مرة أخرى .. الضالع تتصدر واجهة الأحداث .. والاحتلال يمارس هوايته المفضلة بالتلذذ بدماء الأحرار في تلك البقعة الجغرافية من الأرض الجنوبية ..! الضالع اليوم .. شهيدان ينضمان إلى كوكبة شهداء الجنوب الذي سقطوا بنيران أسلحة المحتل اليمني الغاشم بكل برودة دم وأمام صمت العالمين العربي والاسلامي وتواري المنظمات الانسانية والحقوقية المحلية والدولية التي تغض الطرف عن كل تلك الدماء التي تسفك يومياً في مختلف ساحات ومدن الجنوب الحبيب ..! في الضالع .. قوات الاحتلال تواصل حصد أرواح المواطنين بكل عنجهية ووحشية ودموية مستغلة حالة التراخي والتشتت التي تعصف بقيادات الثورة الجنوبية بالضالع وعموم الجنوب وفشلها في التوحد فيما بينها حتى اللحظة ..!
الضالع المدينة الجنوبية التي أذاقت المحتل ويلات العذاب والمهانة .. تقف اليوم بين مطرقة تخاذل أبنائها وسندان همجية المحتل لتدفع فاتورة مواقفها وصمودها المتواصل باستمرار نزيف الدم الذي يراق يومياً والأرواح التي يزهقها الاحتلال على مرئ ومسمع من تلك القيادات ( المتصارعة على لا شيء ) .. القيادات التي تجيد صناعة الأزمات والمماحكات دون أن تتفرغ للدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة العدو الأول لأبناء الضالع والجنوب ككل - مع الأسف الشديد ..!!
اليوم سقط الشهيدان ( ردفان محمد علي مسعد ) و ( علي قاسم رضا ) برصاص نقطة عسكرية مستحدثة أمام البنك المركزي ووسط الخط العام بعد أيام فقط من تشييع خمسة عشر شهيداً من ابناء الضالع كانوا قد سقطوا أيضاً بقصف همجي لتلك القوات الغازية التي ارتكبت مجزرة إبادة جماعية تعد الأشنع في تاريخ المنطقة ..! لكن كل تلك الدماء الزكية الى اليوم لم تكفي لإيقاظ سبات القيادات الهزلية .. لم تأنب ضمائرهم أو تهز مشاعرهم وتجعلهم يسارعون الى إصلاح ذات البين وتقديم المصلحة الوطنية العامة على مصالحهم الشخصية الضيقة ..!
ولعلنا هنا نتساءل بكل حزن وقهر و في هذا الوقت الحساس والظرف المفصلي .. إلى متى سيستمر تخاذل تلك القيادات ؟؟ وإلى متى سيستمر نزيف الدم الجنوبي في الضالع ؟؟ .. وهل آن الأوان لكي يتوحد الصف الجنوبي وتغليب مصلحة الوطن فوق كل المصالح ؟؟ إلى متى ستظل دمائنا تسفك ليل نهار ..؟ إلى متى ونحن نودع شهدائنا الأبرار ..؟ ، إلى متى ستبقى أرضنا ترزح تحت نير الاستعمار ؟، إلى متى أيها الأحرار .. إلى متى أيها الجنوبيين الأخيار ..؟؟