أنّ الوحدة هي مجرد وسيلة لتحقيق مكاسب ملموسة في حياة كل مكونات المجتمع للشعبين بشكل عادل وحرية تامة، والوحدة يجب أن ترتكز على أسس أساسية أشبة بأعمدة البنيان: الأساس الأول: تلاحم شعبي شامل للشعبين وترابطه بروابط متينة واتفاق تام.
الأساس الثاني: وجود أهداف للوحدة تحقق طموح الشعبين في الحرية والعدالة والتطور للأفضل في حياة الشعبين في كل مجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وفي مجال السياسة والسيادة والاستقلال الذاتي للبلد.
الأساس الثالث: اختيار قيادة وطنية تدير شؤون الدولة وتحقيق الأهداف والحفاظ على استمرارية التلاحم الشعبي وترابطه.
الأساس الرابع: وجود تفاعل شعبي بكل مكوناته المدنية والعسكرية والسياسية مع القيادة لتنفيذ الأهداف والسياسات المخططة للتطوير.
وجميع هذه الأسس نجد أنها بمثابة قوام الوحدة وترابط بعضها ببعض واستمراريتها ملازمة لاستمرارية الوحدة والتشريعات وتتم على أساسها لكونها لا خلاف بينها والشريعة الإسلامية وهذه الأسس واشتراطاتها التنفيذية ثوابت للوحدة أما إذا انتقلنا من تلك الثوابت ومقارنتها بما حدث خلال عمر الوحدة اليمنية من ممارسات بخلاف لهذه الأسس والثوابت وهو ما جعل من حكم بطلان الوحدة أمراً مشروع وكان النفس الأخير للوحدة هو إعلان شعب الجنوب فك الارتباط ورفع العلم الجنوبي في مسيراتهم وعلى مداخل ساحات الحراك والشوارع العمومية ومع أسفنا وحزننا للآمال التي أحرمتنا منها الأطماع رخيصة وسلوك غير عقلانية للقيادة والشعب الشمالي لم يتحملها شعب الجنوب وليس بمقدور أحد أن يقف أمام مطالب هذا الشعب في الحرية وتقرير مصيره التي كفلتها مواثيق الأممالمتحدة وحقوق الإنسان وما على الجميع إلّا الاعتراف بفشل الوحدة اليمنية والعودة إلى ما قبل 22 مايو 1990م وهذا ليس عيب لأنّ مثل هذا الفشل والتراجع قد سبقتنا فيه وحدة مصر وسوريا واتحاد دول الاتحاد اليوغسلافي ولسنا باليمن شماله والجنوب أعظم من الخلافة الإسلامية التي كانت تمتد من الأندلس غرباً إلى حدود الصين شرقاً ولست أيضاً أقوى من ما كان عليه الاتحاد السوفيتي وجميع ممن كانوا قائمين على تلك التكوينات قد وصلوا للقناعة بالفشل وعادوا إلى ما كان قبلها وهذا هو الصحيح وغيرها ما هو إلّا تكرار للخطاء وزيادة التعقيد وما ذاك التعصب قد ثبت فشلها وانتهاء مكوناتها الحقيقية لن يكون إلّا من طامع مغتصب وضعه نفس وضع المحتل الذي وجب مقاومته بالطرق التي تضمن التحرير من هذا الاحتلال وأما قد يكون هذا التعصب ممن لا يدرك حقيقة ما وصلت إليه الوحدة وهم بهذا أشبه بعبدة الأوثان الذي لا يدرك حقيقة تعصبه للأوثان.
الخاتمة: وفيها أبعث بتلك الحقائق لشباب الثورة في الشمال.
1- إنّ الوحدة اليمنية قد انتهت وأخر نفس لها قد كان بالرفض الجنوبي لها. 2- إنّ التعصب للوحدة من الجانب الشمالي وفرضه بالقوة على الجانب الجنوبي مخالف للشعارات التي تهتف بها كل من في ساحات الثورية من أبناء الشمال طوال فترة ثورة الشباب والمطالبين بحرية الشعوب في تقرير مصيرها وهو ما ينطبق على ما يطالب فيه شعب الجنوب من بداية عام 2007م والمعتصمين في ساحات الحراك الجنوبي والمسيرات التي تكاد أن تكون يومياً. 3- أنّ استمرارية الضغط للوحدة بالقوة سيكلف الكثير من الضحايا من أبناء الجنوب والذي سيؤدي للعداء وتناقله أجيال بعد أجيال وبالنهاية مهما طال الزمن مصيرها الانفصال. 4- أنّ موضوع التعويض الذي يردده البعض كأحد المعالجات ليس بإمكان ميزانية الدولة وإمكانيتها المالية أن تستطيع على التعويض العادل عن كل الأضرار والحرمان والمشاريع الخدمية لتكون عدن مثل صنعاء والمماثلة لبقية المدن الجنوبية والأرياف مع مثيلاتها في الشمال. أما المراهنة على الدعم الخارجي فالدعم الخارجي معروف أنه على حساب سيادة الوطن والاستقلالية عن الولاء للخارج. 5- وأخر ما أنبه إليه إلى خشيتي من أن يتكرر الدفع بالمواطنين بالشمال مشاركة أصحاب المصالح من نهب ثروات الجنوب كما حدث في الماضي أو بدافع ممن لهم ارتباط بالدوافع الخارجية لاستمرارية الوحدة والجانبين لا تهمهم الضحايا ونتائجها المستقبلية للشعبين. بالختام لكم تحياتي