قصة الذاهبين إلى دماج من الشباب الجنوبي هي قصة انكشاف عورة الغباء الوحدوي المزروع في الجنوب الغباء الذي هو ثمرة من ثمار التجهيل الوحدوي الموجه نحو الجنوب الإنسان وقد حان اليوم قطاف هذه الثمار بأصوات وهمهمة مزارعين صنعاء يقول "علي ولد زايد" , ويؤسفني القول أن هذه الثمار لا حاجة لنا بها في الجنوب فهي لهم فليأخذوها "بضاعتكم رُدت إليكم". لكنا بحاجة لنتساءل: من وراء ذهاب هؤلاء الشباب إلى دماج ولماذا؟ نقول أن المؤشر الموجود لدينا بحسب ظواهر الأمور ناهيك عن بواطنها وظواهر الأمور هذه التي لدينا هي الخطاب الإعلامي الشمالي الطافي على السطح والمهتم بدماج من زاوية جنوبية حادة إي أن هناك من يحاول إظهار أن حرب دماج اليوم هي شغل شباب الجنوب الشاغل ,فهم يريدون القول للعالم ولنا اليوم أن حماة الديار الدماجية هم شباب الجنوب وما يدلل هذا الغرض الإعلامي هو تعمد إذاعة أسماء القتلى الجنوبيين في دماج بشكل انتقائي من قبل المواقع والصحف الإعلامية الشمالية دون غيرهم من الشماليين -هذا إن كان هناك قتلى شماليين أصلا- وهذا التعمد يحمل في طياته ثلاثة أهداف إستراتيجية :
الهدف الأول : هو ضرب قوة الحوثي التي مرمطت بمراكز القوى التقليدية البلاط مؤخرا وفي عقر دارها , ولن يكون هذا الضرب مجدي إلا بنفس الفكر الذي ضُرب الجنوب به سابقا في حرب 94م وحاليا في أبين وشبوة وحضرموت ولا يزال يضرب به إلى الآن . الهدف الثاني :موجه سياسيا نحو الحوثي المتعاطف مع الجنوبيين مؤخرا والعكس أيضا صحيح. يعني محاولة إيصال رسالة إلى الحوثي أن الجنوبيين هم من يضربوه الآن . بمعنى ضرب الخط السياسي المتحد مؤخرا في مؤتمر الحوار اليمني ببعضه. الهدف الثالث: تصوير أن شباب الجنوب وحدوي الفكر قاعدي المذهب والدليل (قتلوه(.
من جانب أخر لابد من الإشارة إلى أن الخطاب الديني المحتشد في منابر صُنعت في محلات نجارة صنعانية مرتفع هذه الأيام بشكل ملحوظ ومزعج ينبئك بأن هناك تعبئة عسكرية تجاه دماج جهة الذهاب والمعراج ,هذا الخطاب المنبري باستطاعتنا القول أنه خطاب خاص ومختلط في آن واحد يوحي أن هناك استخدام وشحن فوري سريع ومرتبك وحتى لا اُتهم بتهمة التشيع بسرعة الانترنت السعودي وانتو تعرفوا سرعة الانترنت السعودي وياريتها تكون التهمة بسرعة الانترنت اليمني لكانت ارحم واقل وطئه ,سأأخذكم إلى تساؤلي الخاص الذي يحاول الفصل بين خصوصية هذا الخطاب الموجه نحو دماج واختلاطه ،التساؤل الذي تاه في دهاليز السياسة العفنة منذ فترة ولازال تائه : فحوى التساؤل : على ماذا تستند دعوى القتال في دماج ؟ هل تستند على مرجعية دينية تقتضي قتال الحوثيين باعتبارهم شيعة كفرة يجب قتالهم في أي زمان ومكان وبالتالي تكون دعوى القتال هجومية وليست بالضرورة دفاعية ؟! وهذا هو جانب الخطاب المختلط والمرتبك. كيف؟! لأن هذه الدعوى إن كانت مستنده على كفر الحوثي فمن الطبيعي عدم ربطها بدماج إطلاقا لأن هذه الدعوى توجب قتال الحوثي في أي مكان وزمان! أما إن كانت دعوى القتال هذه دفاعية تقتضي الدفاع عن دماج المعتدى عليها كما يروج ويشاع وعند حد الدفاع يجب أن تقف الدعوى الفتوى مثلها مثل فتوى الشيخ الحجوري للقتال في لودر التي أوقفت المقاتلين عند خمسمئة متر مربع دفاعا عن لودر وأصبحت فتوى عسكرية ! خُصصت للودر فقط ولم تُعمم على أبين كاملة ( طبعا هذه الفتوى فصلّها الشيخ الحجوري على لودر فقط شأنها شأن المبادرة الخليجية التي فُصلت على مقاس صالح ) فيجب على هذه الدعوى أن لا تستند على الفكر التكفيري الموجه بشكل عام وأعمى دون تمييز ,يعني من الممكن إدراجها في منزلة القتال الفئوي الإسلامي فقط ، لكن أن يُخلط هذا وذاك في آن واحد بمعنى أن تكون الدعوى دفاعية هجومية في آن واحد وتكفيرية فئوية في وقت واحد فهذه عملية خلط عشوائية تستغبينا جميعا . كل هذه التساؤلات أعتقد أنها مفيدة ودليل حي على حياة العقل في الجنوب لأننا في الجنوب كنا ويبدو لي لازلنا وقود الحروب السياسية منذ فجر التاريخ والطامة الكبرى أن نصبح اليوم وقود الحروب الطائفية!
في الأخيرإليكم بيان الأمانة العامة لحزب الإصلاح وركزوا على عبارة :-(بحل الخلاف بين طرفي النزاع في دماج) حيث لم يذكر هذا البيان أن دماج معتدى عليها ولاحظوا اختلاف الخطاب السياسي للإصلاح عن سلوكه على الواقع :- أعربت الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح عن أسفها لسقوط قتلى وجرحى في الأحداث الدامية الدائرة في منطقة دماج بمحافظة صعده شمال اليمن. ودعت الأمانة العامة في بيانٍ لها – نشره موقع الصحوة نت - حكومة الوفاق الوطني ممثلة بوزارة الدفاع والداخلية واللجنة العسكرية واللجنة الرئاسية المكلفة بحل الخلاف بين طرفي النزاع في دماج والسلطة المحلية في محافظة صعدة بتنفيذ توجيهات الاخ رئيس الجمهورية القاضية بتنفيذ الاتفاق الموقع بين طرفي النزاع وإيقاف إطلاق النار وإخلاء المواقع والنقاط من المسلحين تمهيدا لإحلال الوحدات العسكرية للتموضع فيها.
مش قلنا لكم لعبة سياسية!!هذه هي باختصار قصة المعراج إلى دماج.