عقب قرار فصلهم من قبل مكونهم الجنوبي، هل يظل مؤتمر الحوار الوطني في صنعاء متمسكا بالجنوبيين المنشقين او (المخلوعين) عن فريق محمد علي احمد وكيف ينظر الشارع الجنوبي لهم. ولتسليط الضوء اكثر على هذا الموضوع اجرت (عدن الغد) استطلاعا ميدانيا تجولت خلاله في بعض مديريات محافظة عدن والتقت بعدد من النشطاء والمهتمين، وطرحت عليهم السؤال التالي “كيف تنظرون الى انشقاق بعض اعضاء فريق القضية الجنوبية عن رئيسهم محمد على احمد؟ وما موقفك منهم؟ وهل ترى انهم قادرون على حمل ملف القضية الجنوبية؟”.. رصدت عبرها بعضا من ردود افعال الشارع الجنوبي ومواقفه وخرجت بالحصيلة التالية:
استطلاع / عبدالله قردع الكازمي: قوى نافذة تستنسخ المكون
كانت البداية مع الدكتور مبارك ابوبكر الحمصي استاذ التسويق الدولي بكلية الاقتصاد جامعة عدن الذي قال “لقد استطاع مجموع المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني تحت مسمى الحراك الجنوبي كممثلين لعدة مكونات اهمها وابرزها مؤتمر شعب الجنوب بقيادة المناضل الجنوبي البطل محمد علي احمد.. استطاعوا بوحدة الموقف ووضوح الرؤية اقناع الاطراف السياسية الشمالية بعدالة ومشروعية القضية الجنوبية باعتبارها قضية سياسية عادلة بامتياز مما اكسبها اعتراف وتعاطف المجتمع الاقليمي والدولي ولكن وحتى لا يتحقق النجاح عملت القوى السياسية التي لا يروق لها ان يتحقق حل عادل للقضية الجنوبية كما حددته رؤية فريق القضية الجنوبية الذي يقوده القيادي المحنك محمد علي احمد عملت هذه القوى على استنساخ عناصر بديلة منشقة (تتماهى) مع سياساتها في افراغ الرؤية من محتواها في الحلول والضمانات العادلة والملبية لتطلعات شعب الجنوب وتمرير ما يتوافق واستمرار الظلم والهيمنة على شعب الجنوب، وللأسف بمشاركة نفر من ابنائه (المنشقين عن فريق محمد علي)، هذا الامر هو ما دعا الغالبية من ممثلي الحراك الى الانسحاب حتى لا يتحملوا وزر (التوقيع) على استمرار ظلم اهلهم وحتى لا يتحملوا المسؤولية التاريخية لهذا الدور الذي يتعارض مع المصلحة الحقيقية لشعب الجنوب”. انشقاق لايعنينا من جهتها قالت الناشطة زهراء صالح عبدالله: “في البدء ارحب بعودة المناضل بل (قائد الجنوب) محمد علي احمد واصطفافه الى جانب اخوانه داخل الجنوب المحتل وهذا ليس غريبا عليه لقد انضم الى اخوانه ابناء الجنوب في الدفاع عن الجنوب ابان حرب صيف 1994م، اما بالنسبة لانشقاق الاخوة وبقائهم في صنعاء فهذا لا يعنينا ولا يعنينا حوار المحتل والذي دخلوه فهم لا يمثلون إلا انفسهم اما بالنسبة لتحملهم المسؤولية فهم لا يستطيعون ولا هم جديرون بذلك لان الشعب في الجنوب اقوى من هدفهم”. لايوجد مبرر من جهته قال الشيخ حكيم الحسني نائب رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية “انا لا اجد لهم مبررا وايضا لا اجد مبررا لذهابهم اصلا الى حضن النظام والتخلي عن اخوانهم الجنوبيين الذين يحملون مشروع الدولة الجنوبية”.. وأضاف “ارى انهم مخطئون خطأ فادحا بل هو خطأ تاريخي سوف يندمون عليه في المستقبل ولذلك ارى انه لابد من اسداء النصيحة لهم وتوضيح خطورة ما هم عليه في هذه اللحظة التاريخية كما ارى انهم غير قادرين على حمل ملف القضية الجنوبية لان ملف القضية الجنوبية يحتاج الى توافق