نجح فريق الأهلي في تحقيق تعادل إيجابي مهم جداً مع القطن الكاميروني في ذهاب الدور قل النهائي لدوري الأبطال الأفريقي في اللقاء الذي أقيم اليوم في مدينة جاروا الكاميرونية، تقدم للقطن مبومبو في الدقيقة 34 قبل أن يتعادل النجم المتألق محمد أبو تريكة في الوقت الضائع للشوط الأول. ونجح الأهلي في العودة من الكاميرون بتعادل مهم قبل لقاء العودة في الجونة يوم 20 أكتوبر، وشهد اللقاء احتساب حكم المباراة سبعة دقائق بدون داعي رغم أن المباراة لم تتوقف لفترة طويلة. وعاد الأهلي بتعادل مهم بعد مباراة استمرت ل 165 دقيقة بالإضافة إلى الدقائق السبع التي اضافها الحكم بدون داعي، لتخرج المباراة بعد 172 دقيقة خاصة وأن الأهلي خاض أمس مباراة 65 دقيقة قبل أن يتم إلغائها بسبب الطقس السئ والأمطار التي هطلت بصورة مرعبة أغرقت الملعب قبل أن يضطر حكم اللقاء إلى إلغاء المباراة وإعادتها اليوم.
بدأ الأهلي اللقاء بتشكيل مكون من شريف إكرامي في حراسة المرمى وأمامه رباعي دفاعي شريف عبد الفضيل ومحمد نجيب قلب دفاع وأحمد فتحي يميناً وسيد معوض يساراً، وفي قلب الوسط الدفاعي شهاب الدين أحمد وحسام عاشور وهجوماً عبد الله السعيد ووليد سليمان ومعهم محمد أبو تريكة وفي الهجوم أحمد عبد الظاهر كرأس حربة صريح. وكان التغير الوحيد في تشكيل الأهلي عن لقاء الأمس هو خروج وائل جمعة والبدء بعبدالفضيل خاصة وان جمعه كان يعاني من مشاكل في العضلة الخلفية، كما سقط الإنذار الذي حصل عليه بالأمس في كرة غريبة. وعلى عكس بداية الأمس كانت الأفضلية للقطن الكاميروني بعد أن أتسم أدائه بالهدوء في لقاء الأمس، وظهر الفريق في أول ثماني دقائق أمام مرمى شريف إكرامي ولكن دون الخطورة التي تزعج دفاعات الأهلي. وشكلت الجبهة اليسرى الخطورة الهجومية للأهلي بفضل تواجد وليد سليمان وسيد معوض مع ألتزام دفاعي أكثر لأحمد فتحي قائد الجبهة اليمنى ومساعدة السعيد للوسط الدفاعي للتغلب على عنصر القوة البدنية الكبيرة التي يتميز بها لاعبوا القطن. ومع مرور اول 20 دقيقة تحول الصراع التكتيكي في وسط الملعب وما بين خبرات ومهارات الأهلي في مواجهة غير متكافئة مع القوة البدنية والشباب الكاميروني، خاصة وأن المواجهات البدنية كانت لصالح أصحاب الأرض، لم يجد الأهلي إلا الإعتماد على مهارات أبو تريكة في الوسط ليكون حلقة الربط بين الوسط ومنطقة الهجوم، وتعرض لأكثر من مرة للعنف من جانب لاعبوا القطن ودون حماية من حكم اللقاء، قبل ان يظطر أخيراً لأشهار أولى البطاقات الصفراء في وجه لاعب القطن بسبب عرقلته لأبو تريكة بلكمة في الوجه. وبعد البداية الحماسية بدأ مؤشر الأداء في الهبوط بالنسبة للقطن مع محاولات من الأهلي لأستغلال الهجوم المرتد السريع والذي كان يفشل أغلب المحاولات، وكان عنصر الخطورة لدى القطن عن طريق الظهير الأيمن مانجامبا والمهاري جداً بكويا مايا وموسى بيدا. وكانت أقرب الفرص للقطن في الدقيقة 26 بضربة ركنية عرضية عن طريق أمينو سددها بوكايا مايا رأسيه علت العارضة بقليل، ثم توالى الضغط من القطن وحصل على أكثر من ركنية بفضل الضغط المتواصل. وحاول لاعبو الأهلي الاقتصاد في الجهد وعدم بذل المزيد من الجهد البدني حتى لا تحدث أي انتكاسة للاعبين في الشوط الثاني خاصة وأن الفرصة لعب ثلاثة ارباع مباراة بالأمس، واعتمد الأهلي على خبراته ونقل الكرة من قدم لقدم دون الوقوع في فخ الأرهاق والتعب. ومن أول هجمة مرتدة منظمة للقطن نجح إيمانويل مبومبو العملاق في تسجيل هدف التقدم لفريقه 34 من تسديدة صاروخيه مرت من تحت يد