كتب /المحرر السياسي هذا المساء كان من اتعس الأيام بالنسبة للمدينة عدن لاشيء يضاهي الألم الذي انتاب هذه المدينة المثقلة بالألم والحزن منذ سنوات .
طوال سنوات ماضية تم تدمير الكثير من معالم هذه المدينة مرة بحجة التحديث ومرة أخرى بحجة الاستثمار لكن ماحدث الليلة من تدمير لأحد ابرز معالمها لم يكن بإيا من الحجتين.
شهدت عدن اليوم تظاهرة شابها الكثير من أعمال العنف وطالت أعمال العنف احد أهم المباني الأثرية في المدينة وهو قسم شرطة الشيخ عثمان احد أهم المباني القديمة والذي يعود تاريخه إلى ماقبل مئات السنين من اليوم.
تم إحراق المبنى في عملية عبث هي الأسوأ في تاريخ هذه المدينة وسادت مشاعر غضب شديدة عن الكثير من الناس بسبب هذه التصرفات الهوجاء التي لاتتصل بنضال سلمي ولاحق مكفول بالتعبير بل تتصل بسلوك بلطجي يجب ان يحاسب مرتكبوه عليه.
ال 18 من فبراير 2011 خسرت عدن احد أهم معالمها التاريخية بعد قيام متظاهرين بإضرام النار في قسم الشرطة القديم بالشيخ.
ومبنى شرطة الشيخ عثمان يعد من معالم هذه المدينةوعدن عموماً، وهو ذاكرة حية لمدينة الشيخ عثمان، التي وصفت ذات يوم من أيام الكفاح المسلح 1963م- 1967م بمدينة فيتنام ومبنى شوكي الشيخ عثمان يبلغ عمره 116 عاماً.
ولم تتوقف يد العبث عند قسم الشرطة القديم بل امتدت إلى مبنى السلطة المحلية المقابل لقسم الشرطة والذي يضم مبنى البلدية أيضا.
نعم نتفق مع حق الناس في التظاهر والتعبير السلمي لكننا لانتفق مع سلوك الحرق والتدمير الذي مارسه بعض المتظاهرين اليوم بمدينة الشيخ كان سلوكهم ابعد مايكون عن الوجه المتحضر لعدن وطابعها المدني.
ولكي نكون أكثر وضوحاً ودقة فإننا أيضا نحمل قوات الأمن المسئولية قبل ان نحملها من احرق ودمر ونهب وعبث كون ان المسئولية الأولى وفي مقامها الأول هي تقع على عاتق مسئولي الأمن قبل أي جهة أخرى.
حتى اللحظة لم ينتهي كل شيء فالمبنى لايزال صامداً رغم الضرر الذي تعرض له والسؤال الذي يفرض نفسه هو هل تسارع الدولة في حماية ماتبقى منه ام تتركه للضياع؟ الصور لاتحتاج إلى خبر أو تعليق فعدن اليوم في قمة الحزن.