جنوبي واصطفاف جنوبي وهذا غير موجود في هذا الفريق المنشق”. اختراق وتشتيت من جهته قال الناشط محمد السدح الشمعي “انا رافض لذهابهم الى صنعاء من اصله واقول ان هذا الانشقاق حصل نتيجة قيام نظام صنعاء باختراق وتشتيت فريق القضية الجنوبية”.. واضاف “بصراحة لقد تابعنا تحركات القيادي محمد علي احمد و استبشرنا خيرا بمواقفه الاخيرة ورأينا فيها صلابة وكان فريقه قويا متماسكا في بداية الامر ولكن الاخوان في صنعاء شعروا بالخطورة وفعلوا فعلتهم المعتادة فهم لا يريدون غير رأيهم وكان للرئيس هادي أيضا دور سلبي وارى ان جهود الرئيس هادي تسير في الاتجاه الخاطئ وكان الاجدر به التزام الحياد على اقل تقدير”.. واضاف “ارى ان الاخوة المنشقين اصبحوا منبوذين ولا توجد لهم اي قاعدة شعبية واصبح وجودهم في صنعاء نشازا كما انهم غير جديرين وغير قادرين على حمل ملف القضية الجنوبية وانصحهم بالانسحاب والرجوع الى جانب اخوانهم في ساحات الشرف قبل ان يفوتهم القطار، ونؤكد بان القضية الجنوبية لن تحقق اهدافها الا عبر النضال السلمي الحضاري وبالمليونيات الهادرة في الساحات”. خروج عن الادبيات الناشط ناصر سعيد عوض قال “ارى ان انشقاق الاخوة عن فريق القيادي محمد علي احمد يتنافى مع الاخلاق والقيم وهو خروج عن ادبيات مؤتمر شعب الجنوب وبادرة خطيرة لا تبشر بخير”.. وأضاف “لقد قام المناضل محمد علي احمد باستقطابهم وكانوا محل ثقته ولكنهم رضخوا امام الترغيب والترهيب وباشروا بالانقلاب عليه وهو رئيسهم فلا نرجو منهم خيرا واعتقد ان هذا يندرج في سياق الافلاس السياسي الممارس من قبل نظام صنعاء تجاه الجنوبيين حيث ذهبوا من عدن وهم فريق واحد وبمجرد وصولهم الى صنعاء اصبحوا فريقين فالمسألة واضحة”.. وتابع “لقد قام المناضل محمد علي احمد بما يتوجب عليه القيام به ويستحق منا الثناء والتقدير واسجل هنا موقفي واقول بان اولئك المنشقين لا يمثلون حتى انفسهم في حوار صنعاء فلا توجد لديهم اي شرعية يستندون اليها ولا قاعدة شعبية يستمدون قوتهم منها، واحبذ عودتهم الى الجنوب قبل فوات الاوان.. القضية الجنوبية قضية وطن ولاتزال في الميدان والميدان هو الحكم وهو يختار من هو جدير بحملها”. تاثير الاغراءات وقال الناشط سالم علي فرج “ارى ان أولئك المنشقين قابعون في صنعاء تحت تأثير الإغراءات ولا تربطهم اي صلة بقضية شعب الجنوب يصطادون بسنارات بالية سقطت شرعيتهم تماما عقب خلعهم من قبل مكونهم الجنوبي في عدن وارى انهم اشبه ب(نسخة بدل فاقد مزورة) تم استصدارها من باب اليمن لتمرير المخرجات على شعب الجنوب”.. واضاف “اما بالنسبة للقضية الجنوبية فهي ليست سلعة ولا تقبل القسمة على اثنين ولا يحملها إلا من فوضه شعب الجنوب”.
بعين الشفقة الناشط ناصر عاطف قال “ننظر الى الاخوة المنشقين بعين الشفقة وارى انهم يستهلكون رصيدهم النضالي ولكن يبقى الامل معقودا في ان يعودوا الى رشدهم ويلحقون بالقافلة قبل فوات الاوان”.. واضاف “موقفي استمده من قضية شعب الجنوب استمده من ضجيج الملايين بالساحات الجنوبية المخولة حصريا بحمل القضية الجنوبية”. ختاما، بعد قرار فصلهم من قبل مكونهم مؤتمر شعب الجنوب هل سيظل مؤتمر الحوار اليمني في صنعاء متمسكا بأولئك المنشقين عقب فقدانهم الشرعية من مكونهم ومن الشارع الجنوبي؟!.