ارتفعت حصيلة قتلى المصادمات التي اندلعت صباح اليوم الثلاثاء ولاتزال متواصلة بين محتجين مناوئين للإنتخابات الرئاسية في عدن وقوات الأمن والجيش اليمنية إلى خمسة أشخاص بعد مقتل أربعة أشخاص خلال الساعة الماضية وحدها بعدد من مديريات المدينة. وفتحت وحدات من الجيش اليمني النار على محتجين غاضبين بمديرية صيرة وحي القلوعة ومديرية التواهي في ثلاث حوادث منفصلة وهو ما أسفر عن سقوط أربعة شهداء إضافة إلى طفل شهيد كان قد لقي مصرعه صباح اليوم الثلاثاء برصاص قوات الجيش بدار سعد.
وسيطر محتجون يرفضون انتخابات الرئاسة التوافقية صباح وظهر اليوم على مراكز انتخابية بمدينة عدن اليوم الثلاثاء ومزقوا كشوفات وبطائق اقتراع وأفرغوا محتويات الصناديق الانتخابية بعد انسحاب اللجان منها.
واستولى المحتجون على أحبار وأختام من داخل المراكز وحطموها أو رموا بها خارج المراكز, وانتشرت في محيط المراكز أوراق ممزقة. وقبل ساعة من كتابة الخبر تجمع محتجون مناوئون للإنتخابات الرئاسية بعدد من شوارع مديرية صيرة وبالقرب من المكتب التنفيذي حيث واجهتهم قوات الجيش بإطلاق نار كثيف وهو ما أسفر عن مقتل شخص ويدعى "صالح متاش" وهو ناشط في الحراك الجنوبي بصيرة. وأصيب برصاص قناصة حيث اخترق عيار ناري مؤخرة الرأس.
وقال مصدرعسكري أن اطلاق قوات الجيش النار على المحتجين يأتي بعد استيلاء عناصر من الحراك الجنوبي على مصفحة تابعة للجيش ولم يتسنى حتى اللحظة التأكد من صحة الرواية العسكرية.
وفي مديرية المنصورة أصيبت الحركة بشلل تام وانسحبت اللجان الانتخابية والإشرافية من مراكز انتخابية تحت الضغط الشعبي.
وكان أهالي مدينة عدن قد حاصروا معظم المراكز الانتخابية في المدينة التي كانت عاصمة دولة الجنوب السابقة وهتفوا ضد الانتخابات وضد حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يتقاسم السلطة مع حزب المؤتمر الشعبي العام ويتهم الحراك الجنوبي وأنصاره بالارتباط بمن أسماهم بقايا النظام الذين يتحالف الإصلاح معهم في حكومة وفاق.
وفي مديرية المعلا أفرغت أربعة مراكز انتخابية هي "فاطمة الزهراء", و"أبوبكر الصديق", و"14 أكتوبر", والمركز الرابع في مبنى الإسكان, فيما سمعت أصوات إطلاق نار بجوار مبنى المحافظة القريب من مركز انتخابي يقع ببناية مجاورة.
وفي حي القلوعة بمديرية التواهي القريب من المعلا حاصر أبناء المديرية مكتب وزارة التجارة والصناعة المعزز بحراسة من رجال البحرية قاموا تحت الضغط الشعبي بتسليم الصناديق للمحتجين الذين قاموا بدورهم بتمزيق محتوياتها.
وفي القلوعة أيضاً حاصر الأهالي ثانوية "محيرز" للبنات وطلبوا من جنود الشرطة العسكرية تسليمهم الصناديق.
وسعى أعضاء من حزب التجمع اليمني للإصلاح لإثناء المحتجين عن محاصرة المراكز, وهتف محتجون ضد العسكر والإصلاح وطالبوا بتسليم الصناديق.
وحاول جنود إقناع المحتجين بعد تسليم صندوق واحد أن بقية الصناديق فارغة وأن المقترعين غابوا عن المركز وأن الإقبال كان ضعيفاً ثم سمحوا للمحتجين بالدخول إلى داخل المدرسة للتأكد.
وقامت في الأثناء قوة عسكرية جاءت من خارج المديرية بسحب الجنود وتركت اثنين خلفهم ينتميان إلى محافظتين جنوبيتين قام المحتجون لاحقاً بنقلهما إلى مكان آمن.
وفتحت قوة عسكرية النار على الأهالي الذين حاصروا مدرسة الروضة, وانتشر رجال من الشرطة العسكرية في شارع "الرومي" الواصل إلى نفق القلوعة وفتحت النار عشوائياً وطاردت محتجين في تقاطع الشارع مع شارعي الزيتون والصافي.
ولقي شخص يدعى "سالم بن جبر" مصرعه برصاص الشرطة العسكرية, وأصيب ثلاثة آخرون على الأقل هم منير محمد سعيد, وغسان القملي, وأحمد شيخ.
وفي كريتر قال شهود عيان ل"عدن الغد" أن مسناً يدعى "صالح متاش" قتل برصاصة مباشرة في الرأس في حي الميدان حيث وقعت مصادمات وأصيب عدد مجهول.
ولقي رابع مصرعه في مديرية التواهي ويدعى "الخضر جعبل" بعد تصدي قوات الجيش اليمني لتظاهرة مناوئة للإنتخابات الرئاسية.
وكان طفل ويدعى "أنور محمد علي قد لقي مصرعه صباح اليوم برصاص قوات الجيش بمديرية دار سعد ليصل بذلك عدد الشهداء إلى أربعة شهداء وما لا يقل عن 17 جريح.
وبخصوص اخر تطورات عمليات الاقتحام التي تعرضت لها مقار إنتخابية بعدن قال مراسل "عدن الغد"في البريقة ان مراكز الاقتراع بالمديرية بينها مراكز انتخابية بحي صلاح الدين تم اقتحامها ومصادرة صناديق الإقتراع .
وفي خورمكسر قال عاملون باللجان الانتخابية أن أعضاء اللجان بالمركز الانتخابي ((أ)) و ((ب)) بالدائرة 22 تم إغلاقه بعد هروب العاملين فيه.
ويقع المركز(( أ))بثانوية الشهيد عبدالباري بحي اكتوبر فيما يقع المركز ((ب)) بالمعهد التجاري امام مسجدالخير. وتقام انتخابات الرئاسة وفق مبادرة رعتها خمس دول خليجية ودعمتها الأممالمتحدة ومجلس الأمن, ورفضها الحراك السلمي في الجنوب والحوثيون في أقصى شمال اليمن والثوار المستقلون في مدن الشمال, في حين قبل بها نشطاء وأنصار تكتل اللقاء المشترك الذي حصل على نصف حقائب حكومة الوفاق بمقابل حزب المؤتمر الشعبي العام.
ووفرت المبادرة حصانة للرئيس علي عبد الله صالح الذي تنتهي ولايته اليوم وفق المبادرة, خلافاً لما كانت تطالب به ثورة التغيير من محاكمة, في حين احتفظ المؤتمر الشعبي العام بتنظيمه الحزبي خلافاً لدعوات الاجتثاث, كما حافظ رموز النظام السابق على مواقعهم بعد تقاسم السلطة مع المشترك.