إجمالي المعاشات التي تصرف للموظفين والمتقاعدين الجنوبيين لا تساوي تقريباً 4% من إجمالي عوائد الثروة النفطية الجنوبية السنوية التي تذهب بالمليارات إلى جيوب المتنفذين الإحتلاليين الذين أبتدعوا هذه المرة طريقة دنيئة في معاملة أبناء الجنوب عند صرف معاشاتهم لشهر ديسمبر 2013م على أثر الهبَّة الشعبية الجنوبية والتي يبدو أن فرائصهم ارتعدت منها كثيراً – الطريقة على مابها من خساسة تمثلت في صرف المعاشات عبر مكاتب بريد الجنوب بإسلوب (التقطير) المطفش للغاية !! . فهاهم الآن لا يدفعون معاشات الناس المستحقة دفعة واحدة لمكاتب البريد حتى يستلم الموظفين والمتقاعدين رواتبهم في وقت واحد كما كان معتاد ، فلقد تعمدوا هؤلاء المتلذذون بعناء الجنوبيين أن يكون الصرف للنقود من البنك المركزي لمكتب البريد بالتقسيط الذي يشبه (التقطير) – يعني أن يكون الصرف للبريد ما بين يوم وآخر ضئيل جداً سرعان ما ينقضي أمر صرفه بلحظات ، فتكون وضعية إدارة البريد أكثر من حرجة عندما تُبلِّغ الآلاف المتحلِّقة حول الصرّاَفين بأن النقود نفدت وأن عليهم الإنصراف والعودة مجدداً في اليوم الذي يلي أو الذي بعده وطلب الإستسماح منهم .. لأن حل هذه المشكلة ليست بيد إدارة البريد فينصرف الناس بوجوه عابسة متكدرة وتعاود زيارة مكتب البريد على هكذا طريقة .. الحال هو الحال ، ومخادعة المسؤولين الإنتقاميين في صنعاء مستمرة و أكثر الناس لم يستلموا معاشاتهم لشهر ديسمبر 2013م حتى اليوم الموافق 7/1/ 2014م .
لمست من آخرين أن هذه الطريقة القذرة المستفزة التي تتبعها القوى الإحتلالية تعاني منها محافظات الجنوب عامة ، ولأنني كاتب هذه الأسطر قابع في الضالع ولامست هنا هذه الوقائع بمرأى العين فقد ارتأيت أن أبدأ من عند هذه المنطقة لفرادة معاناة أهلها, والحقيقة التي تستوجب التوضيح هنا أن مكتب بريد الضالع ليس له أي ذنب في ما يقاسيه أهالي الضالع الذين يقصدونه بابه لإستلام معاشاتهم فالذي نعلمه وبكامل الثقة أن هذا المكتب نموذجي المسلك ويقوم بواجباته بأفضل ما يكون بل لقد تعدى بجهوده إلى ما هو أرفع من الواجب وبكثير عندما جعل من أيام العطل و الراحة دوام يصرف فيه المعاشات للناس ليقينه بحاجتهم القصوى إليها .
لقد فهم الجميع هنا أن مكتب بريدهم لاحول له ولا قوَّة في هذا( التقطير) الذي يحدث لمعاشاتهم وأن وراء الحكاية جهات متنفذَّة في صنعاء تتقصّد التنكيد بحياة أبناء الضالع وحياة أبناء الجنوب كافة .