لا يزال دور الجنوبيين في الخارج أقل من المطلوب .. الجنوبيون في الداخل وعلى الأرض يقدمون أرواحهم ودمائهم في سبيل قضيتنا جميعاً .. والجنوبيون في الخارج ليس مطلوباً منهم إلا دعم صمود جنوبي الداخل عبر ثلاث وسائل لا أكثر وهي كالتالي .. 1) الدعم المالي لأسر الشهداء وللجرحى وللمشردين والمطاردين والمعتقلين وكذلك للمتضررين وللمحتاجين أشد الحاجة إلى العون ..
2) الدعم الإعلامي وذلك عن طريق إيصال صوت الداخل وما يجري فيه إلى وسائل الإعلام بكل الوسائل .
3) الدعم السياسي وذلك عن طريق إيصال القضية وشرح أبعادها وتوضيح مطالب شعب الجنوب إلى كل المنظمات الدولية وبكل الوسائل .
وبعض الجنوبيين في الخارج للأسف الشديد تغاضوا عن دورهم الأصل وراحوا يعقدون اللقاءات والاجتماعات ويبرزون أنفسهم ليحجزوا من الآن مقاعدهم في الدولة القادمة ! .. وعندما تسمع البعض منهم تراه وهو يزأر كالأسود في الاجتماعات وأمام الكاميرات ولكنك إذا طلبت منه أقل القليل لدعم علاج جريح تجده يصمت صمت القبور ! .. والبعض منهم تراه يتنقّل من صفحة إلى صفحة في المواقع الالكترونية ومن موقع إلى موقع ويكتب المواعظ لمناضلي الداخل ويرسل لهم التوجيهات وكأنه خالد بن الوليد قام من قبره ولكنك إذا طلبت منه المشاركة في عمل لصالح القضية يقوم بإخراج كل أعذار العالم من جيبه لكي لا يشارك ! .
الأمثلة كثيرة ومتنوعة الصور .. لهذا أنصح ومن باب الحرص الأخوة في الخارج وهذه النصيحة كررتها في أكثر من لقاء ولا فائدة رأيتها إلا لدى القلّة .. أفهموا أهمية دوركم في الخارج وقوموا به ولو بالقليل من مالكم وجهدكم .. وأقول لأهلنا في الداخل واصلوا نضالكم ولا ترموا بكل اعتمادكم على أخوانكم في الخارج بل أنتم أصحاب الدور الأهم وأنتم في الأول والأخير ..
على سبيل المثال .. نحن بحاجة إلى ثلاثة أشخاص يسيّرون عمل الجنوبيين ونشاطاتهم في أي بلد من بلدان الاغتراب.. أحدهم يشرف على صندوق نتبرع إلى داخله والثاني يدير النشاط الإعلامي وله مجموعة مساعدين لا يزيدون عن أربعة هو خامسهم والثالث لابد أن يكون حقوقي ويساعده اثنان من الحقوقيين من اجل التواصل مع المنظمات الأهلية والحكومية والدولية في بلد الاغتراب أو غيره .. إذا أبعدنا الذاتية والانتهازية وحب الزعامة والمناطقية بدرجة أساسية فنحن سوف ننجز شيئاً كبيراً .. لكن نرى العكس .. تشكيلات كبيرة من أشخاص كثيرين ويتسابق إلى القيادة فيها محبو الزعامة وعديد من اللجان والهيئات وفروع المدن وفي الأخير المحصلّة قليلة بسبب تشرذم الجهود والإتكالية والمناطقية والحزبية و"حبتي وإلا الديك" .. ولهذا دائماً نجد أنفسنا في متاهة ...