أكد عضو الحوار الوطني وأستاذ جامعة صنعاء الدكتور عادل شجاع الدين أن ما حصل في «مؤتمر الحوار الوطني» اليمني مجرد «بروباجندا» إعلامية، وأن الحوار نجح على الورق فقط «دخل المتحاورون وهم متوافقون وخرجوا وهم غير متوافقين»، وكل الأطراف تريد الإعلان للرأي العام المحلي والدولي أن الحوار الوطني ناجح. وأوضح شجاع في تصريحات نشرتها صحيفة «الشرق» السعودية أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر هو من اقترح موضوع الأقاليم الستة، وهذا لا يعبر عن رغبة اليمنيين حقيقة بل عن رغبته هو في الوثيقة التي سمِّيت «وثيقة بن عمر». وقال شجاع إن بن عمر يعمل مع أكثر من طرف، فهو وعد القادة الجنوبيين الثلاثة علي سالم البيض وحيدر أبو بكر العطاس وعلي ناصر محمد بتحقيق بعض مصالحهم، ومنح أقاليم لهؤلاء القادة يحقق لهم بعضاً ممَّا يصبون إليه.
وأشار شجاع إلى أن الإقليم الشرقي يناسب نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي تدعمه إيران، وبالتالي يمكن له أن ينفرد بهذا الإقليم. وهذا واضح للعيان في اليمن وأي مراقب يدرك أن ما يحدث الآن تقسيم، وأن الوحدة اليمنية إذا ما طبق هذا التقسيم للبلاد إلى أقاليم لن تظل قائمة... مؤكدا وأكد أن ما يجري الآن ليس سوى مجرد إلهاء لليمنيين ولأشقائهم وللعرب الحريصين على الوحدة اليمنية، وسيكتشفون أن الوحدة اليمنية أصبحت في مهب الريح. ستة يمنات
وحول مؤتمر الحوار ومخرجاته، أوضح شجاع أن هناك شوائب اكتنفت المؤتمر، ومنها أن المكونات السياسية كانت توقع على الوثائق أمام الرئيس تحت ضغط الحرج، فيما ركَّز البعض الآخر على قضايا يرى فيها مصلحته الخاصة كالأحزاب والمكونات السياسية، والوثيقة التي وُقِّعت ستثقل كاهل الحكومة والدولة في قضايا يكون تطبيقها شبه مستحيل؛ كموضوع الأقاليم، لأن الأطراف المتصارعة في إطار الدولة المركزية هي نفسها التي سوف تتصارع على الأقاليم، وبالتالي هذه الأطراف ستسيطر على الأقاليم، وستكون الحكومة المركزية ضعيفة، وفي حال تم تطبيق اتفاق الأقاليم وأعطي الصبغة الرسمية سيصبح اليمن مباشرة «ستة يمنات» وليس يمناً واحداً كما يقال تحت سقف الوحدة. الحوثيون تهربوا
وحول دور دول المبادرة الخليجية، قال شجاع: «أعتقد وبصراحة أن الإخوة الأشقاء في الخليج تركوا الأمر لجمال بن عمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة، الذي عبث بالمبادرة الخليجية كيفما شاء. والنقطة الثانية، نحن أمام ميليشيات مسلحة، وهذه الميليشيات أصبحت أقوى من الدولة في الوقت الراهن، وهي التي تسيطر على الأرض، وهذه الميليشيات لن تخضع للدولة المركزية التي هي في الأساس دولة ضعيفة»، وأضاف شجاع: وعلى الجانب الاقتصادي، فالخبراء يقولون إن الأقاليم الستة تحتاج إلى تأهيل البنية التحتية لمراكز الإدارة وغيرها، وستحتاج إلى 78 مليار دولار، ولو تأمَّن هذا المبلغ للدولة المركزية لحُلَّت كل مشكلات اليمن. وبالنسبة للأقاليم، هناك توسيع لمجلس الشورى وسيتحول أعضاء مؤتمر الحوار إلى لجنة تأسيسية، وبالتالي سوف تقضي على المبدأ الديمقراطي، وطالما لم نستطع المضي في الآلية المزمنة للمبادرة الخليجية نتيجة صراع المصالح ستكون هذه اللجنة غير قادرة على وضع جدول زمني للذهاب نحو الانتخابات. وأوضح أن الحوثيين عندما اقتربوا من الاستحقاق النهائي للحوار هربوا من التوقيع، وهذا الانسحاب يدل دلالة واضحة على أنهم غير جادِّين في الذهاب نحو المخرجات، وأضاف الدكتور شجاع قائلاً «أنا عضو في فريق صعدة وتوافقنا على 59 نقطة من أصل 60، وبمجرد ما قرأنا التقرير في اليوم الثاني اندلعت الحرب في دماج». السيطرة على باب المندب
وأكد الدكتور شجاع أن البلاد تسير نحو الحرب، وأن الخلافات ستشتد، وهناك أطراف دولية من مصلحتها ألا يستقر الوضع ليس في اليمن فحسب، بل تريد أن تذهب بعيداً لتصفية حساباتها مع أطراف أخرى، وقال: «دعني أكون صريحاً، أيضاً إيران تريد أن تصفي حساباتها مع الآخرين في اليمن، هناك فراغ وإذا لم يُملأ هذا الفراغ ستملؤه أطراف أخرى، وإيران الآن تملأ هذا الفراغ والجو مهيأٌ لها خاصةً بعد الاتفاق الذي أبرمته مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي».
