نجح مرسيليا الفرنسي وبال السويسري في حسم الفصل الأول من مواجهتهما مع العملاقين انتر ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ الألماني بالفوز عليهما بنتيجة واحدة 1-صفر وبهدفين قاتلين اليوم الأربعاء في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. على ملعب "فيلودروم"، اعتقد الجميع أن انتر ميلان، بطل 1963 و1964 و2010، تنفس بعض الصعداء وتناسى خيبة النتائج التي حققها مؤخرا على الصعيد المحلي (4 هزائم وتعادل في مبارياته الخمس الأخيرة في الدوري إضافة إلى تنازله عن لقب الكأس بخسارته أمام نابولي)، لكن الغاني اندريه ايوو كان له كلمته في الوقت بدل الضائع من اللقاء عندما خطف الفوز لمرسيليا في إحدى الفرص النادرة لبطل 1993 في هذا اللقاء. وسيكون باب التأهل مفتوحا على كافة الاحتمالات في لقاء الإياب الذي سيقام في ملعب "جوزيبي مياتزا" في 13 الشهر المقبل. وفي حال نجح انتر في الاستفادة من عامل الأرض والجمهور لكي يتأهل إلى ربع النهائي، سيتمكن مدربه كلاوديو رانييري من تحقيق ثأره من مدرب مرسيليا ديدييه ديشان الذي كان تسبب بإقالته من منصبه في تشلسي الانكليزي قبل 8 أعوام عندما قاد فريقه السابق موناكو للفوز على الفريق اللندني في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2003-2004 (5-3 بمجموع المباراتين) قبل أن يخسر في النهائي أمام بورتو البرتغالي. وهذه المواجهة الثانية بين انتر ومرسيليا بعد تلك التي جمعتهما عام 2004 في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي حين فاز الفريق الفرنسي ذهابا وإيابا بنتيجة 1-صفر، ملحقا به هزيمته الوحيدة أمام الفرق الفرنسية في الأدوار الإقصائية من مباراتين. لكن شيئا لم يحسم بالنسبة لهذه المواجهة وما زالت الفرصة قائمة للفريقين مع أفضلية لمرسيليا الذي يقدم أداء جيدا على الصعيد المحلي إذ تمكن من شق طريقه إلى المراكز الخمسة الأولى بعد بدايته الصعبة جدا وهو لم يذق طعم الهزيمة منذ 23 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي كما أنه يقاتل على أربع جبهات، حيث بلغ نهائي كأس رابطة الأندية المحترفة المحلية وما زال في مسابقة الكأس المحلية أيضا. وبدأ رانييري اللقاء بإبقاء الأرجنتيني دييغو ميليتو وجامباولو باتزيني على مقاعد الاحتياطي، فيما أشرك الأوروغوياني دييغو فورلان أساسيا في خط المقدمة بمساندة من الأرجنتيني الأخر ماورو زاراتي والهولندي ويسلي سنايدر والصربي ديان ستانكوفيتش، فيما تولى الأرجنتينيان الآخران القائد خافيير زانيتي واستيبان كامبياسو المهام الدفاعية في وسط الملعب. وفي الجهة المقابلة، كان المهاجم الدولي لويك ريمي الغائب الأكبر عن الفريق الفرنسي بسبب الإصابة، فيما جلس أندري بيار جينياك على مقاعد الاحتياط فلعب البرازيلي برانداو وحيدا في خط المقدمة بمساندة من الغاني أندري ايوو. وجاء الشوط الأول رتيبا ولم يشهد سوى فرصة واحدة حقيقية لانتر في الدقيقة 11 عندما لعب كامبياسو كرة عرضية إلى داخل المنطقة تلقفها فورلان "طائرة" لكن الحارس ستيف مانداندا تألق وأنقذ فريقه، وأخرى لزاراتي أقل خطورة عندما وصلته الكرة من كامبياسو أيضا لكنه سددها خفيفة فلم يجد الحارس صعوبة في التعامل معها (37). وتحسن أداء مرسيليا في بداية الشوط الثاني حيث كان الأفضل دون أن يهدد مرمى انتر الذي لجأ الى تبديلين بإدخال الياباني يوتو ناغاموتو بدلا من الظهير البرازيلي دوغلاس مايكون (46) ثم النيجيري أوبي شوكووما بدلا من زاراتي الذي لم يقدم