كشف سياسي يمني بارز عن الاسباب الحقيقية وراء رفض القوى والتيارات الدينية والسياسية في صنعاء لوثيقة حل القضية الجنوبية والمقدمة من السيد جمال بنعمر المبعوث الدولي الى اليمن .. موضحاً ان الصراع هو من اجل الحفاظ على (مصالح اولاد الشيخ عبدالله الاحمر) في الجنوب .. مشيراً الى ان صراع من اجل مشروع (أقلمة) الجنوب, ليضمنوا استمرار السيولة المالية من حقول وأبار النفط والغاز, والتي قد تتوقف اذا ما أصبح الجنوب اقليماً واحداً, فتقسيم الجنوب ونقل الصراع الى داخله سيمكنهم من المناورة أكثر". وقال السياسي اليمني وممثل انصار الله الحوثيين في مؤتمر حوار صنعاء السيد علي البخيتي " ان وزير داخلية اليمن اللواء محمد قحطان أطلق صفارة البداية للمعركة في اجتماع هيئة رئاسة مؤتمر الحوار عندما أقسم أن ياسين وافق على مشروع تعدد الأقاليم, ثم بدأت الندوات والحملات التي تهاجم الحزب وياسين شخصياً على اعتبار أنهم يسعون لتقسيم اليمن, أو بمعنى أصح " انفصاليون", هنا بدأوا في اجترار معركة 94م , وبنفس الأدوات والأساليب, وخرجت هيئة علماء اليمن – هيئة الزنداني - ببيان تُهاجم وثيقة حل القضية الجنوبية دون أن نعرف ماهية اعتراضاتها تحديداً, وهجومها يصب – بطريقة غير مباشرة - في خانة " إما الستة أقاليم وإما فقد كفرتم ".
وقال في مقال نشرته صحيفة (الأولى) اليمنية " انهم " يعجزون عن الرد عليه في ميدان السياسة وساحة المشاريع, فينقلون المعركة الى منابر الجمعة وساحة الفتاوى, ذلك حال تنظيم إخوان اليمن " حزب الإصلاح "في معركتهم مع الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور ياسين سعيد نعمان بالتحديد".
واشار البخيتي الي انه و " منذ فتاوى الزنداني الشهيرة ضد الحزب في بداية التسعينات, مروراً بفتواه في حرب 94م, وفتوى الديلمي التي أباح فيها قتل كل شيء في الجنوب, بما فيهم الأطفال والنساء والمستضعفين – بحسب نص الفتوى الشهيرة -, بحجة تترس الجيش الجنوبي بهم, معتبراً أن قتلهم مفسدة صغرى اذا ما قورنت بالمفسدة الكبرى وهي هزيمة قوات حلفاء غزوة 94م التي تحاصر عدن وقتها, منذ ذلك التاريخ لم نسمع من اخوان اليمن اي اعتذار لأبناء الجنوب أو تراجع عن تلك الفتاوى, أو أي نقد لمن أصدرها أو على الأقل اجراءات عقابية ضده داخل الحزب تقلل من تأثيره على الجماهير".
وقال " أرى اليوم المشهد المحيط بظروف اغتيال الشهيد جار الله عمر يرتسم أمامي, فإخوان اليمن (الإصلاح) يقيمون الكثير من الندوات والمحاضرات وجلها موجه ضد الحزب الاشتراكي بسبب مواقفه الأخيرة في الحوار الوطني, وبالأخص رفضه وبقوة تقسيم الجنوب الى اقليمين, ويوجهون جل اتهاماتهم تجاه شخص الدكتور ياسين سعيد نعمان, مستخدمين التدليس والكذب والافتراء"...