واعتبر شجاع أن إيران ملأت الفراغ في الجنوب، واستطاعت أن تستقطب عناصر في المحافظات الجنوبية وتحديداً نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الذي يعمل لصالح إيران، وأضاف: «ليس هناك مواجهة الآن وما زلنا في أول الطريق، وأعتقد أن هدف إيران البعيد هو السيطرة على باب المندب وهي تعرف أن بإمكانها السيطرة على مضيق هرمز، وبالتالي تسيطر على الممرين الأهم في منطقة الخليج وتخنق العالم في ما يتعلق بالطاقة».
وأكد شجاع أن إيران تساند الحوثيين بشكل كبير وتصل الأموال والأسلحة إليهم بشكل شبه يومي، وقال إن الحكومة هي حكومة توافق وتميل لمصلحة أحزابها التي ارتبطت بالمصالح الضيقة والخاصة وتركت الساحة أمام الحوثيين الذين وصلوا في الأيام الأخيرة إلى مشارف العاصمة صنعاء. صالح ما زال قوياً
وأشار شجاع إلى أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح ما زال قوياً في الساحة، إلا أنه لا يريد التدخل الآن فيما يجري، لكن فيما إذا تطورت الأمور فهو سيتدخل، وهو يعرف أن الحوثيين ضد النظام الجمهوري في اليمن ويريدون العودة باليمن إلى ما قبل السادس والعشرين من سبتمبر، ولا يريد التدخل حتى لا يضعف الرئيس هادي.
وبالعودة إلى موقف بن عمر من المبادرة الخليجية، أو ضح شجاع أن بن عمر نسف المبادرة الخليجية، وصرح أكثر من مرة أن المبادرة مجرد ثلاثة أسطر، وأنه العراب الحقيقي لهذه المبادرة، وهو الذي أدخل القضية الجنوبية وأعطى المبادرة زخمها العالمي، أما المبادرة الخليجية في نظره لم تحقق شيئاً، ودعا شجاع دول الخليج للتدخل من جديد لإنجاح المبادرة التي اعتبرها زورق النجاة بالنسبة لليمنيين جميعاً، وأن أي اختلالات ستنعكس سلباً على المنطقة برمتها. دستور متفق عليه
من جهته، اعتبر عضو لجنة الحقوق والحريات في الحوار الوطني اليمني طه محمد الحميري، أن اليمنيين اتفقوا على مخرجات الحوار، وأن الدستور اتفق عليه 90% من المؤتمرين وصياغته جاهزة، وسيكون هناك استفتاء عليه ومن ثم الانتقال إلى مرحلة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية. ورأى أن الحوثيين أعلنوا موافقتهم على مخرجات الحوار، وانسحابهم لم يكن من الحوار، بل من الجلسة فقط، وخروجهم كان احتجاجاً على قتل الدكتور أحمد شرف الدين. وأوضح الحميري ل «الشرق»: أن الأقاليم الستة التي أقرها الحوار الوطني اثنان منهما في الجنوب وأربعة في الشمال، وأن الحكم سيكون اتحادياً بين هذه الأقاليم. وأشار إلى توزع مناطق الأقاليم الستة، إقليم حضرموت وشبوة والمهرة وسيكون قوياً من حيث المساحة والتجارة والبحر، والثاني إقليم عدن ويتكون من الضالع ولحج وعدن وأبين، ومن الشمال إقليم الجند وتعز وإب، والإقليم الغربي يتكون من الحديدة وريمة وحجة والمحويت، وإقليم سبأ وهو مأرب وذمار والجوف والبيضاء، وإقليم صنعاء يتألف من صنعاء وعمران وصعدة.