يمر وطننا هذه الأيام بمرحلة عصيبة, ومن اخطر المراحل وهي مرحلة تقرير المصير , قد تنقله الى عهد جديد , حقيقة انها مرحلة عند مفترق الطريق نكون او لا نكون. مرحلة اختبار للجنوبيين مفاده هل فعلا ان الجنوبيين لديهم القدرة على بناء وطن جديد خالي من صراعات الماضي وثقافته, بناء وطن مستقر يستطيع ان يحافظ على الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الهامه والاستراتيجية, وطن يسوده الامن والأمان وتتجسد وتترسخ فيه مفاهيم حقيقية للديمقراطية واحترام الرأي, ام اننا نثبت للعالم عكس ذلك كما يروج له الاحتلال بأننا سنتقاتل فيما بيننا خاصة بعد ان روج الاحتلال واستثمر حادثة 12 اكتوبر المؤلمة, كما ان الكثير يتساءل هل هذه الحادثة المؤلمة بداية تحول ثورتنا السلمية الى منزلق خطير يعمل العدو من خلالها الى نبش الماضي وتأجيج صراعاته الأليمة حتى يتسنى له اخماد الثورة من خلال ابناؤها؟؟. اذا اردنا فعلا استعادة وطن فينبغي على الجميع تحمل المسؤولية في توحيد الصف بعيدا عن اي انتماءات حزبيه التحزب والحرص على الاستفادة من دروس الماضي والعمل على تقديم التضحية ومصلحة الوطن فوق اية مصلحة والابتعاد عن التفرق والتشتت ونبذ الخلافات استلهاما بمبدأ التصالح والتسامح, كما ينبغي على القيادات تجنب اي اسباب للخلافات او الفرقة وان يتحدوا وينحوا اهواءهم جانبا والابتعاد عن التخوين والاقصاء والتهميش التي كانت السبب في معاناة شعبنا وضياع وطنه.
والله من العيب والعار ان يكثر ويتعمق بيننا الخلاف والشقاق ونتناحر فيما بيننا وشعبنا يقتل ويدمر من قبل الأعداء الذين تحالفوا واجتمعوا على قتلنا ونهب ثرواتنا والتنكيل بنا رغم تفرقة قلوبهم وخبثها.. كان من الأولى والأجدر للقيادات ان تحترم دماء الشهداء التي سالت من اجل الوطن وتنصر شعبها من خلال وحدة الصف حتى نستطيع مواجهة التحديات التي تحاك ضدنا. كم تألمنا بحادثة 12 اكتوبر والتي راح ضحيتها مناضل جنوبي من اطهر واخلص الشباب, كان ضحية آخرين محبي الذوات والزعامة وكانت ردة الفعل بشكل مفرط ومقيت لم يتخيل احد ان توصل الى القتل.
السؤال هنا بعد هذه الجريمة: هل يتعظ قادة الحراك ويتحركوا باتجاه لملمة الصف والاتفاق على عقد لقاء جنوبي يناقش كل نقاط الاختلاف بحيث يكون هناك ميثاق شرف على اعتباره دستور مؤقت في هذه المرحلة يعمل الجميع في اطاره والعمل على عقد مؤتمر جنوبي استنادا لمخرجات لقاء المكلا وتشكيل قيادة سياسية تمثل الجنوب مع الطرف الآخر في هذه المرحلة حتى نيل استقلالنا لكي نثبت لشعبنا و للعالم ان لدينا القدرة في بناء جنوب جديد بفكر جديد لجميع ابناءه, ونتمنى بأن يلعب الرئيس البيض والزعيم باعوم دور فعال في هذا الاتجاه والعمل على تجاوز كل الخلافات بما ان الهدف واحد. نتمنى ذلك في اقرب وقت ممكن أن يتم اللقاء قبل مناسبة 30 نوفمبر ..