قال وكيل محافظة تعز رشاد الأكحلي إنه يجب أن يكون هناك لجنة دستورية متخصص لصياغة الدستور حتى نجسد العمل المدني وليس لجنة سياسية كما حدث في لجنة الأقاليم. وأضاف : إنه يجب أن يكون هناك توجه حقيقي لنزع السلاح ليكون الجميع محكوم بالنظام والقانون وليس بالقوة والسلاح ، ولابد من التكريس لثقافة الدولة المدنية والعمل على أن تكون هاجس كل المواطنين لنصنع مستقبل اليمن . جاء ذلك في إطار اللقاءً الموسع الذي نظمه رسل الحوار وعقد صباح اليوم السبت الموافق 1 فبراير في قاعة مؤسسة السعيد للعلوم والثقافية مع منظمات المجتمع المدني والفاعلين من النساء والشباب والشخصيات الاجتماعية من محافظتي تعز و لحج تحت شعار" من أجل تحفيز المواطنين للمشاركة في بناء الدولة المدنية الحديثة" وركز على الدولة المدنية ، والدستور وأهميته ، والمشاركة في العملية الديمقراطية "الانتخابات" القادمة ، وكذا تفعيل المسائلة المجتمعية التي يجب أن يمارسها المواطنون وأهمية أن يكون لكل المواطنين إسهام حقيقي في بناء اليمن الجديد . من جهته محمد عزان من فريق رسل الحوار أشار إلى أن الدولة المدنية دولة المساوة والمواطنة والمحقوق المكفولة للجميع ، وهي من تضمن الاستقرار والأمن والتعايش والقبول بكل الأطراف والآراء .
وتطرقت وداد البدوي إلى المسائلة المجتمعية وأهمية ممارستها من قبل كل المواطنين ، مشيرة إلى أن المسائلة المجتمعية تتلخص في رقابة العمل لكل القطاعات وتقويمها وإصلاحها من أجل تحسين نوعية الخدمة وتعزيز الثقة بين المواطن وصانعي ومنفذي القرار ، ويكون هنا المواطن عين على الحاكم ومراقب لأدائه .. إلى ذلك تحدث محمد الأشول عن الدستور وأهميته باعتباره العقد الذي يتفق عليه الجميع وينظم أمورهم ويكون المرجع لحاكم والمحكوم بما يخلق وفاق اجتماعي حول كل القضايا .
وقال الدكتور عبدالله الذيفاني إنه لابد أن يتساوى الجميع وينزع السلاح عن الجماعات ويكون الاهتمام بالعلم والمعرفة ولابد من التركيز على لجنة صياغة الدستور بحيث لا تخضع لأي محاصصة بل تكون لجنة متخصصة ، تصنع دستور اليمن الجديد بعيداً عن الانتماءات الضيقة والولاءات الغير وطنية ، واختتم إنه يجب على رئيس الجمهورية أن يعلن أنه مواطن عادي ويتعامل على هذه الأساس ليكون نموذج للمدنية في الدولة الحديثة .
وعبرت أريج راشد من ائتلاف نساء لحج من أجل التغيير عن ضرورة أن يكون للدولة المدنية حضور حقيقي في كل اليمن ولا تكون في محافظة دون الأخرى ، معتبرتاً أن ثقافة التسامح يجب أن تسود لتكون بدايتنا مدنية ونحن على أعتاب الدولة الحديثة .
وتميز اللقاء بعدد من المداخلات القيمة التى ركزت على أهمية الدولة المدنية ومضمونها وضرورة وجودها حتى لا يهمش فيها أحد أياً كان ، وتطرقت لأهمية إن نعطي كل الذين ضحوا من أجل اليمن أهميتهم ويكون لهم حضوراً حقيقي بيننا في كل المناسبات كالشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب والشهداء في مختلف مراحل النضال الوطني ، وتطرق البعض لقضية عدم وجود مؤسسة صناع قرار مستجيبة لمقترحات العامة من الناس ، وضرورة أن لا يكون هناك مراكز قرار نافذة تتحكم بسيادة البلد وقرارة .
ويأتي هذا اللقاء الذي ضم أكثر من 300 ناشطة وناشط من مختلف التيارات والاتجاهات في تعزولحج ، ضمن المرحلة الثانية لفريق عمل رسل الحوار الذي انطلق بالتزامن مع الحوار الوطني وهدف للوصول إلى جميع المحافظات والفئات والشرائح الاجتماعية التي لم يصل صوتها للحوار ، وكانت المرحلة الأولى قد ركزت على الحوار الوطني وأهمية أن يوصل المواطن نظرته ومقترحاته وأهمية الاشتراك في الرأي حول ما دار في الحوار ، فيما تركز المرحلة الثانية على الدولة المدنية وأهمية أن يكون المواطن فاعلاً وشريك رئيسي في بناء الدولة المدنية الحديثة ويمارس حقة في المسائلة الاجتماعية والانتخابات القادمة وصياغة الدستور .
والجدير بالذكر أن رسل الحوار هم مجموعة من المثقفين والأكاديميين ورجال الفكر وقادة الرأي العام المستقلين اليمنين، ويهدف برنامجهم الى تشجيع مشاركة الفئات غير الممثلة في الحوار بالإضافة الى التواصل مع الفئات المعارضة للحوار ورفع أصوات من لا صوت لهم من ذوي المطالب والقضايا الهامة التي يلزم إيصالها لمؤتمر الحوار الوطني وكافة صناع القرار.
ويهدف برنامج رُسل الحوار الى تشكيل رأي عام مؤيد للحوار الوطني من خلال إنشاء حوارات مجتمعية للدفع بالجماهير الى التفاعل الإيجابي في بناء الوطن الجديد. كما يسعى برنامج رُسل الحوار الى إيجاد التوافق بين أطراف المجتمع وإنهاء الصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية وتداعياتها الاجتماعية والثقافية.