التقيت بها بطلة أولمبية بعد أن فازت عام 1984 بالميدالية الذهبية لسباق الحواجز، في دورة الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس حيث أجريت معها لقاءاً تلفزيونياً بعد لحظات من فوزها بهذا اللقب الكبير . بعد ذلك كان لي حظ لقائها مرات عديدة في مناسبات كثيرة في المغرب وخارج المغرب حيث كانت تدعم نشاطات الإتحاد العربي للصحافة الرياضية بل تبنت العديد منها عندما كانت وزيرة الشباب والرياضة في المغرب . تاريخها ناصع البياض مليء بالإنجازات على مستوى المغرب وإفريقيا والعالم الأولمبي كله حيث تولت عضوية اللجنة التنفيذية في اللجنة الأولمبية سنوات طويلة أثبتت كفاءتها وجدارتها وترسيخ عنصر القيادة والإنجاز فيها .. أردت أن أكتب عن البطلة نوال المتوكل مرة أخرى بفرح واعتزاز لأنها إنسانة عربية استطاعت أن تتولى منصباً رفيعاً هاماً لم تصله أي امرأة أخرى في تاريخ اللجنة الأولمبية الدولية فقد أصبحت النائب الأول للرئيس الجديد للجنة الأولمبية الدولية الألماني توماس باخ الذي أنتخب مؤخراً بعد أن تقاعد البلجيكي جاك روج الذي استمرت رئاسته للجنة 12 عاماً ساهم في نقلها نقلة إيجابية . لقد توقع المختصون بالشؤون الأولمبية في العالم أن ترشح البطلة والوزيرة والخبيرة الأولمبية نفسها لمنصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بعد هذا العطاء والكفاح الطويل خاصة وأن عدداً من أبرز القيادات الأولمبية الدولية قد شجعوها على ذلك بالإضافة إلى العديد من وسائل الإعلام العالمية حيث أعربوا عن دعمهم لهذا الترشح وكان جوابها بأنها وبعد تفكير عميق قررت عدم الترشح لأنها ترفض مبدأ تسلق المراحل بسرعة رغم الخبرة الكبيرة التي اكتسبتها من اللجنة ذاتها وهو ما يشجعها بأن تكون أول امرأة في تاريخ اللجنة تصل إلى هذا المنصب الذي يعتبر تقريباً في مصاف رؤساء الدول .. وقد قالت أيضاً أن الوقت ما زال أمامها كافياً لتدرس هذه الخطوة لتضمن نجاحها في المرة القادمة . هذا تصرف منطقي وذكي من إنسانة جاءت من رحم الرياضة ونمت وترعرعت في الملاعب والصالات والبطولات ولم تغب عن الملاعب منذ أن كانت لاعبة في الثمانينات وحتى الآن حيث لا يمكن حصر الخدمات والإنجازات التي قدمتها للرياضة المغربية والإفريقية والأولمبية . المهم إنها بقيت كما هي في قمة التواضع والتعاون ودعم الجميع مما أكسبها سمعة طيبة جداً تتمتع بها على مستوى العالم كافة فهي شديدة الموضوعية دون أطماع شخصية غير مشروعة أو مادية مما جعلها فوق كل الشبهات التي نالت في بعض الأوقات عدداً من أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية خاصة في موضوع اختيار المدن التي تقام فيها الألعاب الأولمبية حيث شاركت في معظمها وكان آخرها مشاركتها في التصويت الذي اختار طوكيو لتستضيف الألعاب عام 2020 . إننا كعرب نعتز بهذه الشخصية الرياضية العربية القيادية التي أثبتت جدارتها من خلال العمل الدؤوب والإخلاص في هذا العمل وطموحها الكبير المشروع والذي يتم خطوة بخطوة ونتمنى لها أن تصبح الرئيس القادم للجنة الأولمبية الدولية بعد 4 سنوات . * نقلا من جريدة الغد الأردنية