حماية البلاد من عمليات التهريب عبر منشأة (المطار) مهمة كبيرة وشاقة وتتطلب إمكانيات وكوادر مدربة كونها منشأة تُعبر عن واجهة البلاد وآمنها وسلامتها وسلامة الوافدين والمغادرين ولأجل تحقيق ذلك ينبغي أن يخضع جميع المسافرين للتفتيش الأمني بالمطار الذي في كثير من دول العالم المتطورة تستخدم نظام التفتيش عبر أجهزة متطورة وتقنية عالية لان عملية التهريب تتخذ أشكال و وسائل وأساليب متطورة وتتطلب محاربتها بوسائل وتكنولوجيا عالية الدقة. ولكن قبل كل هذه التقنيات والأجهزة الحديثة تبقى ميزة الحدس من أهم المميزات التي لابد أن تكون نشطة عند رجل الامن والجمارك في المطارات لأنها تزيد من ذكائهم وفعاليتهم في كشف المهربين حتى وأن كانوا مسافرين ترانزيت ولا يدخلون صالات التفتيش الرئيسية للمطار, فالإحصائيات تقول تطير في الولاياتالمتحدة وحدها أكثر 30 ألف رحلة تجارية يوميا عدا عن الرحلات العسكرية أو المهام المختلفة الأخرى التي تنقل آلالاف من المسافرين يوميا , وهؤلاء لا يمكن ملاحقتهم تكنولوجيا وعبر تزويد المفتشين بأحدث الأجهزة الثابتة والمتنقلة فقط دون تقنية الحدس لان عادتاً الضبطيات تكون في شكلي الاشتباه أو مبلغ عنها ,.
ولكن عنصر الاشتباه يعتمد على حدس و اجتهاد موظف الأمن نفسه , لان الحدس هو التخمين أو الظن والنظر الخفي , أو كشف الذهن عن بعض الحقائق بوحي مفاجئ , والحدس عنصر مهم لابد أن يتحلى به رجل الأمن والجمارك خاصة بعد تزايد عمليات التهريب ولجوء المهربين إلى أساليب متطورة للتهريب المواد ومن ضمنها المخدرات الذي يتم تهريبها عبر الأحشاء والأطعمة و الملابس الخارجية أو الداخلية وجيوب الملابس، وحافظات النقود، والأحذية , وعلب السجائر إضافة إلى التهريب عبر الأطعمة مثل اللوز الذي يتم حشوه بالهيروين ,.
ففي أغرب حالة تهريب للمخدرات في مطار دبي تمكن رجال الجمارك من ضبط مخدرات في أحشاء مسافر , حينما وردت معلومات حول مسافر تنزاني الجنسية عن قيامة بعملية تهريب عبر المطار وتم رصده و مراقبة سلوكه وحركة جسده داخل المطار ومن ثم تم إخضاعه للتفتيش ليتبين أن في أحشائه مواد غريبة على شكل كبسولات ولا تمت لأي أنواع الطعام بصلة مما استدعى نقله إلى المستشفى واستخرجت منه 103 كبسولات كوكايين في هذه الحالة لعبت ثلاثة عناصر أساسية في كشف عملية التهريب عنصر المعلومات والتقنية والحدس دور كبير في كشف المواد المهربة ومن غرائب عمليات التهريب ودور الحدس في كشفها هو ما شهده مطار روما حين قامت عارضة أزياء بوضع 2.5 كيلوجرامات من الكوكايين باردافها وثدييها , وكن الحجم اللافت لثديي وردفي العارضة أثار انتباه عناصر الأمن، ما دفعهم إلى تفتيشها وكشف عملية التهريب.
وفي تشيلي تمكن رجال الأمن من ضبط كوكايين في ضمادة جبس حينما قام رجل بكسر أحد رجليه من تحت الركبة حتى لا يتم كشفه إذا ما تم تصويرها في المطار و وضع عليها ضمادة الجبس صنعها من الكوكايين , ولعب الحدس دور كبير في إيقاظ الشك حول أمر ضمادة الجبس و اكتشاف الكوكايين المهرب بها , تختلف تقنيات الكشف عن المواد المهربة وتتطور يوماً بعد يوم ويبقى الحدس من العناصر المهمة التي يجب أن يتسلح بها اغلب موظفي الأمن والجمارك في المطارات بسبب اختلاف تطور أساليب التهريب الذكية التي لا تكشفها التكنولوجيا بل الحس الإنساني المتطور والذكي .
