بعد عام هوت فيه أسعار الأسهم وتقلص التمويل المتاح وجدت شركات التعدين الصغرى نفسها عرضة لمحاولات استحواذ من قبل شركات متوسطة الحجم تملك من السيولة ما يكفي لتشجيعها على اقتناص صفقات جيدة بأسعار بخسة. وأبلغ مستثمرون ومسؤولون بشركات رويترز أنهم يرون فرصا سانحة أمام الشركات المتوسطة والمتخصصين في إعادة الهيكلة في مناطق مثل امريكا اللاتينية وافريقيا في وقت تكافح فيه بعض الشركات الصغيرة - لاسيما تلك التي تشارك في مراحل مبكرة من مشروعات تحتاج إلى إنفاق رأسمالي كبير - للحصول على تمويل من بنوك أو من السوق.
ومن المرجح أن يشهد قطاع الذهب أغلب أنشطة الاندماج والاستحواذ مع هبوط سعر المعدن النفيس 25 بالمئة عنه قبل نحو عام ويجري حاليا ترتيب عدد من الصفقات المحتملة.
وكانت خسائر الأسهم أكبر من خسائر الذهب فقد انخفض مؤشر الذهب العالمي لتومسون رويترز الذي يضم 43 شركة بأكثر من النصف في 2103.
وقالت مصادر مطلعة في القطاع إن هذا الاتجاه سيمتد إلى المعادن الصناعية والحديد الخام. وتعرضت كل شركات التعدين الصغيرة تقريبا لأضرار في العام الماضي حيث هبط مؤشر تومسون رويترز الذي يضم 144 شركة للموارد مدرجة في سوق لندن للاستثمارات البديلة بنسبة 33 في المئة في 2013.
وقال ايان كولز الشريك بشركة المحاماة ماير براون والمتخصص في تمويل قطاع التعدين "يعاني كثير من شركات التنقيب الصغيرة من نقص حاد في السيولة وسوف تنهار هذا العام ما لم تعثر على مساهمات جديدة أو يتم الاستحواذ عليها."
ونظرا لأن شركات التعدين الكبرى تواجه ضغوطا لخفض الإنفاق وتبسيط العمليات فهي تعتبر منافسا من الدرجة الثانية بسيولة فائضة من أصول منتجة قوية من المرجح أنها ستشكل المحرك للصفقات.
وقال ماركوس باكمان مدير صناديق المعادن النفيسة والموارد العالمية لدى كريتون كابيتال "البيئة مليئة بالفرص ... لو كان الأمر يتعلق بعمليات استحواذ واندماج .. فسوف تحظى بالأساس بتمويل جيد .. وستكون غنية بالتدفقات النقدية و(من جانب) شركات منتجة متوسطة الحجم ربما تتحين الفرص بخصوص مشروعات وشركات."
وظهر بالفعل عدد من الصفقات المحتملة. فقد قدمت جولد كورب الكندية يوم الثلاثاء عرضا لشراء منافستها الأصغر أو سيسكو مقابل 2.4 مليار دولار.
واتفقت أيضا أسانكو جولد الشهر الماضي على شراء بي.إم.آي التي تركز انشطتها على افريقيا مقابل 173 مليون دولار في حين أقر مجلس إدارة أمبيلا للتعدين عرض سنتامين لشراء الشركة مقابل 37 مليون دولار.
وأشار نيل جريجسون مدير صندوق جيه.بي مورجان للموارد الطبيعية العالمية إلى لوندين ونورذرن ستار ريسورسز كمرشحين للاندماج.
وإضافة إلى افريقيا يتوقع جريجسون أن تشهد أمريكا اللاتينية عمليات استحواذ ايضا وخص بالذكر أنشطة النحاس في بيرو.
وقال لرويترز "يوجد عدد قليل جدا من تلك الشركات الصغيرة التي اكتشفت النحاس لكن عندما ينخفض رأس المال السوقي من 500 مليون دولار إلى 100 مليون في حين يبلغ الإنفاق الرأسمالي ملياري دولار فلن تتمكن أبدا من تمويله ومن ثم عليك أن تبرم صفقة."
ومن بين الشركات التي عبرت عن رغبتها في اقتناص أصول هذا العام شركة تعدين الذهب ماندلاي ريسورسز التي تبلغ قيمتها السوقية 240 مليون دولار وفق بيانات تومسون رويترز.
واشترت ماندلاي مشروع تشالاكولو للفضة في تشيلي من شركة سيلفر ستاندرد ريسورسز في ديسمبر كانون الأول مقابل 15.8 مليون دولار وتتطلع لمزيد من عمليات الاستحواذ.
وقال براد ميلز الرئيس التنفيذي للشركة لرويترز "إذا كنت مشتريا تفضل التحرك في عكس اتجاه الدورة الاقتصادية فالوقت الحالي موات تماما للنظر إلى السوق.
"نرى الكثير من الضغوط .. شركات صغيرة تفتقر إلى التمويل ومشروعات تنقيب وتطوير متعثرة حقيقة. هذا يتيح مجموعة جيدة من الفرص."
وميلز رئيس تنفيذي سابق لشركة لونمين المنتجة للبلاتين ويدير حاليا أيضا صندوقا للاستثمار الخاص يشارك في مشروعات للنحاس والذهب والحديد الخام.
وتقوم أيضا شركة إكس-2 المشروع الجديد لميك ديفيز الرئيس السابق لشركة اكستراتا بجمع تمويل حاليا ومن المتوقع أن تشتري أصولا هذا العام.
وعلى الجانب الأصغر من هذا الطيف قالت المؤسسة الدولية للتعدين والبنية التحتية - التي اشترت أفيرو لتعدين الخام الحديد في الكاميرون العام الماضي - إنها تتطلع للقيام بمزيد من عمليات الاستحواذ.
وبنى ديفيد آرتشر شركة سافاج ريسورسز من استثمار مبدئي مليون دولار ليحولها إلى شركة قيمتها 350 مليون دولار في الثمانينات والتسعينات وهو حاليا الرئيس التنفيذي لسافانا ريسورسز التي تتطلع ايضا لتكوين محفظة أصول في افريقيا.
وقال آرتشر لرويترز "نعمل بنشاط على تقييم مجموعة من المشروعات ونأمل أن نتمكن من الاستحواذ على أحدها في النصف الأول من 2014
