ستهل علينا خلا ل أيام قلائل ذكرى عظيمة على قلوب أبناء الجنوب جميعا إلا وهي ذكرى عيد الاستقلال الوطني المجيد ذكر رحيل الاستعمار البريطاني عن الجنوب ذكرى التحرير من الاستعمار . ناضل أجدادنا وآباءنا عقودا كثيرة من الزمن من اجل هذا اليوم العظيم وهذه الذكرى العظيمة ذكرى تحرير الأرض من المستعمر الأجنبي البغيض ولكن للأسف الشديد فقد حولوا الرفاق بالجبهة القومية ثم تلاها الحزب الاشتراكي اليمني تلك المناسبة و الاحتفالية من احتفال بذكرى استقلال عن مستعمر جثم على الأرض الجنوبية قرابة 129 عام إلى احتفال بواقع استغلال .
واعني هنا بذكرى استغلال أتكلم عن الجانب الفكري والسلطوي حيث فرض الرفاق على الجنوب طوق من حديد بتبني فكر معين لا يقبل النقاش أو لا يقبل بفكر أخرى حتى وان كان هو الأكثر نضوجا والأكثر أهمية وفائدة للبلاد .
كما إني أرى اليوم ذالك الفكر يسيطر على ثورتنا الجنوبية ولكن من منطلق أخر بعيدا عن الشعارات الحزبية والأممية والاشتراكية القديمة إنما بشعار الوطنية والخوف والحرص على الثورة .
أصبح مبدأ الرأي والرأي الأخر غير موجود فمخالفة الرأي أصبحت جريمة أو بالأصح خيانة وعمالة وهذا ما كنا علية أيام لا صوت يعلوا فوق صوت الحزب فان كان هذا لا يزال فكرنا ومنهجنا فكيف سنجد الجنوب الجديد الذي ننشده ونقول جنوب جديد بفكر جديد .
أصبحت كل فعالياتنا ومناسباتنا الوطنية أكثر استغلال من السابق فهل الجنوب الذي ننشده غدا تحت شعار جنوب جديد بفكر جديد هو جنوب الاستغلال .
فابسط الأمثلة ما يجري في المناسبات الوطنية المقامة في العاصمة الحبيبة عدن وتسابق الكل خصوصا من القيادات من أبناء المحافظات الأخرى على اللجان التحضيرية والمنصات بيمنا من الواجب إن تكون اللجان التحضيرية والأمنية من اختصاص أبناء المحافظة نفسها ممن يؤمنون بهدف التحرير والاستقلال حتى وان كانوا لا ينتمون إلى أي مكون جنوبي فمكون الجنوب والثورة الجنوبية هو المكون الحقيقي وفوق كل المكونات حتى نعطيهم حقهم أولا وأسوة بالمحافظات الأخرى ثانيا وأيضا كي نثبت لهم إننا نريد جنوب جديد بفكر جديد حقا وان هذا الشعار ليس مجرد شعار وان جنوب الإقصاء والتهميش والفكر الواحد ولا إلى غير رجعة .
هذا ومن جانب أخر والذي ينشده الجميع وهو جنوب الكفاءة والرجل المناسب في المكان المناسب وليس جنوب الإقصاء والشللية والتبعية أو جنوب الولاءات الشخصية والمصالح الخاصة الضيقة .
نأمل من كل قيادات الجنوب ان تكون ذكرى 14 أكتوبر الماضية وما حدث فيها درسا للجميع وان تكون فعالية 30 نوفمبر عنوان لاسمها الحقيقي ذكرى عيد الاستقلال وليس عيد الاستغلال .