وعاد باسم يوسف ليؤكد أنه مازال الشخصية الأكثر جدلا على الساحة الإعلامية المصرية ... وأنه باعتراف الجميع ممن كانوا ينتظرون على أحر من الجمر موعد إعادة بث برنامجه الأسبوعي الذى يذاع على قناة ( (cbcيعد شخصية لها كاريزما خاصة , وقبول لدى الجميع , كما أنه يتميز بخفة ظل قد لا تتوفر لدى معظم الإعلاميين الحاليين أصحاب برامج التوك شو المعروفة , وأنه لديه حرفية وإبداع لا تنكرها ضحكاتنا عند متابعته , وقد اتضح اهتمام المتابعين والمشاهدين لبرنامجه من خلال تفاعلهم معه وأبداء آرائهم عن محتوى ما قدمه في برنامجه عبر شبكات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتوتير , فبمجرد ظهوره على الشاشة في برنامجه المسمى ( البرنامج ) بعد فترة انقطاع عن العمل طويلة حتى أصبحت تلك المواقع عبارة عن ساحة حوار مشتعلة يمثل باسم يوسف المحور الأساسي فيها , واستمرت التعليقات أثناء بث البرنامج وبعد انتهائه وحتى الأن , فكان هناك من يراه قد أصاب لب الحقيقة بتحليله للمواقف والأحداث التي مرت على مصر منذ توقف البرنامج وحتى الأن ... وهناك من يراه خائنا وعميلا وكذابا غير أفكاره من أجل حفنة من الأموال أوخوفا من بطش السلطة الحالية , كما أن هناك من أعلن احترامه وتقديره له وهناك من لعنه وسبه بأسوأ الألفاظ .
أما أنا ف بغض النظر عن محتوى ما قدمه في برنامجه أعلن احترامي له ليس لشيء سوى لأنه استطاع لفت أنظار الجميع اليه والتفافهم حوله مؤيدا ومعارضا , واستطاع أن ينول اهتمام الكثيرين الذين كانوا ينتظرون بدأ برنامجه من جديد حتى من يختلفون معه فكريا , كما أنه استطاع أن يصنع لغة حوار جادة على مواقع التواصل الاجتماعي حتى أصبح اسمه يتردد في الدقيقة الواحدة مائة مرة , ودعونا نفكر بموضوعية وهدوء الأن عن سبب غضب الكثيرين مما أثاره في برنامجه بالأمس , بوجه عام لم يلقى الجزء الأول من البرنامج اعتراضات كثيرة حيث أنها تناولت بشكل عام الأحداث التي مرت بمصر منذ توقف برنامج ( البرنامج ) وحتى بدأ بثه مجددا , وكان التناول بشكل سريع من خلال عبارات مستخلصة مما تم تناوله في وسائل الإعلام المختلفة أظهرت مدى الانقسام الفكري واختلاف التوجهات السياسية في المجتمع .
أما الجزء الثاني من البرنامج والذى تناول فيه الوضع الراهن بدء من الحديث عن الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور وانتهاء بالفريق عبد الفتاح السيسي فهذا هو ما أثار حفيظة وغضب الكثيرين حتى طالب البعض منهم بمقاضاته ووقف برنامجه وإغلاق القناة , حيث أنهم يؤكدون على أنه لا يصح أن تكون تلك الرموز الوطنية محل انتقاد أو سخرية من الأخرين للحفاظ على مكانتهم العظيمة في المجتمع وهذا لا يختلف عليه اثنان وأنا منهم , فتلك الرموز لها احترامها ومكانتها ولا أنكر حب وتقدير معظم الشعب المصري لدور الفريق عبد الفتاح السيسي في إنقاذ مصر من جحيم الإخوان المسلمين حتى أصبح بطلا قوميا استطاع اختراق قلوب الملايين من الشعب المصري فأحبوه حبا جما .
وحقيقة الأمر أن باسم يوسف لم يسخر من تلك الرموز بشكل مباشر بل حرص أن يقدم ملاحظاته عليهم بأسلوب خفيف يعتمد على مقتطفات من تعليقات المواطنين خاصة فيما يتعلق بالرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور والذى لم يكن يعلم عنه الكثيرين شيء ربما لندرة ظهوره إعلاميا للشعب وخطاباته المختصرة التي لا تتعدى مدتها الخمس دقائق فقط .
نفس الشيء حدث مع تناوله لما يخص الفريق عبد الفتاح السيسي فهو لم يسخر منه بشكل مباشر ولم يقلل من شأنه ولم ينكر مكانته في قلوب المصريين الذين أحبوه فأصبحوا يعشقون صورته حتى أنها وضعت على قطع حلوى الشكولاتة وعلقت في غرف النوم وعلى القلادات الذهبية , فهو لم يكن يبغى الإساءة الى هذا الرمز الذى أحبه أنا شخصيا وابجله , لكنه أراد أن يقول للشعب أن الفريق السيسي بالفعل بطل قومي أنقذ مصر من دمار محقق على يد الحكم الإخوان وأن استجابته لنداء الشعب ومواجهته للضغوط الخارجية والداخلية وتحمله تلك المسؤولية العظيمة إنما هي شجاعة رجل عظيم ومواقف قوية افتقدناها منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وبقدومه وظهوره على الساحة السياسية قد أحياها بداخلنا , ولكن ... لا يجب أن يصل حبنا لهذا الرمز لدرجة العبودية التي تجعلنا غير قادرين على انتقاد أي قرار يتخذه يمكن أن يكون ضد مصلحة الوطن , فدعونا لا نشخص الأدوار , فالكل يعمل في خدمة الوطن , وكلنا ابناء لهذا الوطن , وكلنا معرضين للمسائلة من أصغر فرد في مصر الى أكبر قامة فيها . حفظ الله وطننا الحبيب ,,