مرة أخرى تسقط ورقة التوت التي كانت تغطي عورة المنظمات الحقوقية وشخصياتها في صنعاء والتي هي في الأساس تعمل لهدف سياسي معين وتتغطى بالغطاء الحقوقي .. كل تلك المنظمات والجهات والشخصيات التي أدوشتنا بالمساواة وبحقوق الانسان وبحرية التعبير وصولا الى الموضة الانتهازية الاخيرة " كلنا عيال تسعة " .. كلها مجتمعة لم تستطع أن تصدر بيانا واحدا تدين فيه حالة الايقاف التعسفي لصحيفة ( عدن الغد ) لا لشيء الا لان الصحيفة تصدر من الجنوب وتحمل اسم عدن . وزيرة حقوق الانسان حورية مشهور لم تنبس ببنت شفة حول ايقاف صحيفة مرخصة تعمل بشكل قانوني من مدينة عدن خاصة وان ايقافها جاء بسبب نقلها لتفاعلات الشارع الجنوبي في حين كانت الوزيرة ترفع التغريدة تلو التغريدة على موقع ( تويتر ) لتحاول اقناع الناس بصورة مفبركة صممها متعامل بليد مع الفوتوشوب يزعم فيها ان البخيتي هاجم نساء الجنوب .. ثارت حورية لأجل هذه الصورة المفبركة في سبيل خدمة ولي نعمتها حزب الاصلاح في حين هي المدعية بالغيرة على نساء الجنوب لم تصدر حتى تصريحا من كلمتين حين قتلت فيروز برصاص السلطات داخل منزلها في عدن وحين تم الاعتداء على الناشطة الجنوبية أنسام من قبل مرافقي محافظ عدن ورئيس جامعتها . قبل أيام كتبت تغريدة عن ايقاف صحيفة ( عدن الغد ) في الفيسبوك واذا باشعار يصلني ان السيدة النوبلية توكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام وقائدة الثورة الشبابية الشعبية اليمنية السلمية الوحدوية العظمى ... الخ قد عملت اشارة اعجاب لتغريدتي ، قلت في نفسي جميل ان تلتفت الناشطة النوبلية لحادثة ايقاف جريدة عدنية وما هي الا لحظات حتى جاء ردها مخيبا للامال فبعد لحظات من تسجيلها اعجاب للمنشور ، كتبت توكل ردا على تغريدتي يردد ما تقوله مواقع حزب الاصلاح بحق عدن الغد والزميل فتحي حيث قالت : (( هل صحيح أن مطابع 14أكتوبر تطبع صحيفة عدن الغد مجانا )) .. رددت عليها بأن ذلك كذب وأن صحيفة عدن الغد كما يقول الزميل فتحي تسدد المستحقات أولا بأول لكن توكل كانت فص ملح وذاب لم يعد لها وجود في المنشور ولم تذكر عدن الغد في تغريدة من تغريداتها حتى اليوم . أحد ناشطي حقوق الانسان المعروفين في الشمال كتب يقول : (( ليش هذه اللغط كلما في الأمر أنه تم ايقاف الطباعة في مطابع الحكومة وبامكان عدن الغد أن تطبع في أي مطابع أخرى )) .. يتحدث صاحبنا وكأن في عدن مطبعة في كل زغط وكأنه لا يعلم انه بعد ايقاف مؤسسة الايام لم يتبقى في عدن سوى مطبعة أكتوبر ومطبعة الشموع المملوكة للواء علي محسن .. يتناسى صاحبنا هذا أن غالبية صحف المعارضة ظلت طوال الفترة الماضية تطبع في مؤسسة الثورة الحكومية في صنعاء ولا زالت الى اليوم دون توقيف . باستثناء موقف نقابة الصحفيين اليمنيين أثبت نشطاء الشمال وحقوقييه مرة أخرى أنهم يكيلون بمكيالين حين يتعلق الأمر بالجنوب .. يرفعون شعار " كلنا عيال تسعة " لغرض سياسي في صنعاء بينما هم لا يتعاملون معنا حتى كعيال سبعة أو ستة في عدن .. تكميم الافواه مسموح .. اغلاق الصحف مسموح .. اقتحام الساحات وقمع المظاهرات مسموح .. سفك الدماء مسموح .. كل شيء مسموح طالما هو يحدث في الجنوب .. لقد أباحوا لوحيد رشيد في عدن ما كانوا بالأمس يعيبونه على نظام صالح الذي يفاخرون بالثورة عليه وهم يعيدون نفس ممارساته .