يفتتح في مدينة اسطنبول الثلاثاء نفق للسكة الحديد يمر تحت مضيق البوسفور ويربط بين القارتين الأسيوية والأوروبية. وكان رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان من اقوى انصار تنفيذ هذا المشروع الهندسي الذي كان من بنات افكار السلطان العثماني عبدالمجيد الأول عام 1860.
وكان العمل قد بدأ في حفر النفق عام 2004، ولكنه تأخر عن موعده المقرر بسبب العثور على مواقع أثرية بيزنطية اثناء عمليات الحفر.
وكانت اليابان قد ساهمت بمبلغ مليار دولار من تكاليف انشاء النفق البالغة اربعة مليارات دولار.
ويقول جيمس رينولدز مراسل بي بي سي في اسطنبول إن الحكومة التركية تأمل في ان يتطور النفق الجديد بحيث يصبح جزءا من طريق تجاري مهم يمتد من الصين شرقا الى اوروبا الغربية.
ولكن منتقدي اردوغان يقولون إن النفق نموذج جديد للمشاريع الكبرى التي خص بها رئيس الحكومة المدينة التي كان يرأس بلديتها.
ويقول هؤلاء - الذين يتقدون المشاريع التي قررت حكومة اردوغان اقامتها في اسطنبول، مثل مطار المدينة الثالث ووجسر ثالث عبر البوسفور - إن هذه المشاريع تكشف عن طموحات اردوغان "الفرعونية."
وكانت السلطات المحلية في اسطنبول قد واجهت احتجاجات كبيرة في وقت سابق من العام الحالي ضد خططها لتطوير متنزه غزي في وسط المدينة. ونتج عن تلك الاحتجاجات اندلاع اعمال عنف ومواجهات بين الشرطة والمحتجين.
وتقول وكالة فرانس برس إن النفق الجديد لن يدخل الخدمة الفعلية بشكل كامل بعد افتتاحه رسميا بعد ظهر الثلاثاء.
ونقلت الوكالة عن طيفون قهرمان، رئيس غرفة التخطيط المدني في اسطنبول، قوله "إن الجزء الذي سيدخل حيز الخدمة محدود جدا. وقد تم تأجيل افتتاح النفق بشكل كامل الى موعد بعيد، ونحن نستغرب افتتاحه الآن."
ومن المقرر ان يحضر رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي مراسم افتتاح النفق اعترافا بدور بنك اليابان في تنفيذ المشروع باعتباره اكبر داعميه الماليين.
ويقول مسؤولو بلدية اسطنبول إن النفق سيخفف من ضغط الازدحام على جسري البوسفور الحاليين، علاوة على مساهمته في خفض مستوى التلوث في المدينة.