هذا الأسبوع أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عزمه تأسيس دائرة حكومية جديدة في البلاد هي دائرة السعادة، وتشمل هذه الدائرة 30 برنامجا اجتماعيا، تهدف إلى توفير الخدمات الضرورية لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال والمشردين. كما أعلن مادورو عن استحداث عيد جديد في فنزويلا أطلق عليه عيد "الحب والوفاء"، سيتم الاحتفال به سنويا وهو يصادف ذكرى إعلان الرئيس الفنزولي الراحل هوجو تشافيز إصابته مجددا بالسرطان بعد إن شفي منه. من المفارقات العجيبة إن قراءتي لهذا الخبر، تصادفت مع متابعتي لسلسلة أخبار جرائم حكومية قادمة من حضرموت، تتحدث عن مقتل امرأة وشابين وإصابة عدد آخر، بالإضافة إلى أخبار متفرقة عن حالات اختطاف هنا، وانتحار بفعل الجوع هناك ،وانتهاكات عديدة في أكثر من محافظة .
الواقع يقول إن الظروف الاقتصادية التي تمر بها فنزويلا، ربما تتشابه إلى حد كبير، مع الظروف التي تمر بها اليمن ،لكن الفرق الجوهري البارز هو إن ،قيادة فنزويلا لاتشبه قيادة اليمن أبدا.
قيادة فنزويلا تسعى لتحقيق كل ما يسعد شعبها ويحقق له عوامل الرخاء، فيما قيادة اليمن لا تهتم بكل هذا بل ربما هي سبب بؤس شعبها، وتعاسته، لإيمانها بمثل شعبي يقول (جوع كلبك يتبعك)،لذلك نراها تقتل، وتعتقل وتشرد، وتمارس الفساد، والظلم ،دون إن تنسى إن تحدثك عن الرخاء والتقدم والانجازات العملاقة التي تتحقق كل يوم والتي إن سأل المواطن أين هي قيل له انزع النظارة السوداء التي تحجب عنك رؤية هذه المنجزات.
حينما تكون هناك ،قيادات وطنية، كفئة ومؤهلة ومتخصصة، يمكنها إن تصنع لبلدها الرخاء مهما تكن التحديات الاقتصادية، ومهما بلغ حصار العالم لها، وحتى في حال إن لم تستطع تحقيق هذه السعادة المنشودة فإنها ستحظى بتقدير ومحبة شعبها، لصدقها وحسن نواياها.
إما حينما تأتيك دولة كل قياداتها جاءوا، بالبركة ودعوة الوالدين، لا تأهيل ،ولا تخصص ولا وطنية، فإنها لن تكون سوى وبالا على الناس والوطن، مهما أغدق عليها العالم الدعم، والرعاية، والصدقات، لأنها ستسخر كل ذلك للقمع والقتل، وبناء السجون، والتوسع في إنشاء المؤسسات الإعلامية الموجهة التي تحاول إقناعك إن كل هذه الممارسات اللا إنسانية هي منجزات وطنية عملاقة .
سأعتبر خبر إنشاء دائرة للسعادة في فنزويلا، خبر طريفا، ولن اتجرا على المطالبة بدائرة مماثلة في هذا البلد، فذاك أبعد علينا نحن سكان هذه الأرض المستباحة والمباحة لكل عابث من عين الشمس، لكني أرى انه من حقنا كبشر إن نطالب بوزارة لمنع القتل وسفك الدماء، الذي لم يعد يفرق بين رجل وشيخ وطفل وامرأة كما حدث لمؤنس عبد الرحمن وفيروز اليافعي، وندى شوقي وفاطمة مشبح وأخيرا شهيدة المكلا إيناس بن محيسون.