في قراءة أولية لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني والمرحلة السياسية بشكل أجمع نجد مزيجاً من التناقض والتداخل في مخرجاتهما واهدافهما !! توافقت الاطراف السياسية في مؤتمر موفمبيك على رؤية وفكرة الاقاليم الستة بواقع أربعة في الشمال وأثنين في الجنوب , أصدرت المحكمة العليا مؤخراً قراراً بإعدام الاسير أحمد المرقشي وفي خطوة إذا ما نفذت من شأنها قلب الامور رأساً على عقب وزعزعة كيان الدولة المتدهورة في أركانها وأسسها والتي اصبحت في مرحلة الانجرار إلى حربً أهلية بدأت بوادرها تظهر بين الحين والأخر , وأي قراراً خاطئ في مضمونه بحق الجنوب قد يكلف هادي ومن يتبعه من قادة العمل السياسي والقيادي كثيراً , وعندها لن يسعف الوقت هادي ومن معه لإقامة حواراً آخر على غرار حوار موفمبيك . يمتلك أحمد المرقشي شعبية طاغية لم تأتي عبثاً أو من فراق وإنما لثقة وإيمان الأغلبية من ابناء الشعب بعدالة قضية وبراءته من كافة التهم المسندة إليه في قضية أكاد اجزم انها ملفقة له ولصحيفة الايام الناشطة آنذاك في نشر اخبار الحراك الجنوبي .
أحيانا وليس غالباً , أشعر بان ماما يدور حولنا يعد بمثابة الذهاب إلى الهاوية والسير في وحل الجحيم والالتزام بقانون غاب لا يرحم الضعيف بتاتاً بقدر ما يرفع ويبخل لا يرحم الضعيف بتاتاً بقدر ما يرفع ويبجل القوي المدعم بترسانة الاعلام والحكومة واحيانا بسفك الدم !! توصلت لتلك الحقيقة المؤسفة بعدما علمت بالقرار الصادر من المحكمة العليا بإعدام المرقشي الذي لا يمتلك واسطة أو نفوذ يدلفان به إلى خارج اسوار سجن صنعاء المركزي بيد أنه يمتلك واسطة الثقة بالله ومن ثم نفوذ الحب والاحترام الذي يكنه له الاغلبية .
سيختلف الامر تماماً إذا كان المذنب أو المتهم على سبيل المثال أحد اتباع آل الاحمر أو حتى من المقربين من الرئيس هادي ! عندها ستقوم الدنيا ولن تقعد وستظهر الحاشية أو الجماعة إلى اتخاذ مواقف من شأنها اخراج الرفيق من السجن وحتى لو كان ذلك على حساب العدالة وفي بلاداً لا تطبق العدالة فيها إلا على الابرياء وتتحاشى مواجهة المذنبين !! في وقتاً سابق من الشهر قبل الماضي كتبت مقالاً عن المرقشي وللمرة الثانية أجد قلمي مدفوعاً باتجاه السجن المركزي بصنعاء وبالتحديد إلى الزنزانة التي احتضنت المرقشي ولمدة خمس اعوام واكثر واحتضنت معه ينبوع حرية وصدق وشجاعة وقف مستميتاً امام تهديدات وقرارات المحكمة التعسفية ومن قبلها الصمت المطبق لأفواه وقلوب قادتنا المبجلين !!
احترام هادي كرئيس بذل كل ما بوسعه من اجل اخراج البلاد من بوتقة الصراعات والفتن والتي وللأسف كانت نتاج طبيعي لأفكار وخواطر بعضاً من المحيطين به ومن يوليهم ثالوث العناية والرعاية والشقة !! غير انني اختلف معه كثيراً في طريقة تعاطيه مع قضية الاسير المرقشي التي لم يحرك ساكنا للبت فيها ولم يصدر موقفاً بالموافقة أو الرفض في قضية أعتقد أن هادي يعرف جيداً خفاياها ودوافعها وحقيقتها أكثر من المرقشي نفسه !!!
أخر الكلام ..
بينما كانت صحيفة الأيام آنذاك تنشر أخر أخبار الحراك الجنوبي وكان المرقشي حارساً لها , أجتمع الشر والظلم والغباء في جلسة مغلقة فكان ذلك كفيلاً بإيقاف " الأيام " وارسال المرقشي لسجن صنعاء المركزي !!