قد يبدوا العنوان مثيراً لفتح شهية البعض لسماع اتفه هفوة عن حزب بحجم الاصلاح لأنه يفتكر باني انضر بنفس نضارته السوداء التي لا يرى الا بها كل ما هو سلبي ويصلح لان يكون اشاعة قابلة للنشر والدعاية . عذراً انا لا اكتب هنا لمجرد الانتقاد ، ولا يعني ان مناسبتي اختياري للعنوان ياتي في وقت اني لم اجد شيئاً لانشغل به او اكتب عنه .. كلما في الامر ان فكرة الموضوع نفسه خطرت لي في وقت اسمع فيه عن جماعة سلفيي دماج الذين يحرمون التصوير ويقتلون بالعشرات .. ثم قادتني الفكرة بقناعة للكتابة بادب وذوق كما اعتقد . على لسان صفوة الجيل الطويل العريض من زملائي واصدقائي الذين اعرفهم واحبهم من شباب الاصلاح المفعم بروح التعايش والقبول بالأخر والتعامل مع ادوات المرحلة ..
كل واحدا منهم يطرح ويدور في نفسه نفس التساؤل الذي بدى لي مهماً وقادني للكتابة عنه على مضض ؟ سين سؤال : بعد ثلاث وعشرون عاماً ويزيد من تأسيس التنظيم الفكرة هل امتلك حزب الاصلاح المكينة الاعلامية الحديثة والفريق المناسب للعمل عليها .؟ سين سؤال : ما هي الدورة الازمة التي يقف الاصلاح خلالها ويعيد تحديث ادواته الخاصة بالسياسة الاعلامية وفقاً لأدوات العصر المتغيرة كل يوم ومواكبة ادوته البشرية المختصة في الموضوع .؟ انطلاقاً من هذه التساؤلات المنطقية جداً والتي قد تبدوا في نضر استاذ مادة الكيمياء / فتحي العزب والمسؤول الاول في الامانة العامة لإعلامية الاصلاح مجرد اسئلة تحتاج الى قليلاً من الملح حتى يمكن التوقف عندها دعونا معاً نتوقف قليلاً مروراً ببعض مؤسسات وادوات الحزب الاعلامية والتي قد توفر لنا مفعول كمية الملح الطلوبة.
صحيفة الصحوة مثلاً : اضف اليها خدمة الصحوة موبايل وموقع الصحوة لتقل عنها المؤسسة الصحفية الاولى للحزب وفكر قليلاً ثم قل عنها الوحيدة : على امتداد عمر الاصلاح ان لم تكن الاسبق لأنها كانت فكرة صاحب الامتياز أ/ محمد اليدومي وهي تصدر كصحيفة اسبوعية الى جانب بعض الصحف التي كانت اسبوعية مثلها وقدرت ان تتحول الى صحف يومية مع فارق الامكانات . احدثك الان عن الصحيفة الرسمية للإصلاح كحزب نفسها التي كان يشتريها جميع الناس من الاكشاك ويتداولها الكثير حتى من غير أعضاء الحزب ويتساءل صديقي ياسر عقيل الذي يعمل لديها حالياً .. هل لا تزال الصحوة نفسها موجودة الان بين ايدي النخبة والناس الذي اصبحوا يستخدمون فيسبوك وتويتر ؟
لا داعي للتفاصيل .. الاهم هنا هل يدرك الاصلاح التنظيم نسبة صلاحية الاستمرار في اتباع سياسته الروتينية نفسها التي تصدر فيها الصحوة اليوم في زمن الطفرة المذهلة للشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمها القطاع الشبابي للحزب فيما يكتتفي أساتذتهم باقتناء الصحوة الورقية من الاكشاك وتكتفي الصحيفة بنشر اخر منشور للاستاذ اليدومي على صفحته في فيسبوك ... كعنوان عريض على صدر صفحتها الاولى .
مخجل الاستمرار في عدم القفز بمثل هكذا جيل مفعم بروح العمل والتصحيح والحياة ،، الى سياسة ارقى وتمكينه من امتلاك ادوات اكثر انفتاحاً واكثر تواجدا بين ايدي الناس كان يصبح اصدار الصحوة يومياً اضافة الى ادوته اعلامية اخرى تكون اكثر انتشارا ووصولا الى الناس . هل احدثك عن السياسة التي تتبعها بالمقابل مطابخ ادارة قناة اليمن اليوم وصحيفة اليمن اليوم خلال الفترة الاخيرة ام احدث الاستاذ اليدومي وفتحي العزب عن هذا كله . يبدوا الحديث مملا ونوعاً اساليب الغباء ساترك المجال لعدنان العيني لعمل تقريراً خاصا بهذا لانه ادرى مني ولأنه متابع جيد للشباب في فيسبوك .
هل اقدم لك دراسة خاصة عن قناة سهيل التي كان يتابعها جميع اليمنيون ايام الثورة وتنقل منها شبكة الجزيرة وكيف علا صوتها حينما اشتغلت على قضايا الناس ولمسوا منها خبرا جديداً وكيف خفت صوتها فجاءة وجاءت اليمن اليوم لتدوخ بأفكارنا وتشتغل على الاشاعة وعرفت من اين تتسلل الى البيوت وتفعل ضجة حقيقة .
هل انقل الى مسؤول في الدائرة الاعلامية على لسان صديقي مازن عقلان مزيدا من الاسئلة ..؟ مثل سؤاله عن حاجة الاصلاح كحزب لدفع مبالغ موسمية لبعض الناشطين والكتاب في فيسبوك واسترضائهم او استخدماهم جسورا لتمرير بعض المعلومات ؟ ما ذا يحتاج الاصلاح هنا ؟ يجيب اخرون باختصار يحتاج الى ادوات رسمية اكثر جراء وشجاعة لنشر كل مواقف الحزب بدون كولسة ؟ يحتاج الى صحيفة يومية رئيسها يشبه مهنية سمير جبران واحترافية علي الجرادي ونزغة نبيل الصوفي صحفي الحزب القديم . يحتاج الى قناة رسمية تشتغل على قضايا الناس والاشخاص وتمكين الجيل الشبابي المتخصص بدلا من استخدام لغة الوعظ والخطابة على طريقة اعلام الاخوان في مصر الذين كانوا ضحية المكينة الاعلامية للخصم بدرجة اساسية .
لست انا من يقول هذا بالضبط يقولون الشباب انفسهم كلاما كبيرا وكثيراً الجميع يتفق الى حاجة الحزب الى ادوات حديثة تنفتح على الجميع وتقدم معلومة جديدة باسلوب سليم وذوق يحترم عقل الناس .
اعرف انك الان ستقول عني باني احكي اليك كلاماً على طريقة جدتك في البلاد التي لا تعرف ان تنطق كلمة فيسبوك او تويتر ولكن يجب ان تعرف ان جدتك ستستخدم فيسبوك في هاتفها المحمول العام القادم وستكتب الينا قصة حبها مع جدك التي تشبه قصة حبي اليك اول ما فكرت في الكتابة اليك .