تثبت الأيام أن اللوبي الصهيوني يزداد قوة وله نفوذ واسع في العالم وفي مقدمتها أمريكا وأوروبا وفي كل المجالات خاصة الإعلام بكل أنواعه القديم والحديث .. أعلنت مصادر في الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تناقلتها وكالات الأنباء في العالم بأن المطرب محمد عساف سيشارك المغنية العالمية الشهيرة شاكيرا الغناء في افتتاح نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014 وشكل هذا الخبر فرحة لدى العرب الذين تعاطفوا مع هذا المطرب الفلسطيني المبدع وقدروا كثيراً هذا الأمر من الإتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) . الأمر لم يستمر فقد تم الإعلان مؤخراً أن المطرب محمد عساف لن يشارك في الإحتفالات المذكورة .. الأمر الأهم أن المطربة الكولمبية ذائعة الصيت شاكيرا تعاطفت مع عساف ورفضت الغناء في الإحتفال بدونه مما جسد موقفاً أخلاقياً وإنسانياً له أبعاد كثيرة وأثبت تدخل السياسة في الرياضة سلبياً بالإضافة إلى التمييز الواضح في مثل هذا القرار الذي يحرم شاباً متميزاً له قضية عادلة لأنه فلسطيني يجثم الإحتلال الصهيوني على صدر بلده . للأسف الشديد لم يكن هناك رد فعل إعلامي مقبول على مثل هذا القرار المجحف ولم تتداوله بشكل يستحقه وسائل الإعلام المختلفة ومنه الإعلام الحديث الذي يتحدث عن كل شاردة وواردة في مواضيع كثيرة أقل أهمية وتأثيراً في الحياة اليومية للإنسان المعاصر . لقد رأيت السيد جوزيف بلاتر / رئيس الفيفا والأمير علي بن الحسين نائب رئيس الإتحاد الدولي لكرة القدم في فلسطين أكثر من مرة ولمست عملياً حرصهما على دعم لعبة كرة القدم الفلسطينية بالإضافة للدعم اللامحدود للبنية التحتية للعبة في كل المجالات – كما رأيت بعيني إهتمام رئيس الفيفا بلاتر بالمطرب الفلسطيني المذكور عندما التقاه في رام الله ولمس وتأكد من الشعبية الكبيرة التي يملكها في فلسطين والوطن العربي ولهذا أعتقد أن القرار ربما يكون من جهات أقوى من الإتحاد المذكور وبضغط من اللوبي الصهيوني أو من يمثلونه . ماذا لو كان الأمر يتعلق بمطرب إسرائيلي ربما قامت الدنيا ولم تقعد والصقت تهم للسامية يساراً ويميناً بكل من يمس هذا اليهودي في أي مكان في العالم . الأمر معنوي لكنه جد هام خاصة وأن مئات الملايين من البشر في كل أنحاء العالم تتابع هذا الإفتتاح وما يليه من مباريات . لقد ضاعت فرصة ذهبية من هذا المطرب الشاب لإيصال صوته وربما صوت وطنه وأناته إلى العالم . أما إذا كان موقف شاكيرا هذا مبدئياً وثابتاًُ لا تغيره الضغوط عليها فإنها تثبت أن لها شخصية وموقف بينما تاه الآخرون في مواجهة هذا القرار الجائر .