ما عاد في الوقت متسع ولا في الاحتمال الأيوبي مزيد لدى أحرار الجنوب وجرائره كافة ، شبابهم وشيبهم وأطفالهم . فبقاء القضية الجنوبية دون حل حقيقي وعادل بمكانة حقيقة وعدالة القضية العليا ذاتها واستمرار ما يسمى المجتمع الدولي في موقفه المراوغ من القضية وحراكها الشعبي السلمي الكاسح - وكأنه مجنون يحرث في بحر العرب - ليس في مصلحة أمن واستقرار المحيط الجيوسياسي للجنوب بشرقه الخليجي وغربه الإفريقي ، كيلا يغيب عن بال الجميع جوارنا النفطي (لاسيما السعودي والعماني) وحق الجنوبيين في التصرف كيفما اتفق بسيادتهم التي ستمسي هي الفوضى (الخلاقة) عينها على ممر باب المندب المائي الاستراتيجي الدولي . لأن اشتداد ضغط الاحتلال الشمالي المتخلف - العصبوي والعصاباتي - على الجنوب وانسداد آفاق الحل أمام قضيته سينعكس آليًا على حراكه الشعبي السلمي الذي سيعجز حتى الجن الأزرق عن التكهن بالمآلات الدراماتيكية التي يمكن أن يجبر عليها هذا الحراك باتجاهيه الرئيسين : فك الارتباط والفيدرالي الذي لا بد أن يفقد الأمل هو الآخر كذلك بالحل الأدنى لقضية أرضه وأهلها ، بحيث يغدو فك الارتباط هو الاتجاه الوحيد ليس بالنسبة للحراك فحسب ، بل للجنوبيين قاطبة . حينها سيكون على الدول العظمى ودول مجلس التعاون الخليجي أن تعيد ترتيب أوراقها الاقتصادية والأمنية بشأن باب المندب وحدود دول جوارنا الخليجي . إذ إن الغضب الجنوبي - وما أدراك ما الغضب الجنوبي - إذا ظل الجنوبيون الأباة مقموعين مقهورين مسلوبي الأرض والإرادة والكرامة لن يُبقي هذا الغضب ولن يذر أو يدع عينًا تنام . فافهمي يا دناصير الشمال ! وأنتم يا أوغاد المجتمع الدولي ، أفيقوا قبل فوات الأوان ! فإما دولة اتحادية من إقليمين : شمالي وجنوبي على قاعدة حدود دولتي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية إلى تاريخ 1990/5/21 وبضمانات دولية موصوفة ، موثوقة ومؤكدة النفاذ ؛ وإما فك الارتباط بالتي هي أحسن . ما لم ، فلن يكون أمام الشباب إلا طريق حرب العصابات وسيكون الجنوب كله بيتًا لهم حيث ليس لدى الجنوبيين الأباة ما يخسرونه .