واضاف " لم يتمكنوا من التقدم بمشروع واضح لخيار الستة أقاليم, ليعرف الجميع مبررات ذلك الخيار وما هي الأرضية التي يقف عليها, لنتمكن جميعاً من مقارنته بخيار الحزب (الاقليمين) الواضح المعالم والمستند الى التاريخ والواقع على الأرض, والنابع من فهم عميق ومدروس للقضية الجنوبية"... موضحاً " لذلك أطلقوا العنان لجناح الفتوى والتشهير في الحزب ليبدأ عمله من جديد بعد ركود خلال سنوات من عمر (المشترك) , يعتبر الإخوان أنهم في مفترق طرق وأن مصالحهم أو بالأصح (مصالح عيال الشيخ ) أولى بالحماية من مصلحة بقاء المشترك, وأن الحامي لتلك المصالح هو مشروع (أقلمة) الجنوب, ليضمنوا استمرار السيولة المالية من حقول وأبار النفط والغاز, والتي قد تتوقف اذا ما أصبح الجنوب اقليماً واحداً, فتقسيم الجنوب ونقل الصراع الى داخله سيمكنهم من المناورة أكثر".
وقال علي البخيتي " أن حزب الإصلاح لم يكتفي بذلك, لأنه لم يستثير حماس المتطرفين, فلجأ عارف الصبري الى اختلاق كذبة تمزيق الدكتور ياسين لرسالة من الرئيس هادي اليه تحذره من المساس بمادة (الشريعة الاسلامية مصدر جميع التشريعات), وأسند القصة أو رواها عن محمد قحطان, ولا أدري لماذا يتكرر اسم محمد قحطان في كل تلك القصص ؟؟!!."... موضحاً " طبعاً ترديد تلك القصة - تمزيق ياسين للمادة - سيستثير غِيرة الكثير من البسطاء ويصنع "علي جار الله" جديد ليتكرر مشهد اغتيال جار الله عمر, ويخرج منها إخوان اليمن مجدداً كالشعرة من العجين, فقط يُهيئون الأجواء وتتكفل بقية الأجنحة التابعة لهم أو القريبة منهم بالمهمة".
واضاف " تلك القصة ركيكة ولا تملك أية مقومات لكي نصدقها, فما علاقة ياسين بتلك المادة؟ وما علاقة الرئيس ليكتب الى ياسين؟ خصوصاً أن رأي الدكتور ياسين في الموضوع معروف ومُعلن وهو (إن المشكلة لا تكمن في مصدر وحيد ولا رئيسي, ولكن في طبيعة النظام السياسي الذي يطبق النص)".
وأكد علي البخيتي ان " الدكتور ياسين نفى تلك القصة جملة وتفصيلاً, و بعد أن وصلت الرسالة وبقوة الى (ياسين) نفى محمد قحطان ذلك أيضاً – لكن كما هي العادة - دون اتخاذ أي اجراء تجاه الصبري ولا ضد من سبقه".
واختتم البخيتي مقاله بالقول " السؤال هو: الى متى سيظل حزب الاصلاح يستخدم ذراع الفتوى وخطب الجمعة في مواجهة خصومه وارهابهم؟ الى متى سيحافظ على المشايخ الذين قتلت فتاواهم الآلاف من ابناء اليمن شمالاً وجنوباً؟ أم أنه يدخرهم لمعارك - متوقعة - قادمة ؟ ". ويشهد اليمن الشمالي خلافات وصراعات عاصفة بين مختلف القوى والتيارات الدينية على خلفية التوقيع على وثيقة حلول لقضية اليمن الجنوبي التي ينادي اصحابها بعودة دولتهم التي كانت قائمة الى مايو من العام 90م".
على عكس الجنوب الذي اعلن رفض المبكر لمؤتمر حوار صنعاء قبل ان ينسحب فصيل جنوبي شارك في اعمال ذلك المؤتمر الاشهر نتيجة ما قال بيان صادر عن الفصيل الذي تزعمها القيادي الجنوبي محمد علي احمد واعلن انسحابه " هو رفض القوى والتيارات الدينية الاعتراف بقضية شعب الجنوب واعطائه حق تقرير المصير".
وكان جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية دولة مستقلة قبل ان تدخل في اتحاد فاشل مع العربية اليمنية انتهى بالحرب بعد مرور اقل من اربعة اعوام على توقيع اتفاقيته .