عندما رأى الجنوبيين ما حدث في مجمع العرضي في عاصمة الاحتلال صنعاء ذرفت عيونهم دمعاً لتلك المناظر , وتعاطفوا مع اسر الضحايا , وملاؤ صحفهم ومواقعهم بالعناوين العريضة وبادروا بالشجب والإدانة والغضب العارم لما جرى للمرضى والدكاترة داخل ذلك المستشفى . وعندما ارتكبت دبابات الجيش الشمالي تلك المجزرة التي تبكي لها القلوب وتدمع لها الاعين , تلك المجزرة التي يهتز لها كل ضمير انساني لبشاعتها "مجزرة سناح " التي راح ضحيتها 20 قتيل واكثر من خمسين جريح , بينهم اطفال لا تتجاوز اعمارهم الست سنوات في مخيم عزاء لاحد الشهداء الذين سقطوا على ايدي تلك القوات .
لم نرى اي تنديد او شجب او استنكار لما حصل , بل بادر مثقفي الشمال الى تبرير ما يحصل , البعض قال ان الدبابات اطلقت نيرانها عن طريق الخطأ والبعض الاخر قال انهم يدافعون عن انفسهم !!!
لم يمر اسبوع على تلك المجزرة , لم تجف الدماء ولم تجف دموع الايتام والامهات حتى بادرت قواتهم باستحداث النقاط العسكرية وابتزاز كل من يمر فيها , وقتلت شهيدين بدون اي سبب يذكر , وبعدها بيوم قتلت اثنين اخرين وبنفس الاسلوب هذه المرة استخدموا مضادات الطيران لنثر احشاء العزل من ابناء الضالع ..
واخرها قاموا بارتكاب مجزرة جديدة , بدون اي سبب وبدون اي دوافع هذه المجزرة كانت اشد قسوة واشد دموية .. عندما وجهوا نيران دباباتهم صوب المنازل التي تكتظ بالأطفال والنساء وكبار السن وقصفوها بطريقه عشوائية هستيرية , وراح ضحية هذا القصف سبعه شهداء واكثر من عشره جرحى , كان من بينهم اسره بأكملها " ام وبنتين لها ولم يتبقى الا رب الأسرة وحيداً , مضرجاً بالدماء جريحا في احد مشافي العاصمة عدن انه ياسين احد ابناء زبيد الضالع ياسين ماذا تبقى لك غير حطام يشير الا انه كان هنا منزل وكانت تعيش فيه ام وطفلين .
دماء ودموع واشلاء وحزن جنوبي كبير ولم نرى اي ادانه من اي مواطن شمالي او تعاطف , لم يترحم على شهدائنا احد , بل رأينا عكس ذلك تماماً راينا مثقفيهم يبررون لتلك القوات انها تدافع عن نفسها , وانها تقوم بواجبها الوطني !!!.. نقول لهم الله فوقنا و فوقكم و سياتي يوم ينصر فيه الحق و يزهق الباطل . سألني احد الاصدقاء وهو يحمل نبرة الغضب لماذا نتعاطف معهم عندما يحصل لهم شيء ؟؟ .. وعندما يقتل اطفالنا ونسائنا في الجنوب لا نرى منهم اي تنديد او استنكار لما يجري ؟؟؟ قلت له ياصديقي " لأننا اصحاب ضمير " .. واصحاب مبادى وقيم انسانيه وجب علينا ان نعمل بما تمليه علينا ضمائرنا وانسانيتنا ...
المجد والخلود لشهداء ثورتنا الجنوبية .. والشفاء لجرحانا.. والحرية لمعتقلينا القابعين في سجون صنعاء المظلمة , وانها لثوره حتى النصر .