مجرد رؤيته كانت كافيه لان تجلب الرعب وتهز فرائص الكل داخل المدرسة البسيطة في شكلها وقدم مبناها الذي يبدو انه بني على عجله من أمر القائمين عليها وكأنهم يجارون الزمن للالتحاق بعام الدراسة القادم والمتعطشين لعلم سمعوا عنه كثير ممن جالسوهم وخالطوهم أثناء السفر والترحال وسنوات عراك الأغراب . ذكر اسمه يحرك مآقي جميلة وتلذذ في سماع نوادره التي يصنعها في جوف طلابه وثقافته التي فاقت محيط المدرسة إلى جميع المدارس ألمجاورة وجعل المريدين للدراسة يشتاقون للانخراط في الدراسة والتقرب إلى موقع يبدون في مراء من المدير.
في كل إرجاء الساحة تشاهده لا يميل إلى الاستكانة والخلود يملأ المكان نشاطا ومرحا وتفاؤل يسأل عن الصغير والكبير من تلاميذه وترسخ في ذاكرته جميع التلاميذ دون استثناء وترتيبهم مبتدى من أذكى الطلاب ,أحاط بمعلميه من كل جانب متوخيا كل ما يؤدونه من نشاط ويعمل على تقويمه في حال الوقت ذاته ويوبخ ويشيد في اللحظة ذاتها .
كان الطلاب يمرحون في الحصة الرياضية وهو قاعدا ينضر بصمت ويترقب حركاتهم وتحركاتهم في جدية تامة ويلاحظ التلاميذ فردا فردا لا تنقطع نظراته عن الميدان المخصص للعب ولا يجرئ احد على مقاطعته عدا أنفاسه التي بالكاد يسمح لها بالتحرك ذهابا وإيابا .
فجأة قطع جلوسه وبرز للطلاب من جانب المدرسة حيث كان صامتا يرقب وتقدم صوب وسط الميدان تسمر الطلاب مكانهم وجلوا من حضوره وهو الذي تحب رؤيته وترغب في مجالسته وتشعر بالرهبة والخوف في نفس الوقت ذاته,امسك الكره لوح للجميع بالتجمهر حوله فزعوا وتأخر من تأخر وتباطأ البعض تقدم حسام أولا مهرولا ناحية المدير وقف قبالته وضع المدير الكرة بين قدميه وجذب حسام بكلتا يديه من بزته ألمدرسيه.
انتفض هلعا وضربته قشعريرة وشعر بالبرد تسري إلى كل مفاصله, سأله عن اسمه فقط كانت يداه ملئها حنان اقفل زرا كان مفتوحا من أزرار القميص متسائلا عن بعض البقع التي علقت بالقميص وأفقدته لونه الناصع البياض ؟!تسببت تساؤلات المدير في حرج شديد لحسام خاصة بعد ان طلب منه أن يهتم بنظافة الزي المدرسي , قسم الطلاب إلى قسمين وضع حسام على رأس احد الفريقين واحد الطلاب على رأس الفريق الثاني وقف هو محكم للمباراة وأعلن صفاره البداية يتأرجح مع حركة الكرة والطلاب ينشطون وتتجدد عزيمتهم مع تحركه الجاد و كل صافرة تعلن توقف الكرة بسبب خطاء ماء, إلى أن أعلن صافرة النهاية .