المهرجانات العالمية. وتابع قائلا: " نحن كمجموعة من الفنانين لدينا رسالة ونتطلع من خلال الفن دعم حوار الحضارات بين الأمم، الشعوب و نشر الثقافة المصرية لكى تستعيد دورها الريادى السابق فى مواجهة ما نراه الآن من غزو للمسلسلات التركية لكل بيت على امتداد الوطن العربى حتى أن هذه المسلسلات قد ساهمت فى اجتذاب أعداد كبيرة لزيارة تركيا والسياحة إليها وبهذا حقق قطاع السياحة إيرادات كبيرة تغذى خزينة الدولة دون مجهود منه". و دعا إلى فتح أسواق جديدة أمام الفيلم المصرى ودعم التعاون مع بعض الدول، التى تنتج أفلاما ذات نوعية فنية متميزة وذات جودة عالية.