يقول عيسى مكانو : إذا كنت من صوماليا ، ففاخر بالطارود ، وكاثر بالهوية ، وهدد بعيال عيسى .. ويقول سيدو علي كز : صوماليا سحَّالت الصايل ، قتَّالة الغائل ، غوَّاصة البحر ، دعَّاسة الظلمة ، طلَّاعة الحيد ،، صوماليا يجلس سلاطين ، صوماليا يركب شياطين (يعني في السلم تراهم كهيئة السلاطين ، وإذا ركبوا الخيل للحرب تراهم كالشياطين) .. وحدثني الأخ محمد حسن وهو ضابط صومالي سابق , قال : في حرب أقليم أوغادين 1977 دمَّرنا الجيش الحبشي الذي يفوقنا عدداً وعدَّة في ثلاثة أشهر .. وسيطرنا على الاقليم بالكامل ، ودخلنا الأراضي الحبشية وسيطرنا على عدد من المدن الهامة .. فتدخل الاتحاد السوفيتي وكوبا واليمن الجنوبي ، وخلال أيام ارسلوا أكثر من عشرين ألف من قوات النخبة ،، وطلبنا الدعم من امريكا ومن غيرها فلم يساعدنا أحد!!! فقاتلنا حتى آخر طلقة .. ثم أضاف مازحاً (مش مثلكم هزمتكم دولة أبو اثنين بستون "ارتيريا" ، وأسروا القيادة وعلى رأسهم قائد المنطقة الغربية اللواء الكهالي)
فهل يعقل أن يستهزأ بهم بعد هذا التاريخ؟؟؟ ولقد اتسع الخرق على الراتق ، ولم يعد من الأمر بدُّ إلَّا الكتابة فيه .. لقد تسامحنا وتصالحنا فيما بيننا ، وتسامحنا مع الآخرين ، ولن نسمح لأحد هز التسامح والتصالح مع الأشقاء الصوماليين والاصدقاء الهنود .
إنَّنا في الجنوب لا نجد في أنفسنا غضاضة من وصفنا بالصوماليين والهنود ، لأنهما شعبان عريقان يذكرهم التاريخ القديم والحديث ، ويفتخر الإنسان أن يكون منهم ولايخجل .. وفيما يخص الهنود ؛ فليسوا بحاجة لثنائنا ، فالعالم كله يتحدث عنهم ،، ولوكتبنا فيهم لن تكفي مجلدات لتناول تاريخهم الإسلامي وغير الإسلامي .
يا عقلاء اليمن ؛ اربطوا همل قومكم ، فقد اكثروا من الصفاقة وقلَّة الأدب على الآخرين ؟؟ ألا تقولون لهم ؛ راعوا جراح القوم فقد ظلموا , أو تقولون لهم إنَّ الصوماليين أخذوا بثأرنا من الأحباش الذين احتلوا اليمن لعقود ،، فقتلوا الرجال ، وهتكوا الأعراض ، وعاثوا في الأرض الفساد !!! وحريٌ بنا احترامهم .
فعندما احتل الأحباش اليمن استطاعت كندة حماية حضرموت من الغزو الحبشي .. واستطاع جدنا "الملك مرثد(مرفد) بن غيمان الحميري" حماية اقليم واسع من الغزو ، واختط عاصمة له في سرو حمير التي تسمى اليوم "يافع" وظل الملك مرثد ومن بعده أبناءة يخوضون الحروب لتحرير اليمن ،، فاستطاعوا استعادة عدن ولحج وأبين والمناطق الوسطى .. وبقي تحت الاحتلال الجزء الأكبر من اليمن ، حتى حرَّرها جدنا سيف بن ذي يزن .
مايعني أنَّ الصوماليين لافضل لهم ولا منَّة علينا في الجنوب ، لكنَّنا نتفهم مايشعرون به من الألم ،، لأنَّنا نتذكر كيف تنكَّر القوم لسيف بن ذي يزن ، الذي ضحى بالغالي والثمين لتحريرهم من الاحباش ، وكان جزاؤه الغدر ، فتآمروا مع الفرس لقتله وقتل ابنه . وما يزيدنا ألماً أن نرى آثار الأحباش باقية "كعبة أبرها" ونقرأ في كتب التاريخ مآثر الفرس وبطولاتهم في اليمن ، واستمرار الارتباط بهم ثقافياً ومذهبياً حتى اليوم !!! وبالمقابل تم تزوير تاريخ جدنا سيف ، وتم تحويله إلى اساطير وهمية ، واتهامه بالسحر والشعوذة !!! وهدموا معجزته المعمارية "قصر غمدان" !!! وقد يسأل القارئ اليوم ؛ من أقرب لهم نسباً يا ترى ؛ هل هو سيف بن ذي يزن ومن معه من الحميريين أم الأحباش والفرس؟؟؟ والإجابة لاتعنينا ، فمايعنينا أننا على يقين أننا عيال السيفين (سيف بن ذي يزن وسيف الحنيفة)
لقد هدموا قصر غمدان ،، لكنَّ الله أراد لابن ذي يزن الخير كلُّه ، عندما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء مسجد صنعاء "الجامع الكبير" ، وهو من أعظم مساجد الأرض ، ولم يجدوا لبنائه إلَّا انقاض القصر ، حجاره ، وسقوفه ، وبواباته "مازالت حتى اليوم" ، ونسأل الله أن يبقى الجامع الكبير مبنيَّا منها إلى قيام الساعة .
وختاماً نقول ؛ إنَّ الصوماليين في اليمن أكثر من اثنين مليون ، وقد آثروا التعامل السلمي مع الآخرين ، فيا عقلاء القوم اربطوا سفهائكم ، فقد اكثروا السخرية فيهم ، وهم قومٌ إذا غضبوا اثخنوا في الأرض ، وجاسوا خلال الديار .