"أبوي اليوم استشهد بسبب انعدام الطعام والدواء في مخيم اليرموك، ولكني أقول لكم أنه استشهد ليصبح الشاهد رقم 79 على تخاذلكم وخيانتكم" لم يكن ما قيل نعي بقدر ما هو صرخة أخيرة من الشاب براء محمد الناشط الإغاثي المحاصر هو ونحو 20 ألف آخرين في مخيم اليرموك منذ أكثر من200 يوم. والد براء شهيد الجوع والحصار لم يكن الأول وعلى ما يبدو لن يكون الأخير بين 82 آخرين سقطوا جوعا في المخيم المحاصر، دون أن يسمع أحد صوت أمعائهم الخاوية أو يلتفت لمعاناتهم. كما تروي الكثير من المحاصرين من داخل المخيم. وفي الوقت الذي سميت الجمعة ما قبل الماضية في سوريا ب"جمعة فلسطينيون وسوريون يموتون جوعا"،رفض عدد من مشاهير العرب الحالة التي وصل إليها أهالي المخيم الدمشقي وفي مقدمهم نجم "Arab Idol" الفلسطيني محمد عساف والإعلامية علا الفارس ومشاهير عرب آخرين.
وفي رسالة تضامن مع مخيم اليرموك غرد محمد عساف في حسابه على موقع تويتر "صباح الخير، أنقذوا الأطفال والنساء والمدنيين في اليرموك"، وأرفق مع رسالته صورة تحمل اسم "مخيم اليرموك" وبأسفلها هاشتاغ #أنقذوا_مخيم_اليرموك. هذه الرسالة سبقها نشره لفيديو بث على موقع يوتيوب قال فيه للفلسطينيين في مخيم اليرموك بسوريا"حزين جدا على الأخبار غير السارة التي نسمعها يوميا، وليفك الله ضيقتكم، قلوبنا معكم". وضمّن عساف الفيديو صورا لحال الناس في المخيم المحاصر.
أما الإعلامية علا الفارس فغردت أكثر من مرة على حسابها في تويتر عبارات تدعو لمساعدة أهالي مخيم اليرموك، وكتبت في إحداها "الجوع يقتل أهالي مخيم اليرموك". يارا صبري الممثلة السورية الشهيرة فشاركت في حملة "فكوا الحصارعن مخيم اليرموك"، كما حولت صفحتها على فيسبوك إلى مركز لتوثيق شهداء الجوع في مخيم اليرموك، كما تقوم بشكل أساسي في توثيق أسماء وشهادات المعتقلين السوريين في سجون النظام.
بينما ظهرت زميلتها الممثلة لويز عبد الكريم، التي انحازت منذ البداية لثورة شعبها، بتسجيل صوتي مؤثر للغاية عن ذاكرتها التي تأخذها إلى شوارع المخيم وعنفوان شبابه، تناقله الناشطون الفلسطينيون على صفحاتهم في مواقع التواصل الإجتماعي. فيما كتبت لويز على صفحتها في فيسبوك "بعيدا عن السياسة فليدعى الفاتيكان لتنظيم حملة الإغاثة وإنقاذ الجوعى نتيجة الحصار في مخيم اليرموك".
والد براء لن يعود وشهداء الجوع في القرن الواحد والعشرين بازدياد على مرأى العالم، فيما صرخاتهم تدوي في كل لحظة جوعا وموتا من القذائف التي لا تهدأ.