شيئا يذكر (64)، فيما أدخل ديشان الغاني جوردان ايوو بدلا من برانداو (73)، لكن الوضع لم يتغير بالنسبة للفريقين حيث عجز أي منهما عن اختبار حارسي المرمى بشكل حقيقي وكانت الفرصة الوحيدة في النصف الثاني من اللقاء لانترإثر ركلة حرة نفذها سنايدر وحاول ستانكوفيتش أن يحولها داخل الشباك لكن الكرة وصلت مباشرة الى مانداندا (74). ورد مرسيليا بأفضل فرصة له في اللقاء برأسية من أندري ايوو بعد عرضية من مورغان امالفيتانو، لكن الكرة كانت خارج الخشبات الثلاث (78)، قبل أن يتمكن اللاعب ذاته من خطف هدف الفوز في الوقت بدل الضائع بكرة رأسية بعد عرضية من ماتيو فالبوينا (90 3). وعلى ملعب "ساينت جايكوب بارك"، يبدو أن بال مصمم على أن يكون "الحصان الأسود" في نسخة هذا الموسم بعدما نجح في حسم الفصل الأول من مواجهته مع ضيفه بايرن ميونيخ بهدف قاتل أيضا سجله فالنتين ستوكر في الدقيقة 86. ولقي بايرن ميونيخ نفس مصير مانشستر يونايتد الانكليزي وقد يلحق به بعد هذه الهزيمة في حال فشله في التعويض إيابا على ملعبه في ميونيخ في 13 آذار/مارس المقبل. وكان بال صعد إلى ثمن النهائي على حساب مانشستر يونايتد بفوزه عليه 2-1 على الملعب ذاته في الجولة السادسة الأخيرة من دور المجموعات في دوري الأبطال. وكاد الفرنسي فرانك ريبيري يفتتح التسجيل للضيوف من انفراد تام وتسديد بارتياح في الزاوية اليمنى القريبة من الحارس يان سومر الذي تمكن من إبعادها. وضاعت 3 فرص متتالية على بال: الأولى عبر ماركو ستريلر أبعدها الدفاع إلى ركنية (15)، والثانية من رأسية النمساوي الكسندر دراغوفيتش أبعدها الحارس مانويل نوير لترتد من القائم الأيسر ثم شتتها أحد المدافعين من على خط المرمى (16)، والثالثة حين ارتدت كرة الكسندر فراي من العارضة التي نابت عن الحارس مانويل نوير (19). وامتص بايرن ميونيخ فورة صاحب الأرض بعد أن رمم الثغرات الدفاعية التي برزت بوضوح في ثلث الساعة الأولى، واستعاد السيطرة تدريجيا، وأرسل الهولندي آريين روبن كرة موزونة عند خط المنطقة إلى النمساوي دافيد الابا الذي أخذ مكان صانع الألعاب باستيان شفاينشتايغر الغائب لمدة طويلة بداعي الإصابة، سددها بقوة وتركيز سيطر عليها سومر (29). وتبادل الفريقان الهجمات مع أفضلية واضحة للفريق البافاري، وأضاعا فرصا غنية للتسجيل، وأطلق ريبيري قذيفة أبعدها حارس بال بصعوبة إلى ركنية (35)، وهرب ماريو غوميز من أكثر من مدافع حتى انكشف المرمى أمامه وسدد بقوة لكن بين يدي سومر الذي روض الكرة على دفعتين (42). وفي الشوط الثاني، سنحت لكل فريق فرصة مبكرة في الدقائق الأولى دون أن يستغلها أي منهما، وثانية لبال عبر فابيان فرأي الشقيق الأصغر لالكسندر قبل أن تحول الكرة إلى ركنية (52)، وسدد طوني كروس كرة مباغتة انحرفت عن القائم الأيمن لمرمى بال (56)، وتسديدة أخرى من الابا في نفس المكان (61). وحصل روبن على ركلة حرة عند خط المنطقة قام بها لاعبو بايرن بثلاث محاولات متتالية آخرها لغوميز بتسديدة خلفية سيطر عليها سومر (64)، ونجح الأخير في إبعاد كرة خطرة لقائد الفريق البافاري فيليب لام إلى ركنية (67)، وأهدر غوميز فرصة هدف محقق بانفراد من الجهة اليمنى وتسديدة في جسم سومر (72). وأصيب دفاع بايرن ميونيخ بارتباك وحامت الكرة في منطقته مع خطورة قطعها المدافع جيروم بواتينغ (80)، وكسر ستوكر بديل فابيان فراي التعادل إثر تمريرة متقنة من الكاميروني جاك سوا بعد 3 دقائق من نزوله بديلا لتشيردان شاكيري أنهاه في الشباك من بين قدمي نوير (86).