اعتذر عن إيراد هذه القصة مقدماً لجميع القراء ولكن كان لابد لي من سردها استدلالاً لما أود ان أقوله في ثنايا مقالي هذا. بطل قصتنا مراسل قناة mbc حسن زيتوني عندما قام بتغطية حرب عام 94م في الجنوب . إجراء لقاء مع شخص كبير في السن في محافظة أبين ذاق الأمرين نتيجة هذه الحرب وكان ساخط على الوضع بشكل عام بحيث كانت إجاباته تعبر عن حالته تلك. وكان مما قاله ذلك الشخص بعد ان سرد معاناته وسخطه قال (والان نحن في جحر الحمار) حسن زيتوني سأل الشايب وين نحن ياحاج فقال له نحن في جحر الحمار. أكمل حسن زيتوني رسالته التلفزيونية وكعادة المراسلين يذكرون مكان اللقاء فقال : معكم حسن زيتوني من جحر الحمار . اليمن. هل اخطأ حسن زيتوني بهذا الوصف أم انه كان وصف دقيق نعيش على مافيه من .....ومن . من يستطيع ان يسبر غور وضعنا المأساوي هذا. وهل فعلا نستشعر غرابة مايحدث الان ونجد الوصف الدقيق له أم ان الوضع فضفاض بحيث لاتظهر للعيان تفاصيله.(جحر حمار). تتم تصفية الجنوبيين كل يوم وكأن الأمر لايعنينا إطلاقا ونحن الذين كنا نخرج لموت الرئيس فلان أو علان ونعلن الحداد العام حتى على موت ماو تسي تونج ولو صورياً. يقتلونهم في منازلهم ،،، ويقتلونهم في الشوارع والحارات،،،،ويقتلونهم في دماج....ويقتلونهم في غيل باوزير والشحر وشبوة وابين وعدن ولحج والضالع والمهرة. يقتلونهم بالجهل ويقتلونهم بالأمراض التي لانعرف لها سبب حتى الان .. يقتلونهم بتدني المستوى التعليمي... يقتلونهم بانقطاع الكهرباء والماء . يقتلونهم بألف وسيلة ووسيلة ونحن لانحرك ساكناً ... انا لا أتكلم عن الحراكيين فقط ولكني أتكلم عن أبناء الجنوب بشكل عام أينما كانوا وعلى اختلاف توجهاتهم السياسية.... هل وصل بنا التخاذل إلى هذه الدرجة المخزية ؟ آلا نعرف من يقتلنا كل يوم ؟ ان من سيئات حراكنا انه سلمي حتى إذا أهانوا كرامتنا ونهبوا أموالنا نعلن بالصوت العالي حراكنا سلمي وقد طبقوا الحديث الشريف في غير مجاله (إذا شتمك احدهم وانته صائم فقل اللهم إني صائم ،،. ان من الأخطاء التي وقعنا فيها منذ البداية اعتقادنا بأن المحتل سوف يغادر الجنوب بالطرق السلمية من مظاهرات واعتصامات وعصيان مدني وانتم الذين دافعتم عن الجنوب في عام 1994م وانتم قلة حينها وكان شعب الجنوب حينها لم ينتشي بعد من سكرة الوحلة. بعد تلك المعركة الخاسرة تأتون الان من جديد والشعب كان على أهبة الاستعداد لمحاربة المحتل بكل مايملك من قوة وعزيمة وتقولون حراكنا سلمي .هل فعلاً تريدون تحرير الجنوب ؟؟؟ نعم لقد خذلتونا اكثر من مرة وادخلتونا في جحر الحمار مرات ومرات... كان من نتيجة هذا التخاذل ان زاد المحتل عنجهيته وبطشه ونحن الذين نعرفهم حق المعرفة أنهم لو سمعوا العاب نارية (طماش) يلعب بها الأطفال ارتجفوا من الخوف والهلع. لكن في صمتنا الرهيب يضغطون علينا اكثر فأكثر ويدخلونا في جحر الحمار حتى لم نعد نسمع أو نرى شيئاً. ان من يطرق الحديد وهو بارد فأنه لن يؤثر فيه كثيرا ولكن اطرق الحديد وهو ساخن وسترى النتيجة في الحال. جحر الحمار لم يعد يتسع لنا فقد كبرنا كثيراً ولم نعد نبالي أيها المحتلون لأرصفة عقولنا وحان وقت الاتكاء على تاريخ رسمه لنا أجدادنا منذ مئات السنين في صراع أزلي منذ القدم اما نكون أو لا نكون ...هذه هي خلاصة فكرهم وضبابية رؤيتنا .