كتب/ عبدالله عنبر ودعت مودية بكل فئاتها الاجتماعية المختلفة في الرابع من ديسمبر الحالي احد شعراؤها الجواد وأعيانها الخيرين إلى مثواه الأخير وهو الشاعر احمد عبدالله الشيبه " معمى " عن عمر ناهز الثمانين عاماً .
وينتمي شاعرنا إلى أسرة آل الشيبه احد الأسر العريقة بمودية محافظة أبين وبالرغم أن الوقت كان ضيقا في تشييع جنازته التي لم تصل إلى مودية إلا بعد صلاة العشاء إلا أن الجمهور الذي شارك في تشييع جنازته كان جمهوراً كبيراً جاءوا من كافة مديرية مودية ومن المديريات المجاورة بما فيهم زملاءه الشعراء وهذا كدليل وصوره حيه للصفات الأخلاقية الحميدة التي اتصف بها بها فقيدنا الشاعر احمد عبدالله الشيبه الملقب " معمى " كشاعر مبدع واحد الرموز الخيرة في المنطقة .
وبالرغم أن فقيدنا وشاعرنا احمد عبدالله الشيبه " معمى " قد فقد نظره البصري في طفولته المبكرة إلا انه برز منذ شبابه حتى وفاته كشاعر مبدع وفي مرتبة (( فحول الشعر الشعبي في أبين )) إضافة إلى ذالك فقد منحه عقلاً كبيراً رازحاً في مشاركة الناس في حلول القضايا الاجتماعية المختلفة كما كان في الخمسينات والستينات من القرن العشرين يعمل (( محامياً )) في محاكم الدولة ودفاعاً عن قضايا المواطنين الذين يمنحوه الوكالة في متابعة قضاياهم مع غرماؤهم في محاكم الدولة .
فهذا هو شاعرنا وفقيدنا احمد عبدالله الشيبه الملقب (( معمى )) رحل عنا والحاضر بين صفوفنا الحاضر بإشعاره الرائدة كما نذكر منها في مواجهة الاستعمار البريطاني على امتداد ثورة 14 أكتوبر المجيدة .
والحاضر بين صفوفنا بإشعاره الاجتماعية الأخرى في مجال النقد والحكمة والمكاشفة كطريق حساس في تاريخ الأدب العربي العام ، وتأتي المكابرة والتحدي كطريق فريد سلكه الشاعر احمد عبدالله الشيبة على مستوى شعراء أبين حيث التقى مجموعة شعراء في أمسية زواج في قرية (( مران آل حاتم )) عام 1972م فتقدمهم وقال أول بيت في السهرة لي وكامتحان لكم وقال :- أنا عندي ثلث وعند بن مكرش ثلث ...... وانتوا ثلث لازم نسريها على للثلاث .
وبعد سماع الشعراء الشعبيين المشاركين مع الشيبه في تلك ألامسيه لهذا النص القاسي في قافيته قام البعض منهم بالمحاولة بالرد على ذالك النص وبقافيته ولكنهم فشلوا بالرقم أن الشعراء المشاركين مع الشيبه في تلك الأمسية من أجود شعراء المنطقة وشعراء كبار جاءوا من العواذل .
هذه كرؤوس أقلام تحدثنا فيها عن حياة الشاعر احمد عبدالله الشيبه الملقب (( معمى )) كشاعر مبدع وصاحب العقل الجبار بالرغم أنه (( أعمى )) غاب عنا ورحل حيث يرحل الخالدون .
ختاماً نتقدم بتعازينا الحارة إلى أسرته وأولاده وبالأخص منهم ولده (( عبدالله )) وإلى كافة بيت آل (( الشيبه )) وفي مقدمتهم الشيخ عبد القادر ابوبكر الشيبه وأن يتغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون .