كثيرة هي القيم الجنوبية النبيلة التي دمرتها الوحدة المعمدة بالدم وسوف أحاول من بين هذه الاسطر جاهدا وضع القاري والمتابع الجنوبي الكريم أمام مرحلتين من التاريخ مختلفتان تماما هما واقعنا الراقي في ظل الدولة الجنوبية السابقة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) وواقع الحال المزري الذي يعيشه الجنوب اليوم. والحديث في خاطرة اليوم بعنوان حب الوطن. كان الوطن بالنسبة للمواطن الجنوبي عنوانا مقدسا, حبه يملى فوأد كل مواطن وينبض قلب المواطن الجنوبي بشعارات الوطنية طالما استمرت نبضات دقات قلبه في الحركة, يبقى حب الوطن ما بقيت حياته, بل أنه يقدم حياته رخصيه في سبيل الدفاع عن وطنه.
كرامة الوطن وعزته وشموخه مقدمة فوق كل اعتبار, المسئولية الوطنية مسئولية الجميع والحرص والدفاع عن الوطن في أعناق فئات مواطنيه ككل,لا أحد يعلو في الوطنية على غيره, وليس هناك رئيس أو شيخ مبجل له حق وطني أكثر من مواطن عادي, الكل سواسية في الحقوق والواجبات,شعار تعلمه التلاميذ في المدارس وطبق ملموسا على أثر الواقع الجنوبي على مختلف فئاته ومكوناته الاجتماعية,الفلاح الكادح والمسئول الكبير سواء في الوطنية,لا يتعالى الشخص المسئول عن غيره بالحب للوطن لأن الوطن ملك للجميع وليس ملك مسئول معين ,وللجميع الحق في العيش بحياة كريمة في وطن ساده الأمن والأمان على مر المراحل والأزمان.
عشق المواطن الجنوبي وطنه, وتغزل باسمه, صارت كل أشعاره وأغانيه وأناشيده وطنيه تعكس الروح المعنوية العالية التي أمتلكها المواطن الجنوبي الشريف تجاه وطنه, وغرست بذور حب الوطن في النفوس الجنوبية المطمئنة.
اليوم انتقلت الى مجتمعنا الجنوبي ثقافة سامة مسمومة, قتلت شعور الوطنية عند الكثيرين إلا من رحم ربي, هي الثقافة القادمة برياح شمالية,قتلت فينا كل ما هو جميل ومحمود تجاه الوطن وجعلت الحديث عن حب الوطن هو أخر ما يتحدث به المواطن,لو كان له حديث أصلا يخص الوطن, ليس هناك وطن يستحق التضحية حسب ثقافة الغزو السامة ,تدارست هذه الثقافة أجيال الحاضر ونقلت عدوى رائحتها الكريهة لأجيال المستقبل حتى ضاع معنى الإخلاص للوطن وبقي الحديث عنه جزاء من الماضي.
هكذا أصبح وطني الجنوب مجروحا بفعل عمل العابثين الذي عبثوا بهويته وسيادته وافقدوه مواطنيه ذوق وطعم ومعنى الحب للوطن, لكنه حتما سيعود بصورته البهيجة عندما تعلم الاجيال القادمة قيمة الوطن وعندما يدركوا ان عزٌتهم وكرامتهم هي في استعادة وطنهم ودولتهم الجنوبية الكاملة السيادة والغير منقوصة على تراب الوطن الجنوبي برمته ويومها يكون فيه استعادة الوطن حياة كريمة للأجيال القادمة, ويعود الحب والعشق الخالص للوطن كما كان حب أبديا.