شريف إكرامي بتمريرة سحرية بعيدة المدى من بكويا مايا بعدما نجح في التخلص من شريف عبد الفضيل، واستغل فيها اللاعب المساحات الموجودة في خط ظهر الأهلي. وكاد الأهلي يرد سريعاً برأسية من عبد الله السعيد أرتدت من القائم بعد اقل من دقيقة من هدف القطن، لتضيع اول فرصة حقيقية للأهلي، ثم تصويبة جانبية لوليد سليمان علت العارضة بقليل، ليجبر القطن على التراجع للدفاع بعد أن أزعج الهدف لاعبوا الأهلي. وتحول الضغط للأهلي الذي شن اكثر من هجمة على مرمى القطن ولكن كانت كلها عند عمالقة الدفاع أو حارس المرمى ولكن الهدف الذي أصاب مرمى إكرامي منح الأهلي دفعة معنوية أكبر وتخلى بسببها الفريق عن تحفظه الهجومي. ونجح الضغط في عودة الأهلي بهدف التعادل في الوقت البديل للشوط الأول بقدم محمد أبو تريكة الرائع والذي سدد كرة مباشرة في مرمى الحارس بعد أن راوغ الدفاع برأسه مستغلاً تمريرة وليد سليمان الساقطة من خلف المدافعين، لينتهي بعدها الشوط الأول مباشرة بتعادل الفريقين بهدف لكل منها. بنفس السيناريو بدأ القطن ضاغطا في الشوط الثاني وظهر الفريق ثلاثة مرات أمام مرمى إكرامي بفضل عرضيات مانجامبا قائد الهجوم الكاميروني من الجبهة اليمنى الخطيرة ولكن مرت المحاولات بسلام على مرمى إكرامي، منها رأسية من العملاق أمينو قلب الدفاع. وزاد العنف الكاميروني على لاعبي الأهلي فإصيب عبد الظاهر ثم تعرض سليمان لعنف ومعهم شهاب الدين أحمد ولكن حكم اللقاء تغاضى عن كل العنف ورغم ذلك كانت حمايته للاعبي القطن حاضرة من أي تدخل من لاعبي الأهلي، ولم يسلم شريف عبد الفضيل من هذا العنف وحصل على ضربة في وجهة داخل منطقة جزائه. ودفع محمد يوسف بمحمود تريزيجيه بدلاً من محمد أبو تريكة لزيادة الفاعلية الدفاعية في وسط الملعب خاصة بعدما بذل أبو تريكة جهد خارق حتى الدقيقة 63 من عمر اللقاء، كما دفع القطن بتغيرين دفعة واحدة بنزول كاميلو مكان بايدي وكالا. وبعد فاصل من الضغط الكاميروني على الأهلي تحولت السيطرة إلى الأهلي بفضل هدوء لاعبيه وخبراتهم وكان هذا هو محور ما يميز الأهلي في اللقاء، وبدون مقدمات قام حكم اللقاء بطرد محمد يوسف من الملعب بعد حوار قصير مع حامل الراية والذي يبدو أنه أبلغ الحكم بخروج يوسف عن النص. وظهر الأهلي متماسكا في منتصف الشوط الثاني وسعى إلى التحكم في إيقاع المباراة من جديد بعد تحويل الصراع مرة ثانية في وسط الملعب. ثم لعب جاك أمان مكان مبومبو بعد أن وجد مدرب القطن كل منافذ الأهلي مغلقة بفضل الألتزام التكتيكي للاعبيه وتحويل الصراع إلى وسط الملعب للتحكم في إيقاع اللقاء مع الإعتماد على الهجوم المرتد هجومياً والكرات الساقطة خلف المدافعين مستغلاً تقدم لاعبيه للضغط الهجومي. وشهدت الدقائق الأخيرة تفوقا تكتيكيا واضح للأهلي للسيطرة على الضغط الكاميروني وفارق السرعات والقدرة البدنية لصالح أصحاب الأرض، حتى أن يوسف قام بالدفع بأحمد شديد قناوي مكان وليد سليمان وبالسيد حمدي مكان أحمد عبد الظاهر، حتى يتم إيقاف خطورة الجبهة اليسرى الخطيرة. واعتمد الأهلي على مهارة السيد حمدي ونشاط تريزيجيه وقناوي، حتى أن الدقائق الأخيرة للقاء شهدت هجوم للأهلي بفضل مهارة تريزيجيه الذي منح هديه للسيد حمدي الذي سدد صاروخ علا العارضة بقليل. قبل أن ينجح الأهلي في إنهاء الشوط الأول للدور قبل النهائي بتعادل إيجابي مهم، رغم الدقائق السبعة التي أضافها حكم اللقاء بشكل غريب كوقت بديل في الشوط الثاني رغم أن المباراة لم تتوقف لوقت كثير، لينتظر لقاء العودة يوم 20 أكتوبر في مدينة الجونة.
